محمد صبحي الصعيدي يكتب: أطفال في براثن الإجرام
خطف الأطفال ظاهرة مخيفة وتكررت حوادثها في الفترة الأخيرة ومعظم من يتم خطفهم نجدهم مع متسولين، والتوسل ظاهرة خطيرة على المجتمع وتعتبر مرض ووباء إذا صحبها اختطاف الأطفال وذلك بغرض التسول بهم ومنهم من يستخدمهم في التجارة بالأعضاء البشرية ومنهم من يقوم ببيعهم خارج البلاد..وغيره، ولكن الملاحظ في الفترة الأخيرة هو تزايد حوادث خطف الأطفال عن طريق المتسولين وهو ما طالعتنا عليه صفحة "أطفال مفقوده" التي لها فضل كبير بعد الله في رجوع اعداد كبيرة من الأطفال إلى ذويهم.
ومملا شك فيه أن من أهم أسباب التسول هو الفقر والمرض مما جعل المتسول مضطرا لتلك الظاهرة نتيجة لفقرة ولكن سرعان ما يتفنن المتسول في التسول وذلك بسبب الدخل المرتفع حتى يجعلها مهنته وهناك أيضًا من يتسول بسب ظروفه المادية وحاجته الفعلية لذلك.
كيف نقضى على التسول؟
1- لابد من نشر الوعى الدينى للحث على العمل كما جاء في قوله تعالى (("وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)).
2- لكى نقضى على التوسل لا بد من إخراج الزكاة فالزكاة هي التي تحمى مجتمعاتنا من التسوّل الذي سببه الأساسى الفقر والحاجة فلو أنّ كلّ شخص مقتدر أخرج زكاة ماله لما كان هناك فقراء في بلادنا ولابد من تفعيل دور الجمعيات الخيرية وذلك عن طريق إنشاء جمعية خيرية رئيسية في كل محافظة تكون تحت إشراف الدولة وإنشاء لجنة زكاة فرعية في كل قرية من قرى المحافظة مهمتها هي عمل استمارات بحث حالات وتحديد عدد الحالات الموجودة في القرية من ايتام ومرضى وفقراء وغيره ويتم إرسال الصدقات لهم بصورة شهرية وتقوم تلك اللجان بالحث على إخراج الزكاة من القادرين ويتم صرف الزكاة على مستحقيها وذلك بإشراف الجمعية الرئيسية ولا يتم توزيع الصدقات بكافة انواعها إلا في جهات رسمية.
3- إنشاء مشروع خاص تحت شعار "صندوق إعانة المرضى" والغرض من ذلك المشروع هو الصرف على المرضى والمعاقين من الفقراء والأيتام الغير قادرين على مصروفات العلاج.
4- لا بد من قيام وسائل الإعلام بدور مهم في توضيح التسول وخطورته على المجتمع.
5- تفعيل مشروع "الأسر المنتجة" وهذا المشروع من أفضل المشاريع القادرة على القضاء على ظاهرة التسول وإيجاد فرص عمل للغير قادرين والمسنين والنساء.
6- لابد من استثناء الفقراء من أجور الدراسة والعلاج.
كيف نقضى على ظاهرة خطف الأطفال؟
بعد تفعيل تلك المشاريع يمنع التسول بكل أشكاله ويجب تغليظ العقوبة على المتسولين ويتم القبض على أي متسول يصطحب معه طفل للتحقيق من صحة نسبه أو إذا كان مختطفًا وذلك عن طريق عمل البصمة الوراثية.
لابد من أخذ بصمة للطفل على شهادة ميلاده وذلك حتى تتمكن من معرفة الطفل مع اخد صورة ضوئية للأب والأم على شهادة ميلاد الطفل.
رسالة إلى الآباء والأمهات
إنّ مهمة تربية الأولاد عظيمةٌ يجب على الآباء والأمهات أن يحسبوا لها حسابًا، ويعدوا العدة للقيام بحقها؛ خصوصًا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن واشتدت غربة الدين، وكثرت فيه دواعى الفساد حتى صار الأب مع أولاده كراعى الغنم في أرض السباع الضارية، إن غفل عنها ساعةً؛ أكلتها الذئاب، فهكذا الآباء والأمهات إن غفلوا عن أولادهم ساعةً؛ تاهوا في طرق الفساد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ: أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ...
وفى روايةٍ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِى أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ، وَهِى مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا...
فأنتَ أيها الأب.. وأنتِ أيتها الأم.. سوف تُسألون؛ فَلْيعد كلٌ منكم للسؤال جوابًا، فكل من وهبه الله نعمة الذرية ؛ وجب عليه أن يؤدى أمانتها وان يحافظ عليها بارك الله لكم في أولادكم ولا أراكم الله فيهم مكروها..