رئيس التحرير
عصام كامل

شبرا - بنها.. رايح جاى


خضت أمس تجربة السفر إلى المنوفية ذهابا وعودة عبر طريق شبرا- بنها الجديد، قطعت المسافة من بهتيم أعلى الدائرى حتى قويسنا في 20 دقيقة، بعد أن كنت أقطعها في 60 دقيقة أو أكثر حسب الزحام على الطريق الزراعى.


الطريق الجديد يدعو للفخر، ويمثل شريانا جديدا يخفف الزحام على طريق مصر- الإسكندرية الزراعى، وشعرت في لحظات كثيرة أننى أسير على طريق دبى – أبوظبى، براح واسع بدون أي تقاطعات، يسمح لك بالسير على أي سرعة وبدون قلق أو خوف أو زحام أو اختناقات، 4 حارات واسعة وممهدة، وأرضية ناعمة كالحرير لم تثقل عليها التريللات وحمولات النقل الثقيل وتؤذيها وتصيبها بالتعرجات الطولية.

لكن بعض رسوم الطريق الجديد تمثل لغزا ولا أدرى على أي أساس تم وضعها، من المنطقى أن يدفع سائقو سيارات الأجرة والميكرباص بين المحافظات خمسة جنيهات فقط، لمنعهم من استغلال الركاب والمسافرين وزيادة الأجرة عليهم، وأن يدفع سائقو الشاحنات والنقل الثقيل 40 جنيها، والأتوبيسات 30 جنيها، لكننى لا أجد تفسيرا لأن تكون رسوم عبور السيارات ربع النقل خمسة جنيهات فقط، خصوصا أنها تمتلئ بالحمولة الثقيلة، بينما الملاكى 15 جنيها وهو رقم مبالغ فيه، ويفوق طاقة كثير منها، خصوصا لمن يستخدمون الطريق ذهابا وعودة يوميا، ومع اعترافى بأن الوفر الذي يحققه الطريق الجديد في الوقت يحقق وفرا بالطبع في استهلاك البنزين، إلا أنه يتآكل بفعل الـ 30 جنيها رسوم العبور ذهابا وعودة.

منهج فرض الدولة رسوما على الطرق السريعة مطبق في كل دول العالم، وطريق مثل شبرا- بنها فاقت تكلفة إنشائه 3.3 مليار جنيه، بخلاف 1.7 مليار جنيه قيمة التعويضات التي تم دفعها للأهالي المتضررين من نزع ملكية الأراضى لإخلاء مسار الطريق، لكن يجب مراجعة "الكارتة" أو رسوم الطريق، وتحديدا الـ15 جنيها للملاكى وتخفيضها إلى خمسة أو سبعة جنيهات، على أن تبقى حرية الاختيار أمام المسافرين بين السير المريح برسوم أو السير المجانى المزدحم.

بقى أن يكتمل المشهد الحضارى للطريق بإضاءته سريعا، لمنع وقوع حوادث عليه قبل أن يتم افتتاحه بشكل رسمى، ننتظر أيضا تخصيص حارة جهة اليمين لسيارات النقل الثقيل، مع تنفيذ قانون المرور بصرامة ودون هوادة وسحب رخصة السائقين المخالفين منهم فورا، بحيث لا يتحول الطريق بمرور الوقت إلى فوضى مرورية، ويصبح صورة طبق الأصل من الفوضى التي ضربت كل شوارع وطرق مصر.

أتمنى من الدولة أيضا أن تسترد الأرصفة المنتشرة في بر مصر من قبضة البلطجية الذين احتلوها ويفرضون إتاوات على كل من يركن سيارته، وتنشئ ماكينات دفع رسوم الركن على غرار التجربة الإماراتية، وأتصور أن هذه الفكرة تلقى ترحيبا من كل ملاك السيارات، لأنها ستنهى ظاهرة إرهاب بلطجية مواقف السيارات لهم، وستجلب ملايين الجنيهات إلى خزينة الدولة يوميا.

شبكة الطرق القومية هي أعظم ما تم إنجازه في السنوات الثلاثة الأولى من حكم الرئيس السيسي، وتتضمن 39 طريقًا بأطوال 3400 كم، وبتكلفة 36 مليار جنيه، غير أن رسوم طريق شبرا- بنها المبالغ فيها هي أحد تداعيات القرار "الكارثى" على المصريين بتعويم الجنيه المصرى، وما تبعه من موجة غلاء فاحش غير مسبوق في تاريخ مصر، بل وتاريخ أي دولة في العالم، بحيث ارتفعت أسعار كل السلع والخدمات 3 أضعاف، وانخفضت رواتب الغالبية العظمى من الشعب إلى الثلث.

الجريدة الرسمية