حظر الرسائل بعد ساعات العمل.. الكوريون يتبنون الحق في قطع الاتصال
تعانى ليم جي يون، وهى أم عاملة ولها طفلين تعيش في غربي سيئول، من رسائل الهاتف النقال من زبائنها الذين يأتون غالبًا حتى بعد ساعات العمل ويعرقلون وقت فراغها وحياتها الخاصة.
"إذًا لا يمكننا أن نجعل فقط الرسائل بعد ساعات العمل غير قانونية فإنها على الأقل تعليم الناس بعض الأخلاق؟" وفقًا لما ذكرته وكيل العلاقات العامة البالغة من العمر 36 عامًا لوكالة يونهاب للأنباء، "كاكاوتوك قد دمر مفهوم قيود الوقت وأنه يدفعني فقط للجنون".
وفى الشهر الماضى طلبت وزارة العمل من شركة كاكاو، وهى مشغل الهاتف النقال رقم 1، إضافة وظيفة جديدة للسماح للمستخدمين بإيقاف نقل الرسائل بعد ساعات العمل حتى صباح اليوم التالى.
وقد تجاهلت شركة كاكاو الاقتراح، وقالت إن التطبيق لديه بالفعل وظائف مصممة لمساعدة المستخدمين مع إعدادات على مدى الساعة وحل المشكلة ليست مسألة أداة جديدة أو منصة معينة، وقالت في بيان صحفي: "لكننا نرحب باقتراح الحكومة حول ضمان الحق في قطع الاتصال".
تمتلك كوريا ساعات عمل طويلة، ووفقًا للبيانات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2016، سجل الكوريون ما متوسطه 2،069 ساعة لكل فرد سنويا، وهي ثالث أطول فترة بعد المكسيك وكوستاريكا، وبلغ متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 1،764 ساعة.
وأظهرت دراسة أجراها معهد العمل الكوري (KLI) في عام 2016 أن 7 من كل 10 عمال مكتب يعملون على هواتفهم الذكية بعد ساعات العمل، حيث يقضون ساعة ونصف الساعة إضافية في المتوسط في العمل عبر أجهزتهم الرقمية على المهام التي لم تكن عاجلة على الإطلاق.
وفي تحد للعرف المرهق، يتجه كل من القطاعين العام والخاص لتخفيض ساعات العمل، واقترح النائب البرلماني شين كيونج مين من الحزب الديمقراطي مشروع قانون في العام الماضي يسعى إلى حظر أي اتصالات متعلقة بالعمل بما في ذلك المكالمات الهاتفية والرسائل المحمولة بعد ساعات العمل المحددة.
وأشاد المؤيدون له بنقل وتناول القضية في السلطة التشريعية، في حين انتقد المعارضون ذلك لأنه غير واقعي.
وبصفته بديلا أكثر واقعية، اقترح لي يونج هو من حزب الشعب في أغسطس تنقيحا في قانون معايير العمل لإجبار أرباب العمل على دفع بدل إضافي للعمل الإضافي على مدار الساعة على منصات الهواتف النقالة.
أعلنت حكومة العاصمة سيئول مرسوما يوصي موظفيها بعدم إعطاء أوامر للمرءوسين عبر تطبيقات رسائل الهاتف النقال بعد ساعات العمل.
كما انضمت بعض الشركات إلى هذه الخطوة، فقد اعتمدت شركة إل جي أوبلوس للهاتف النقال سياسة الشركة الجديدة التي يمكن أن تعاقب الموظفين لإعطائهم طلبات أو أوامر اونلاين عبر الإنترنت بعد ساعات العمل. كما أطلقت مجموعة سي جيه وهي مجموعة أغذية وأعمال ترفيهية، حملة لحظر الرسائل النصية عبر الهاتف النقال خارج ساعات العمل.
واقترح الخبراء أن تقوم الحكومة والبرلمان بوضع تشريعات تلزم الأطراف باتفاقية بين الإدارة والموظفين على الاتصالات المتنقلة بعد ساعات العمل.