أمريكا تقضي على العالم الثالث بالفيروسات.. عالم في مجال الحرب البيولوجية يؤكد: حمى الضنك سلاح بيولوجي بالجيش الأمريكي.. واتهامات لواشنطن بإحياء فيروس إيبولا في سيراليون
منذ صعود نفوذها عالميًا في ثمانينات القرن الماضي، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على قوتها بين منافسيها، بل وتسعى لتكون القوة الوحيدة في العالم أجمع عن طرق السيطرة على اقتصاد الكرة الأرضية باستنزاف موارد الدول حتى حلفائها الأوروبيين الذين تطالبهم باستمرار بزيادة الإنفاق العسكري لشراء الأسلحة التي تنتجها مصانعها؛ ولأن الأسلحة وحدها لا تضمن الحفاظ على خطتها طول الوقت، وجد أبناء العم سام في الفيروسات القاتلة حياة لهم.
الفيروسات القاتلة
المعامل الأمريكية لا تجتهد فقط في إنتاج أحدث اللقاحات والأمصال لاحتكار صناعة الأدوية لتشغيل وبناء مصانع بجميع أنحاء الولايات المتحدة لضمان تراجع معدلات البطالة والتربع على قائمة الدول المصدرة، لكنها لا تتوانى في إنتاج سلالات فيروسية تضمن لها مواصلة انتشار الأمراض القاتلة في دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي تعتبرهم حقلا ممتازًا لتجاربها العلمية، وسوقًا لمنتجاتها في المستقبل لا يتأخر عن الدفع، وذريعةً للاحتلال يأخذ شكل أفرع لمعاملها العلمية بجانب القواعد العسكرية.
الضنك سلاح بيولوجي
وفي الآونة الأخيرة، ينشط من وقت لآخر فيروس مختلف في دول العالم الثالث، وكان آخره حمى الضنك في مصر حيث ظهرت أعراضه على 6 آلاف في مدينة القيصر المطلة على البحر الأحمر.
وعلى الرغم من وجود أكبر وحدة عسكرية أمريكية للأبحاث في الشرق الأوسط (نمرو)، بالقاهرة، إلا أن علماءها الذين ينتمي بعضهم لوكالة الإستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" لم ينتجوا قط دواءً للقضاء على الفيروس الذي ينتشر في مناطق المستنقعات والبرك، ويرى بعض الباحثين في الولايات المتحدة أنه ضمن قائمة الأسلحة البيولوجية الأمريكية، وحذرت منه منظمة الصحة العالمية هي الأخرى في تقرير سابق لها من تشكيله قلقًا كبيرًا على الصعيد الدولي.
وظهرت فاشيات كبيرة له في جميع أنحاء العالم عام 2016 عندما أصاب 2.38 مليون حالة معظمهم في جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ. ولا يتمكن الأطباء المعالجون لمرضى حمى الضنك من وصف دواء يقضي على الفيروس، الذي يشتهر بكونه غير قاتل وإنما قد يؤدي إلى حمى نزفية، ولكنهم ينصحونهم بالراحة والحرص على تحفيض درجة حرارة الجسم المرتفعة.
خطة الكوليرا
انتشار الكوليرا في اليمن أيضًا يثير التساؤلات خاصةً بعدما صدمت الأمم المتحدة العالم، في يوليو الماضي، بإعلانها تعليق خطة مواجهة الكوليرا في الدولة العربية وتحويل اللقاحات المعالجة له لمناطق أخرى مهددة بالعدوى بحجة الإنتشار السريع للمرض ومواصلة الحرب هناك، وكأنها تنفذ خطة واشنطن الشهيرة للقضاء على مواطني دول العالم الثالث إما بالرصاص، والقنابل، والصواريخ الأمريكية، أو بالأسلحة البيولوجية.
وأوضح وقتها من جنيف، جيمي ماكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للمساعدات في اليمن، أن خطط التطعيم الوقائي تنحت جانبا، وعزا هذا التغيير إلى العقبات التي تعترض توصيل اللقاحات في منتصف الصراع الذي أصاب النظام الصحي في البلاد بالشلل وأعاق الوصول إلى بعض المناطق المهددة بالمرض المعد، ما ترتب عليه اليوم ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا في أفقر دولة عربية إلى 1500 حالة ووصول عدد الحالات المشتبه في إصابتها في الكوليرا إلى أكثر من ربع مليون حالة.
حمى الوادي وإيبولا
ويثير حتى يومنا هذا فيروس حمى الوادي، الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية في نوفمبر 2007 إصابته 329 حالة في السودان، رعب دول أوروبا حيث حذرت تقارير صحفية بريطانية الشهر الماضي من انتشاره في القارة العجوز خلال الفترة المقبلة عبر البعوض من خلال سماح تغير المناخ- الاحتباس الحراري- للحشرات الحاملة للفيروس بتوسيع نطاقها الجغرافي للمناطق المعتدلة حرارتها مثل أوروبا. ويخشى العلماء من أن يكون للفيروس المميت القدرة على الوصول إلى جنوب أوروبا مثل فيروس غرب النيل والانتشار إلى حد الوباء مثل زيكا وإيبولا الفتاك الذي لا يزال بعض العلماء يتهمون وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بإعادة نشاطه للقضاء على سكان أفريقيا.
من وجهة زعيم "أمة الإسلام" في الولايات المتحدة الأمريكية، لويس فاراخان، فإن تفشي إيبولا في القارة السمراء عام 2014 سببه سم مياه الآبار لتنفيذ خطة قتل جماعي يؤدي إلى اعتقالات في ليبيريا، والقضاء على أصحاب البشرة السوداء والبنية، فيما أكد البروفسور فرانسيس بويل، وهو عالم بارز في مجال الحرب البيولوجية والقانون الدولي في جامعة إلينوي الأمريكية، أنه فيروس هرب سيطرة الأسلحة البيولوجية العسكرية.
معامل أمريكية
وشدد وقتها بويل، كان عضوًا في لجنة الاستخدام العسكري للتكنولوجيا الحيوية بالحكومة الأمريكية ومؤلف قانون الأسلحة البيولوجية لمكافحة الإرهاب الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب ليصبح قانونًا عام 1989، على أن سلالة الإيبولا التي ضربت دول أفريقيا ليست طبيعية على الإطلاق، وإنما معدلة بيولوجيًا، لافتًا إلى انتشار معامل الحكومة الأمريكية في القارة حيث تنتج أسلحة بيولوجية تحت ستار العمل البرئ على إنتاج عقارات جديدة لعلاج شتى الأمراض.
وتابع "بويل"، في حديثه مع صحيفة تليجراف البريطانية: "إنهم يتصورون مرضًا فتاكًا يمكن استخدامه كسلاح وبعد ذلك يطورون دواءً له. كما أنهم يعملون على أنواع أمراض مختلفة تستخدم في الحرب البيولوجية منها حمى الضنك والإيبولا".
واحد من تلك المعامل الأمريكية التي ذكرها "بويل" يوجد في كينيما بسيرا ليون، حيث خرج الإيبولا نتيجة لحادث ما في المعمل، أو أثناء اختبار لقاح تجريبي على السكان باستخدام سلالة إيبولا معدلة وراثيًا مع الحرص على تسميتها بأي شئ آخر. والدليل الذي يستند عليه البروفيسور الأمريكي يكمن في سرعة انتشار الفيروس وعدد الحالات التي يقتلها، وذلك على عكس معدل الوفيات الذي تسببه الأوبئة الأخرى وهو 50% فقط، ولكن الإيبولا بلغت معدلات وفياته 70%.
اختراع سلالات فتاكة
قبل اتهام الولايات المتحدة بإنتاج سلالة إيبولا جديدة، ظهرت تقارير صحفية علمية نشر قسم العلوم بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية في يوليو 2014 واحدًا منهم يكشف اختراع الأستاذ بجامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية "يوشيهيرو كاواوكا" سلالة جديدة قاتلة من فيروس إنفلونزا الخنازير لا يوجد لها أي لقاح، ومن المحتمل أن يقضى هذا الفيروس على مئات الملايين من البشر أو ربما حتى بليون.
أثار "كاواوكا" قلق العلماء من تلك السلالة التي كشف عنها في اجتماع سري بنفس العام، ولكن بحسب الصحيفة كان رد فعل زملاءه من علماء الفيروسات هو التعبير عن يأسهم. وقال أحد العلماء رفض الكشف عن اسمه: إن كاواوكا اخترع سلالة وبائية معروفة أساسًا الآن بعدم وجود لقاح لها، فكل شيء قام به خطير بل حتى جنون.
وذكر "كاواوكا" في بحث علمي، أنه قام بتوليف فيروس إنفلونزا الخنازير وسماه "فيروس إنفلونزا الخنازير 1918"، من خلال عملية تسمى "الوراثة العكسية"، وهو فيروس إنفلونزا مماثل للإنفلونزا الإسبانية عام 1918. وأعلن " كاواوكا" وفريقه، أنهم أعدوا الفيروس ليقيموا مدى فاعلية إنفلونزا 1918 على قتل البشر مثل الفيروس الأصلي.. وبالفعل وجدوا بتجربته على فئران التجارب أنه قد يتسبب في انتشار وباء قاتل.
بكل تأكيد لم تتخذ الحكومة الأمريكية أي إجراء لمعاقبة علمائها الذين يجتهدون في إنتاج سلالات جديدة تقضي على البشرية، وإنما نشرت الصحف ردود أفعال وإدانة العلماء حول العالم لهذا الوضع مثل الأستاذ بجامعة أكسفورد البريطانية "لورد ماي" الذي رأى أن ما يفعلونه جنون والأمر كله خطير للغاية، فيما قال "مارك ليبستكش" أستاذ علم الأوبئة في كلية هارفارد للصحة العامة: "أقلق كثيرًا بشأن أن يتسبب ما حدث في انتقال الفيروسات الجديدة طوعًا أو كراهيةً، فهذه مخاطرة حتى إذا كانت في معامل آمنة".