مبتكرو مصر «أهملتهم الدولة ونجحوا في الخارج».. ألمانيا تكرم أحمد زكريا بسبب أبحاثه العلمية.. مخترع السد الذكي يتجه للإمارات بعد «طناش» المسئولين.. و«تربوي»: القاهرة طاردة
العقول المهاجرة، هكذا تم تسمية الكثير من علماء مصر الذين خرجوا من القاهرة ليقدموا علمهم لدول احتضنتهم وقدرت مجهودهم، وفي النهاية كانت الفائدة الأولى لتلك الدولة، أما الوطن الأم مصر فلم يستفد كثيرًا كما توقع البعض.
أحمد زكريا
وتلك الظاهرة متواجدة حتى الآن رغم الجهود المبذولة للاستفادة من الباحثين، ودلل على ذلك العبقري المصري أحمد زكريا، الذي حصل على جائزة «Green Talent Award 2017»، فقد أعلن على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عن نية وزارة البحث والتعليم الفيدرالية الألمانية لتكريمه يوم 27 أكتوبر الجاري بعد حصوله على الجائزة، مؤكدًا أنه أول مصري يحصل على الجائزة من ألمانيا.
وعبر الباحث المصري عن سعادته بالتكريم والجائزة، لكن كانت فرحته كانت ممزوجة بحزن وأسى، قائلًا: «بعد سبع سنين من الحفر في الصخر في مصر وفي الآخر هستلمها باسم جامعة بريطانية، الجائزة تقديرًا لكل أبحاثي ومشاريعي وأنشطتي ومحاولاتي خلال السبعة أعوام السابقة بمصر، مع إني أعتقد أن في شباب كثير يستحقوها أكثر مني».
السد الذكي
القائمة تضم العبقري مصطفى الصاوي مخترع «السد الذكي» الذي كان يحلم به منذ عدة سنوات ماضية، ففي بداية الأمر قام بتطبيق مشروعه في مصر الذي يتمثل في «سد ذكي» لحجز المياه، وبعد عدة محاولات وضيق الأمر في بلده، قرر أن يهاجر إلى الإمارات، لكي يلقي اهتماما أكثر لم يلقاه في بلدته، وبالفعل طبق مشروعه هناك، بالإضافة إلى حصوله على الجنسية الإماراتية وبدأ في تمثيل الإمارات في المحافل الدولية وحصل على الميدالية الذهبية باسم الإمارات.
إعلان دعائي
وفي مايو الماضي، قال الشاب أحمد الطماوي، صاحب فكرة وضع إعلانات على وجه تذكرة في أحد التصريحات الصحفية، إن الفكرة بدأت في الانتشار الواسع وأثارت جدلا عندما كتب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلا: «عندي فكرة ميديا للإعلانات جديدة شغال عليها أكتر من 3 سنين، أول مرة تتعمل في العالم مش في مصر بس، وهي وضع إعلان دعائي مطبوع على وجه تذكرة المترو»، بالإضافة إلى أنه قام بتقديمها في الكثير من الأماكن المختصة وقوبلت بتجاهل المسئولين، وأعلن بعد فترة عن تبني بعض المسئولين بالإمارات فكرة مشروعه قائلًا: «التقيت مسئولي النقل بالإمارات، ويمكنني أن أقول لكم الآن إن الإعلان عن المشروع تذاكر المترو قريبا في دبي».
مواهب فذة
ومن جانبه، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن هؤلاء الشباب يفكرون بشكل منطقي للغاية ولديهم الكثير من الثقافات التي تجعلهم رواد العالم الحديث، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أن عندما يذهبوا لإحدى المؤسسات الحكومية المصرية ولم يلقوا أي اهتمام فيتطرقون إلى الذهاب إلى الدول التي تقدر العلم بشكل صحيح.
وأضاف «مغيث» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن مصر أصبحت طاردة للعقول والمخترعين الذين يمتلكون المواهب الفذة، مؤكدًا أنه لا بد من اهتمام الدولة بهؤلاء الشباب، كما أيضا نحتاج إلى منظومة تعليمية صحيحة، قائلا: «مصر تقتل الطموحات».