الملف الاقتصادي يتصدر القمة «المصرية - الفرنسية» في باريس
تجرى حاليًا الترتيبات النهائية بين القاهرة وباريس ترقبًا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا خلال شهر أكتوبر الجاري، حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة على برنامج الزيارة من خلال الدوائر الدبلوماسية بين البلدين للترتيب والإعداد الجيد لها.
وتشهد العلاقات بين القاهرة وباريس نموا كبيرا في الفترة الأخيرة، خاصة منذ زيارة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند إلى مصر وحضوره مراسم افتتاح قناة السويس الجديدة.
وتأتي الزيارة لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي المشترك، فضلا عن بحث تعزيز العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
ومن المقرر بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة التعاون الاقتصادي والتجاري بجانب دفع العلاقات الإيجابية البناءة وتحقيق المزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي بما يحقق صالح البلدين خاصة في ظل ما تحظى به الدولتان من إمكانات اقتصادية هائلة ودعم الاستثمار في مصر.
وتتميز العلاقات "المصرية – الفرنسية" بالمتانة والحرص على التشاور المستمر بين القيادة السياسية لبحث كل القضايا الدولية والإقليمية.
وشهدت فترة حكم الرئيس السيسي، العديد من الزيارات واللقاءات، الأمر الذي يؤكد اهتمام البلدين بدعم التعاون المشترك، حيث تشهد العلاقات المصرية الفرنسية نموًا في مختلف المجالات.
وتعد فرنسا من أهم الدول الأوروبية المستثمرة في مصر من حيث حجم استثماراتها في قطاعات تمويل الصناعات الزراعية والسياحية وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الإنشاءات والخدمات، فضلا عن تنفيذ الشركات الفرنسية الخط الثالث لمترو الأنفاق.
وتعد العلاقات المصرية الفرنسية نموذجًا يحتذى به في دول البحر المتوسط ما يعود بالنفع على البلدين ويحقق المصلحة المشتركة.
وتمر منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية بتداعيات خطرة تؤثر فى استقرار وأمن المنطقة وتلقي بانعكاساتها السلبية على القارة الأوروبية ما يمثل دافعا مهما وحيويا لتفعيل التشاور والتنسيق بين مصر وفرنسا ذات ثقل في المنظومة الأوروبية والدولي، فضلا عن سعي مصر الدائم في مرحلة العبور نحو مستقبل واعد لتفعيل علاقات التعاون مع دولة بحجم فرنسا تتميز بالقدرات الاقتصادية والصناعية والفنية العالية.
ومن هنا جاءت الزيارات المتبادلة بين القاهرة وباريس واللقاءات والاتصالات المتتالية بين الرئيسين السيسي والقيادة السياسية، حيث بحثت تلك اللقاءات مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وسبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين مصر وفرنسا.
وتتوافق رؤى الجانبين إزاء العديد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، مؤكدين أن كل الجماعات الإرهابية تستقي أفكارها المتطرفة من ذات المصدر، وتتبنى جميعها ذات التوجهات التي تتعارض كلية مع جوهر الدين الإسلامي.
وعقد الرئيس السيسي أمس الاثنين، اجتماعًا ضم رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والصحة، والعدل، وقطاع الأعمال العام، بالإضافة إلى رئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، حيث تناول الاجتماع التحضير لزيارة الرئيس المقبلة لفرنسا، فضلًا عن الموقف التنفيذي لمشروعات التعاون المشترك الجاري تنفيذها في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، في إطار الاستعداد للقمة الثلاثية القادمة المقرر عقدها في نيقوسيا خلال شهر نوفمبر المقبل.