مواجهة فتاوى الإرهاب

هذا المؤتمر الذي تحتضنه مصر الآن لمواجهة الفتاوى الشاذة التي تصنع لنا وحوشًا آدمية، تقتل وتفجر وتدمر، هو مؤتمر شديد الأهمية، فإن المشاركين فيه الذين يمثلون نحو ٦٣ دولة جمعوا كل الفتاوى الشاذة التي تروجها المنظمات المتطرفة وتبرر بها ما تمارسه من عنف وإرهاب، وذلك لحماية الشباب من الوقوع في براثن تلك التنظيمات الإرهابية، وبالتالي حرمان تلك التنظيمات من أحد أسلحتها المهمة وأحد مصادر قوتها.

كما أن مهمة هذا المؤتمر لا تقتصر على ذلك فقط وإنما تمتد أيضًا إلى تنظيم عملية الإفتاء في البلاد الإسلامية بشكل قانوني، وضبط الإفتاء حتى لا تروج وسائل الإعلام لتلك الفتاوى الشاذة، وأمام أعضاء المؤتمر تجربة حية في هذا الصدد، وهى تجربة دولة الإمارات، بالإضافة إلى منع الاستغلال السياسي للفتاوى الدينية، وهو ما سيمنع استغلال الدين في السياسة وتوظيف الفتاوى الدينية لصالح أغراض سياسية.

هكذا فعلا نحارب التطرف الدينى ونصحح الخطاب الدينى، وحسنا أن يتم ذلك على أرض الكنانة التي تخوض حربا ضارية ضد الإرهاب، شكرًا لدار الإفتاء المصرية وللأزهر الشريف، ورجاء أن تتواصل الجهود المصرية في مواجهة التطرّف الدينى فيها وفى العالم كله.