الاستقالة بعد الكارثة
بعد سلسلة من التبريرات وعدم القدرة عن الدفاع قدم وزير العدل استقالته لأنه بدأ يشعر بالحرج خاصة أن معارضى ومؤيدى مرسى بدءوا يطالبون باستقالته كما أن هناك مواقف متراكمة تجعله يبعد عن منصب وزير العدل.
من الرائع أن تبتعد عن منصبك عندما تشاهد أنك ارتكبت خطأ فادحا أو شاهدت أن وجودك غير مرحب به بالرغم من تاريخك المشرف، لكن الحقيقه أن المستشار "أحمد مكى" قام بمجموعة أخطاء فادحة جعلت الآخرين ينسون تاريخه وموافقه وحتى أصحاب التبرير الدائم انقلبوا عليه عندما شاهدو أنه بدأ يبعد عن ملعبهم.
الاستقالة بعد الكارثة لا معنى لها فأنت تهدم تاريخك بيدك وتصر على ذلك وتتحدى الآخرين ثم تطلب الاستقالة لأنك تستشعر الحرج بأى منطق تسير أيها المستشار!
للأسف فى مصر لا يرحل الوزير إلا عند حدوث كوارث ولا يتم حلها بل من الممكن أن يتم التبرير أو الابتعاد عنها بأى حجة وعندما تشتد الصراعات يتقدم الواحد منهم باستقالته تحت أى مسمى.
المشكلة أن هذه الاستقالة متأخرة كثيرا فسببها الظاهر أن المستشار "مكى" معترض على إهانة القضاء!! لكن هناك خفايا أخرى ومواضيع ربما نساها البعض لكننا لا ننسى ما يحدث، ربمـا أبرزها قضية الإعلان الدستورى الذى أعلنه الرئيس ومحاصرة المحكمة الدستورية وأهم من كل ذلك دماء "محمد الجندى" وهذه القضية بالأخص تحدث المستشار "أحمد مكى" عبر فيديو شهير قائلا "إن الرئيس ووزير الداخلية قالا له أن يقول كلاما معينا حتى يهدأ الرأى العام ولا يشتعل"، هل انتظرت المزيد أيها المستشار حتى تؤمن بالاستقالة؟!!!
لا أريد أن أتحامل عليك كثيرا ولا أريد أن أذكر المزيد فأنا أعلم أن التبرير حاضر فقط أريد أن أذكرك بأن تاريخ الرجال لا يعنى أنهم غير معرضين للسؤال فأنت من فرض ذلك، وتذكر أن التاريخ يموت عندما تبدأ السقوط فى الأخطاء الفادحة.
Lovers.Fares@Yahoo.com