حكاية مخترع احتضنته ألمانيا بعد تجاهله في مصر 7 سنوات
يبدو أن جميع الأماكن أصبحت محجوزة لأبناء المسئولين، ولعديمي الكفاءة، ونعيش في مرحلة تهميش لدور أصحاب الكفاءات، وبات مكانهم في الحياة العلمية والعملية على «الرف».
مصر ولادة للعباقرة والمخترعين، وهؤلاء المبدعون منارات تنير العالم كله ويهتدي بعلمهم أبناء الأمم المختلفة إلا وطنهم، آخر هؤلاء كان العبقري المصري الشاب أحمد زكريا، الذي حصل على جائزة «Green Talent Award 2017».
"أحمد" أعلن على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عن نية وزارة البحث والتعليم الفيدرالية الألمانية لتكريمه يوم 27 أكتوبر الجاري بعد حصوله على جائزة «Green Talent Award 2017»، مؤكدًا أنه أول مصري يحصل على الجائزة من ألمانيا.
سبع سنين عجاف، مرت على أحمد وهو ينحت في الصخر في وطنه مصر، باحثًا عن فرصة لتمرير أبحاثه ليستفيد منها الناس ولكن لم يجد من يلبي نداءه.
عبَّر الباحث المصري عن سعادته بالتكريم والجائزة، ولكن كانت فرحته ممزوجة بحزن وآسى، قائلًا: «بعد سبع سنين من الحفر في الصخر في مصر وفي الآخر هستلمها باسم جامعة بريطانية، الجائزة تقديرًا لكل أبحاثي ومشاريعي وأنشطتي ومحاولاتي خلال السبعة أعوام السابقة بمصر، مع إني أعتقد أن في شباب كثير يستحقوها أكثر مني».
«زكريا» أوضح أن جزءًا من الجائزة، عبارة عن دعوة مفتوحة لاستكمال أبحاثه في ألمانيا؛ لعمل أي بحث من اختياره في أي مؤسسة أو مركز بحثي أو جامعة ألمانية، وتلك الدعوة ممولة بالكامل خلال عام ٢٠١٨.
سرد الباحث المصري، قصة من حكايات كفاحه الماضية، التي مُني فيها بهزيمة دفعته لأن يستمر في أبحاثه ومشاريعه العلمية؛ حيث أوضح أنه منذ عامين وبالتحديد في 27 أكتوبر من عام 2015، تقدم للمشاركة في مسابقة «أريكسون»، ولكنه خسر في تلك المسابقة.
«زكريا» أشار إلى أنه لم ينسَ حتى الآن الأبواق التي طالما هاجمته وهاجمت أفكاره التي يصفها هو نفسه بـ«المجنونة»، مؤكدًا أن تلك الأفكار غير الطبيعية بالنسبة للبعض كانت السبب اليوم في أن يتم دعوته لتكريمه أمام العالم كله في دولة ألمانيا المعروفة بتقديرها للعلم والعلماء.
«زكريا»، شاب مصري يافع، أخفض لوالديه جناح الذل من الرحمة ولم يقل لهما أُف أو ينهرهما، إعمالًا بكلمات الله التي يؤمن بها، فحرص على إهداء تلك الجائزة لأهم شخصين في حياته والده ووالدته، كما تقدم بالشكر لـ«الهيئة الألمانية للتبادل العلمي» لما اكتسبه من خبرات منهم.
كعادة الباحثين لا يعرفون أمرًا سوى النبش في العلوم ليستفيد غيرهم منها، وفي نهاية حديثه طالب الشاب من رفاقه أن يتمسكوا بكل قوة وأهم سلاح في مواجهة صعوبات وعقبات الحياة وهو الأمل، كما طالبهم بالسعي والبحث والدراسة، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة النجم: «وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى(40)».