حكاية «رضا».. خدعت شابا باسم الحب وقتلته لسرقة محفظته
في وسط زحام محكمة جنايات شمال القاهرة، وتراكم قضاياها، تقف ربة منزل لا يتجاوز عمرها الـ40 عاما، بثوب السجن الأبيض، وحجابها المائل، تتنفس دخان سيجارتها، وتنتظر دورها في "رول الأحكام".
حكم الإعدام
من هذه السيدة، صاحبة البشرة البيضاء وما الذي أتى بها إلى هذا المكان، اقتربنا منها، لنتعرف على قصته، في بداية حديثها، تقول إنها اليوم تنتظر حكم الإعدام، فقد اشتركت في قتل شاب لا ذنب له إلا أن أعماه الحب ووقع في شباك غرامها.
ورقتان عرفي
تروى «رضا» قصتها وتقول: منذ 4 سنوات، في صيف 2013، في منطقة الساحل، كنت أعمل بائعة، إلا أن ما أتقاضاه كان لا يكفي قوت يومي، ما أشد الحاجة والعوز، وذات ليلة تعرفت على «محمود. س» عاطل، كان يجالسني ويخدعني باسم الحب، وكنت أعطيه نصف ما أتقاضاه من أجرتي.
وتوضح أن العلاقة تطورت بينهما إلى أكثر من حب، فبسرعة البرق تطورت إلى زواج عرفي، دون شهود، كل ما فيه أنها ورقتين لا أكثر ولا أقل.
بائعة هوى
تلتقط رضا أنفاسها مع دخان سيجارتها، قائلة: «كنت مبسوطة باللي بعمله مع إني كنت عارفة إنه حرام، الشيطان شاطر قدر يغويني، استطاع زوجي إقناعي في العمل كبائعة هوى، وأهو كله بيع».
وتضحك بسخرية قائلة: «العمل الحرام فلوسه مفيهاش بركة، فكم من رجل ذهبت إليه، وكم من أموال تقاضيتها منه، وكلها تضيع هباء مع زوجي في المخدرات والسكر وسهراته مع رفاق السوء».
واستطردت: يشاء القدر وأنا ذاهبة إلى عملي، أستقل ميكروباص مع أحد شباب المنطقة، جلست بجواره، وبدأت في تجاذب أطراف الحديث معه، عله يكون عندي في الليل زبون، وأتحصل منه على بعض النقود، إلا أنه صارحني بحبه، ونيته في الزواج مني.
وتضحك بصوت عالي: «استمعت إليه وتبادلنا أرقام هواتفنا، ووعدته بمهاتفته ليلا، وعندما انتهيت من عملي اتصلت به لكي يوصلني إلى البيت ببلاش، وما أن أوصلني، والتقيت بزوجي، وحكيت له ما حدث، قال لي إن كمال لديه شقة تمتلىء بالأثاث، كما أنه يعمل سائقًا، وتمتلئ محفظته بالنقود، فجلس يخطط لسرقته».
استدراج الضحية
وقالت أيضًا: توصل زوجي لقتله والتخلص منه، واشتركت مع، وكان دوري استدراجه بدعوى ممارسة العشق الحرام، وبالفعل كلمته في التليفون، وكان محمود جالسا بجواري يملي عليَّ ما أقوله، واتفقنا على الميعاد.
وتابعت: في منتصف ليل اليوم المشؤم، حضر «كمال»، معتقدا أني بمفردي في الشقة، إلا أنه فور دخوله انقض عليه محمود وطرحه أرضا، ثم أطبق على عنقه خنقا، وساعدته في الإجهاز عليه، حتى لفظ أنفاسه بين أيدينا وسرقنا محفظته ومفتاح شقته، ثم تركنا الجثة وذهبنا لسرقة محتويات الشقة، وبالفعل تمكنا من سرقتها وبيعها لأحد الأشخاص، إلا أن قوات الشرطة تمكنت من القبض علينا.
وتحرر المحضر رقم 17218 لسنة 2013، وفى نهاية الجلسة عاقبت المحكمة «رضا» وزوجها بالإعدام شنقا.