رئيس التحرير
عصام كامل

مصانع الطوب بميت غمر تهدد حياة المواطنين.. الأدخنة وتكرار الحرائق تنذر بكارثة.. استغلال جهل العمال واستقطابهم للعمل بمقابل زهيد.. ومطالب بغلقها داخل الكتلة السكنية

فيتو

تعتبر صناعة الطوب الأحمر في الدقهلية، من أكثر الصناعات انتشارا بمركز ميت غمر، ولكنها تدق ناقوس الخطر على أرواح المواطنين، فهناك حقوق مسلوبة يتعرض لها عامل المصنع منها التعرض إلى درجات حرارة الشمس اليومية بسبب قسوة المهنة، وتشققات أيديهم وغالبية العمال لا يمتلكون أية حقوق لدى صاحب المصنع ومعظم أصحاب المصانع تستغل الجهل والفقر في جذب العمالة بأسعار زهيدة.


ويعيش أبناء ميت غمر حالة من القلقل يوميا نتيجة الانفجارات المتكررة التي تشهدها المصانع ليلا ونهارا، مما يهدد حياة المواطنين وينذر بكارثة، فعندما تطأ قدماك مدينة ميت غمر وعدد كبير من قراها تجد الأدخنة المستمرة المتصاعدة من المصانع التي تؤثر على صحة المحيطين بها.

انفجارات تهدد أرواح الغمراوية
قال هاشم غانم، أحد أهالي قرية ميت العز: "يوجد أكثر من مصنع للطوب الطفلى بالقرية، وصوت الانفجار أصبح معتادا داخل المصانع، مطالبًا بنقل تلك المصانع إلى مناطق صناعية خاصة بها حفاظا على الصناعة وحماية للمواطنين؛ لأن الدخان هيموتنا"، مشيرا إلى أن كل مصنع به 3 أو 4 مداخن تخرج السموم ليل نهار، دون رقيب، مما يؤثر على حياتهم وصحة أطفالنهم.

مطالب بغلق مصانع الطوب داخل الكتل السكنية
وأكد إبراهيم السيد، أحد أهالي قرية ميت محسن التابعة لمركز ميت غمر، على ضرورة إغلاق مصانع الطوب بالقرية بعد تكرار الحرائق والتي بسببها عاشت القرية ليله كامله في رعب اثر اندلاع حريق هائل في سيارتين محملتين بالمازوت داخل مصنع للطوب، مستنكرا أن أصحاب المصانع لا ينفذون تعليمات الأمن والسلامة والصحة المهنية داخل المصانع مما يعرض حياة العمال وأبناء القرى للخطر.

خفض سعر اليومية
قال فادى عبد المنعم أحد أهالي قرية كفر سرنجا: "أنا أعمل في هذه المهنة منذ أن كنت طالبا في الصف الرابع الابتدائى، كنت أقوم بتحميل الطوب إلى مقطورة الجرار، وأصبح الغلاء عبئا جديدا وثقيلا علينا نعمل يوميا كل صباح لا يوجد جديد لدينا، لا يوجد وظائف لا يوجد فرص عمل للشباب، هنا في المصنع، لا يوجد تأمينات على حياتنا إذا جاء تأمين على فرد في خلال أسبوع يتم سحب التأمين"، مؤكدا أن الأجرة من 50 إلى 70 جنيها يوميا في 12 ساعة عمل وأصحاب المصانع تستغل العمال الذين لم يكن لهم مهن غير صناعة الطوب في تقليل أجرة العامل؛ لأنهم يستغلون الظروف الاقتصادية ويعلمون أنه إذا ذهب عامل يأتي الآخر بالأجرة الذي يريدها مطالبا من المسئولين بعمل نقابة وتأمين عليهم لضمان حقوقهم.

صاحب مصنع التأمين للعمال المثبتين 12% من العمالة
من جانب آخر أوضح صاحب مصنع الطوب، أن التأمينات ليست لكل العاملين بالمصنع؛ لأن المصنع يحتوى على أكثر من 130 إلى 150 عامل ومن الصعب عمل تأمينات لكل العاملين؛ لأن هذا سوف يتخطي في الشهر من 60 إلى 70 ألف جنيه، ولكن هناك تأمينات موجودة ولكن على الأساسي والمستمر في العمل وعددهم تقريبا 25 عامل ثابت، والباقي عاملين متغيرين، وإذا أصيب أحد في العمل وأنا موجود يقوم أحد الموجودين بنقله للمستشفى وتلقى العلاج اللازم، وإذا حدث له إصابات كبيرة وتقاعد أقوم بدفع مبلغ مالى وهذا حسب ظروف شغلى.

وأكد سعد الفرماوي، رئيس مركز ومدينة ميت غمر في محافظة الدقهلية، أنه تم إغلاق عدد من مصانع الطوب الطفلي، لعدم اتباع قواعد الأمن والسلامة والمواصفات البيئية داخل تلك المصانع، مؤكدًا أن هناك حملات شبه يومية على مصانع مركز ميت غمر للتفتيش عليها والتأكد من اتباعهم تلك الشروط.

وشدد على ضرورة توفير نقطة إسعاف قريبة من تلك المصانع بالإضافة إلى صندوق إسعافات أولية داخل كل مصنع وتدريب فردين على هذه الإسعافات من كل مصنع وضرورة العمل على تقنين أوضاع العاملين في تلك المصانع سواء كانت عمالة منتظمة أو غير منتظمة من خلال (وحدة العمالة غير المنتظمة) المنشأة حديثًا بوزارة القوى العاملة لتوفير الأمان والضمان للعاملين بها.
الجريدة الرسمية