رئيس التحرير
عصام كامل

«مات من الفرحة».. «توفيق» يفارق الحياة بسبب التأهل للمونديال.. وفاة مأذون في عقد قران نجلته.. الحصول على أسطوانة غاز سبب انتهاء حياة «ياسر».. وطبيب نفسي: خلل الدورة الدمو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«مات من الفرحة».. جملة ينظر إليها الكثير على أنها عبارة موروثة من عادات وتقاليد وبدع مبتكرة، ولكنها حقيقة علمية مثبتة تحدث على أرض الواقع.


صلاح توفيق
في لحظات فرحت فيهم مصر بالتأهل للمونديال والفوز على الكونغو، وقع من بين المشجعين «صلاح توفيق» متوفى من شدة الفرحة.

وكشفت شقيقة صلاح توفيق عن تفاصيل وفاة شقيقها حبا في الكرة ومنتخب بلاده، قائلة خلال لقائها مع الإعلامي إبراهيم فايق في برنامج «الحريف» المذاع على قناة «دي إم سي»: «إن صلاح كان يعشق كرة القدم بجنون، مشيرة إلى أنه صافحها في الصباح قبل مغادرته للاستاد، ومعه قفطان مرسوم عليه علم مصر، مستكملة «كان في غاية السعادة ووعدني بتنظيم حفلة كبيرة للأسرة بعد العودة وتأهل مصر للمونديال».

وواصلت أنها اتصلت بنجلها لتهنئته على تأهل مصر للمونديال، «قلت له مازحة خالك المجنون أكيد مات من الفرحة، وفوجئت به يبكي وقال لي خالي مات بالفعل"، لافتة إلى أن الكرة جننت صلاح ودمرته، وكانت سبب موته لانفعالاته المبالغ فيها بدرجة كبيرة.

الشيخ مرسي
وفي قصة أخري، حفرت تفاصيلها في أذهان الكثير تعاطفا معهًا، أنها خاتمة الشيخ «مرسي محمد خليل» ووفاته في حادثة نادرة، أذهلت جميع أهالي قريته، في لحظة منتظرة وهي عقد قران ابنته، حيث توفي وهو يمسك بيد عريس ابنته لعقد القران ليفارق الحياة من شدة الفرحة، يونيو الماضي.

وكان الشيخ يعمل إمام مسجد ومأذونًا ويقطن بقرية المنزلة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، وفي ليلة القدر أصر على إتمام عقد القران، بحضور حافل من الأقارب والأحباب لاستبشاره الخير.

وجلس الشيخ وسط ضيوفه قبل عقد القران وهو يتأملهم دون شعورهم بنظراته التي كانت تحمل وراءها الموت المفاجئ، وحرص على إلقاء درس ديني، وذلك ما يفعله الجميع في هذه المناسبة، وبدأ حديثه بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وفضلها واختتمه بـ"الجنة"، ثم توفي.

مستودع أنابيب
وفي حادث آخر مثيرة للدهشة، انتابت الفرحة العارمة عامل، نجح في الحصول على أسطوانة غاز من مستودع بمصر القديمة في القاهرة، بعد انتظار دام 3 ساعات، ومن فرط الفرحة أصيب الشاب بهبوط حاد في الدورة الدموية انتهى بوفاته، في يناير 2015.

بدأت تفاصيل الواقعة، بتلقي قسم شرطة مصر القديمة بلاغًا من الأهالي بوفاة ياسر إبراهيم (25 عامًا - عامل - مقيم بمنطقة البساتين)، داخل مستودع لتوزيع أسطوانات الغاز.

وانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، تبين أن المتوفى توجه إلى المستودع لشراء أسطوانة غاز أملا في الحصول عليها بثمنها الأصلي، بسبب استغلال التجار لأزمة الغاز ورفع سعر الأسطوانة إلى 50 جنيهًا، وعقب انتظاره 3 ساعات متواصلة، تمكن من الحصول على أسطوانة الغاز إلا أنه من شدة الفرحة أصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية وفارق الحياة في حينها، وحاول الأهالي إسعافه إلا أنه كان فارق الحياة.

الطب النفسي
وتعقيبا على ذلك، يقول، أحمد الباسوسي، استشاري الطب النفسي، إن الفرحة انفعال زائد مثله مثل الحزن، يصاحبها ردود أفعال وشحن شديد للأعصاب، مشيرا إلى أن كل ذلك يؤثر على الدورة الدموية ووظائف القلب، بما يسمى «الانفعال الجارف».

وعن الأشخاص المعرضين للإصابة بذلك، يقول «الباسوسي» بعض الأفراد لا يستطيعون السيطرة على انفعالاتهم وسلوكياتهم، يصابون بانفلات في الأعصاب، وفي نفس الوقت يعانون من خلل في الدورة الدموية والقلب الضعيف، مما يؤدي إلى الوفاة، مؤكدا على أن ذلك لا يصيب إلا الأفراد الذي يعانون من تلك الفوارق.
الجريدة الرسمية