رئيس التحرير
عصام كامل

مخاوف إسرائيلية وغربية من إحياء البرنامج النووى المصرى بمساعدة الروس .. امتلاك "الإخوان" لبرنامج نووى يضع الشرق الأوسط فى مواجهة كابوس "الانتشار النووى".. ومرسى ليس مبارك ولا عبدالناصر

مرسى - بوتين
مرسى - بوتين

ذكرت جريدة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن محاولات مصر لإحياء مصر لبرنامجها النووي بمساعدة روسيا يثير كثيراً من القلق بالنسبة لإسرائيل.

وأضافت الجريدة، في عددها الصادر اليوم "الخميس"، أن "القلق الإسرائيلي يزداد في ظل سعي الرئيس محمد مرسي لإحياء البرنامج النووي المصري على الرغم من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها مصر، ما يعني أنه كان الأجدر بالنسبة للحكومة المصرية أن تولي اهتمامها بالتخلص من أزماتها الاقتصادية المتفجرة بدلاً من البحث عن إعادة إحياء الملف النووي المصرى، ما يعني أن مصر تريد ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية، فضلاً عن سعي الإخوان المسلمين، بوصفهم القوة الحاكمة، نحو تحسين علاقتهم مع موسكو".

وقالت الجريدة إن "الأمر برمته يمكن النظر إليه على أنه مسرحية هزلية من جانب مصر لزيادة نفوذ القاهرة فيما يتعلق بتعاملها مع الغرب، بحيث يكون بوسع القاهرة الحصول على المساعدات التي ترغب الحصول عليها دون الحاجة إلى تقديم كثير من التنازلات، خاصة وأن سعي مصر للحصول على قرض صندوق النقد كلفها كثيراً من التنازلات، وما زالت مصر بحاجة إلى تقديم تنازلات أكثر من أجل الحصول على قيمة القرض البالغة 4.8 مليار دولار".

وأشارت الجريدة إلى أن روسيا لم تكن أول محاولة من جانب نظام مرسي لإحياء البرنامج النووي الإسرائيلي، حيث سبق لحكومة الدكتور هشام قنديل أنها بصدد دراسة سبل تعزيز التعاون مع كوريا الجنوبية في قطاعات شتى، من بينها الطاقة النووية، كما تسعى إلى عقد اتفاقات لتنفيذ خمسة مشاريع عملاقة وتجهيز قائمة بالمشاريع التي ستتبناها الحكومة المصرية، خصوصاً أن هناك فرصاً للتعاون مع سيول في مجالات الطاقة المتجددة والمحطات النووية، إلى جانب زيادة مساهمة كوريا الجنوبية في مشاريع الغاز المصرية وتدوير المخلفات.

وأضافت الجريدة أن محاولات إحياء البرنامج النووي المصري داعبت المصريين منذ حكم الرئيس السابق حسني مبارك، حيث أعلن الرئيس مبارك في أكتوبر 2007 عن البرنامج المصري النووي، مؤكدًا أن مصر متمسكة بحقها في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، مشيرة إلى أن مبارك أراد وقتها كسب النفوذ الإقليمي والدولي وهو نفس ما يسعى إليه الإخوان اليوم، على حد قولها.

ونقلت الجريدة عن سفير إسرائيل السابق لدى مصر "زفي مازل"، قوله إن "مصر كانت أول دولة في المنطقة تشكل فريقاً للأبحاث النووية في عام 1961، ووقتها كانت مصر تعتمد بالكامل على فريق من العلماء السوفييت لتنفيذ برنامجها النووي، أما ما قاله مبارك فكان خطوة متأخرة جداً، خاصة وأن إعلانه عن اعتزامه إطلاق برنامج نووي مصري جاء في وقت كان فيه البرنامج الايراني قد وصل إلى مرحلة متقدمة"، مضيفاً أن "الأمريكيين قد ينظرون إلى البرنامج النووى المصرى على أنه نوع من الجريمة، خاصة وأنه يأتي في إطار تعاون مصر مع روسيا، لكن يبقى أن ما تسعى إليه مصر اليوم هو نفس ما تسعى إليه كل دول المنطقة، حيث إن كل دولة من دول المنطقة تسعى بالفعل لامتلاك برنامج نووي، ومصر لن تكون خارج هذا الإطار خاصة وأنها أكبر دولة سنية في المنطقة، وذلك في مقابل امتلاك إيران الشيعية لبرنامج نووي متقدم".

وتشير الجريدة إلى أن "الفرق بين طموحات مبارك النووية وطموحات مرسي النووية هو أن وضع مصر الراهن أصبح أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات، في ظل طبيعة التوجهات الإسلامية للقيادة الحالية، وهو ما يثير مخاوف إسرائيل والغرب، فالإخوان المسلمين ينظر إليهم باعتبارهم معادين للسامية وللغرب، وامتلاكهم لبرنامج نووي من شأنه أن يدفع إسرائيل والغرب يتعاملون معه على أنه يمثل تهديدًا كبيرًا بالنسبة لهم".

وتقتبس الجريدة مقولة وردت على لسان الدكتور حمدي حسن، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، والذي قال في عام 2006، وقت أن كان يتولى منصب المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين آنذاك، وقال فيها "نحن المصريين على استعداد لأن نجوع من أجل امتلاك سلاح نووي من شأنه أن يمثل رادعا حقيقيا، وأن يكون سلاحاً حاسماً في الصراع العربي الإسرائيلي".

وأشارت الجريدة إلى ما سبق أن قالته صحيفة صحيفة ''هاآرتس''الإسرائيلية، على خلفية زيارة مرسي إلى روسيا، من أن "مرسى لا يستطيع أن يلعب دورًا لعبه عبدالناصر بين موسكو وواشنطن الآن، فالوضع العالمي اليوم ليس مثلما كان من قبل، وعلى الرغم من انتقادات مصر للولايات المتحدة ولكن لا يمكنها مبادلة علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بالعلاقات مع روسيا".

وأضافت الجريدة أن ما قاله حمدي حسن يعد تعبيراً عما يدور داخل عقلية الإخوان المسلمين فيما يتعلق بامتلاك سلاح نووي، وهو ما سبق أن عكسته أيضاً تصريحات كان قد أدلى بها القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب، نائب المرشد العام السابق للجماعة في عام 2006، والذي انشق عنها، وقال فيها "أنا لا أرى أي مشكلة مع إيران فيما يتعلق بامتلاكها برنامجًا نوويًا، أو فيما يتعلق بحقها بالحصول على سلاح نووي، وذلك وفقًا لنظرية الردع النووي، وحتى لو امتلكت إيران سلاحًا نوويًا، فسوف تستخدمه لمواجهة الترسانة النووية الإسرائيلية، وهذا سيخلق نوعًا من التوازن بين الطرفين: الطرف العربي الإسلامي من جهة والطرف الإسرائيلي من جهة أخرى ".

وأضافت أنه يمكن النظر أيضًا إلى رغبة مصر في الحصول على برنامج نووي إلى خوفها، باعتبارها أكبر دولة سنية في المنطقة، من امتلاك إيران لقنبلة نووية الشيعة، وهو ما سيلقي بظلاله على المنطقة بأسرها، خاصة وأن تقريراً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والذي يتخذ من لندن مقراً له، كان قد أشار في عام 2008 إلى البرنامج النووي الإيراني أثار بالفعل حفيظة عدد من الدول العربية السنية في المنطقة، وأن هناك 13 دولة على الأقل في الشرق الأوسط أعلنت مؤخرا، أو أحيت، خططاً لتطوير برامج نووية مدنية، وأن من بين هذه الدول المملكة العربية السعودية والأردن وتركيا، ما يعني أن الشرق الأوسط أصبح على وشك كابوس الانتشار النووي".

الجريدة الرسمية