رئيس التحرير
عصام كامل

«الويندو» سلاح المرأة في مواجهة التحرش.. «أماني»: التدريب يستغرق 10 ساعات فقط.. 24 مدربة في مصر وإقبال من طالبات الجامعات.. شيرين سالم رائدة اللعبة وأول من أدخلتها

فيتو

تعاني الفتيات في مصر من مضايقات عديدة في الشارع، أخطرها التحرش الجنسي، وفي كثير من الأحيان تبقى الأنثى مكتوفة اليدين، لا تستطيع مواجهة المتحرش، أو حتى حماية نفسها من الاعتداء، حتى ظهرت رياضة "الويندو"، وهي عبارة عن تدريبات للفتيات على أساليب الدفاع عن النفس ومواجهة التحرش بكافة أشكاله وألوانه فالحاجة أم الاختراع.


إقبال شديد
أماني عبد العال سيد محمد "مدربة ويندو" منتدبة في وحدة مكافحة التحرش في جامعة عين شمس، تقول أن هناك إقبالا الآن بين الفتيات في الجامعات على هذه الرياضة لحماية أنفسهن، مشيرة إلى أن التدريب يستغرق 10 ساعات فقط، و"الويندو" تمنح الفتاة فرصة للهروب من أماكن الخطر لحظة التحرش.

"الويندو" يعتمد على بعض الحركات التي تؤديها الفتاة، لحماية نفسها من التعرض لمضايقات، وهناك إقبال شديد على هذه الرياضة لدى طالبات الجامعات، وظهر "الويندو" في كندا في الستينيات، بعد حادثة اغتصاب وقتل إحدى الفتيات، واستحدثها زوجان لديهما خبرة بالكاراتيه والتايكوندو، وانتقلت بعد ذلك إلى ألمانيا، ووصلت مصر منذ 4 سنوات فقط.

تاريخ اللعبة
"أماني" تقول إنها التحقت بالتدريب في عام 2014 على يد شيرين سالم- وهي التي أدخلت رياضة الويندو في مصر- بعد ترشيح شقيقتها التي تلقت التدريب لأول مرة على يد "شيرين" ضمن مجموعة تدريبية لإنتاج عدد من المدربات بشكل متكامل، مشيرة إلى أن تدريب المدربات يستغرق 3 أشهر بخلاف التدريبات العادية الفتيات التي تستغرق 10 ساعات فقط.

وأوضحت "أماني" أن رياضة "الويندو" تعطي أكثر من حل للفتاة للتعامل وقت الوقوع في المخاطر، مشيرة إلى أنه يتم توجيه الفتيات للتعامل مع كل موقف بطريقة مختلفة، بما يعني أنه يتم توجيه الفتاة بألا يكون العنف هو الحل الأول، وأن الأفضل منع الفعل قبل أن يحدث.

وأوضحت مدربة الويندو أنه يتم توجيه الفتيات بعدم فتح نقاش مع المتحرش أو توجيه سؤال له، حتى لا يتم منحه فرصة للحديث والمجادلة، موضحة أنها دربت عددا كبيرا من الفتيات في الإسكندرية وكافة محافظات الصعيد، مشيرة إلى أن استخدام رياضة "الويندو" أكثر أمانا من الاعتماد على وسائل خارجية كـ"الإسبراي" لمواجهة التحرش؛ لأنها تستغرق وقتا أطول وقد لا تتمكن الفتاة من حماية نفسها إذا تعرضت للعنف.

وأشارت "أماني" إلى أنها تسعى لإقناع أكبر عدد من الطالبات بالمدارس للحصول على التدريب، لا سيما أن الدراسات تشير إلى أن 85% من الأطفال يتعرضون للمضايقات والتحرش خاصة من الأقارب، بما يؤكد أن تعليم الأطفال في سن صغيرة رياضة "الويندو" يحميهم من المضايقات.

25 مدربة في مصر
وأوضحت "أماني" أن أول تدريب لشيرين سالم التي استقدمت الويندو إلى مصر أنتج 12 مدربة، والتدريب الثاني أنتج 12 فتاة أخرى، ليصل عدد المدربات 24 فتاة فقط في مصر كلها، هي من بينهن، مشيرة إلى أن هناك خطة لزيادة عدد المدربات في الفترة المقبلة لاستيعاب الزيادة الهائلة في الطلب على التدريب من طالبات الجامعات.

وأوضحت المدربة "أماني" أن هناك صفحات على مواقع التواصل بين المتدربات على رياضة "الويندو" لتقديم النصيحة في المواقف التي تتعامل معها الفتيات بعد حصولهن على التدريب، مشيرة إلى أن "الويندو" أظهر نتائج جيدة عند الفتيات في التعامل مع المضايقات.

وأكدت "أماني" أنها قامت بـ260 ساعة تدريبية لعدد كبير من الفتيات، وهناك خطة للتوسع في تدريب البنات على هذه الرياضة في مختلف المحافظات للانتشار أكثر، لا سيما في محافظات الصعيد.
الجريدة الرسمية