رئيس التحرير
عصام كامل

الأمراض النفسية لـ«ملائكة الرحمة».. ممرضة تطعن طبيبا بكفر الشيخ.. «عايدة» تقتل 28 مريضا انتقاما من دكتور وعدها بالزواج.. «مبروك»: لا يخضعون لفحوصات.. و«الباسوسي»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«ملائكة الرحمة» لأنهم يخففون من آلام المرضى، يزيحون عنهم معاناتهم، يسهرون على راحتهم ويساعدوهم في استكمال علاجهم، هكذا ينظر إلى العاملين والعاملات في مجال التمريض، إلا أن الصورة لم تكن ملائكية لهذا الحد، فبعض هؤلاء كان لهم أمراضهم التي دفعتهم إلى ارتكاب جرائم ما بات جرس إنذار لتلافي تلك السلبيات.


ممرضة كفر الشيخ
آخر تلك الحالات ما أقدمت عليه ممرضة حين شاهدت أحد الأطباء لتهرول خلفه وتطعنه، وفجأة وجدت أمامها «عصام هاني» نائب مدير مركز الكبد فطعنته في رقبته، وأمسك بها العاملون بالمركز.

أصيب نائب مدير مركز أبحاث وعلاج أمراض الكبد بكفر الشيخ، بطعنة في رقبته، وشهد المركز حالة من الهرج والاندفاع وعدم السيطرة، وانتقل على الفور عدد من رجال الأمن بقسم أول كفر الشيخ، وألقي القبض على الممرضة، وتم نقل نائب مدير المستشفى المصاب لمستشفى كفر الشيخ العام لتلقى العلاج اللازم.

وتبين من التحقيقات الأولية أن الممرضة تعاني مرضا نفسيا، وحاصلة على إجازة.

الممرضة عايدة
أعادت تلك الواقعة للذاكرة الحادثة الشهيرة للممرضة «عايدة» في 1998، بعدما تسببت في قتل العديد من المرضى نتيجة حقنهم بمستحضرات مميتة، انتقامًا من طبيب وعدها بالزواج.

ووجهت محكمة جنايات الإسكندرية شمال مصر آنذاك للممرضة تهم قتل 28 مريضا، للانتقام من طبيب أحبته من طرف واحد، واستندت المحكمة في حكمها إلى اعترافات الممرضة التي قالت إنها حقنت المرضى بمادة مرخية للعضلات تسببت في توقفهم عن التنفس.

معايير اختيارهم
وتعليقًا على ذلك يقول، هشام مبروك، المتحدث الرسمي لنقابة التمريض، إن الممرض يخضع لمعايير عمل في التمريض، على أن يكون حاصلا على معهد فني أو بكالوريوس تمريض، ويتم تكليفه لمدة سنتين قبل العمل يتدرب خلالهما، مشيرا إلى أنهم يخضعون لكشوف طبية في أول تكليف وكل 6 شهور بعد ذلك، يشمل فحوصات وتحاليل طبية، وليس نفسية.

وعن واقعة ممرضة كفر الشيخ، قال المتحدث باسم التمريض إن أي مواطن معرض للإصابة بمرض نفسي بفعل الضغوط العصبية وتحمل زيادة عن الطاقة وعمل متواصل، فضلا عن شعوره بالظلم من الإدارة، كل هذا يجعله عرضة للإصابة بالمرض النفسي.

موظف عادي
ومن جانبه قال هاني مهنا، عضو نقابة الأطباء: إن أعضاء هيئة التمريض كأي موظف عادي، يجري عليهم كشف طبي في البداية فقط، دون إجراء أي كشوف دورية بعد ذلك، سواء نفسية أو حتى اجتماعية.

عدم الاعتراف بالمتابعة
وفي نفس السياق، يقول أحمد الباسوسي، استشاري الطب النفسي إنه يوجد اتجاه في الدولة بعدم الاعتراف بالمتابعة والفحوصات الطبية وخصوصا النفسية، للتأكد من السلامة النفسية، منوها أن ضغوط العمل تثير كل ما هو كامن، ولديه استعداد للإصابة بالهوس والمرض النفسي.

وشرح الطبيب النفسي قائلا بعض الشخصيات لديهم شعور كامن واستعداد للإصابة بمرض نفسي، تظهر في بدايتها في شكل تصرفات غير مقبولة، ومع الضغوط النفسية وفق نوعية العمل، يترجم هذا الاستعداد على أرض الواقع، ويظهر على هيئة مرض نفسي، موضحًا أن كل هذا يتجلى بغياب المتابعة والفحوصات المستمرة، وفصل الشخصيات التي لديها استعداد للمرض النفسي عن مهن بعينها.
الجريدة الرسمية