«مأساة الكارت الذهبي».. منحة التموين للمخابز تتحول لـ«بيزنس».. رحلة عذاب المغتربين والمحرومين من البطاقات.. تحرير غرامات 35 ألف جنيه للمخالفين.. و500 رغيف للمخبز يوميا لا تكفي
جاء مولد الكارت الذهبي مع وضع منظومة الخبز الجديدة التي تم تطبيقها في عهد الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، في أبريل عام 2014 ليتم إعطاؤه لكل صاحب مخبز لصرف ما به من رصيد للخبز كان يتراوح ما بين 1000 و1500 رغيف يوميًا للمغتربين والوافدين الذين ليس معهم بطاقات تموينية في المحافظات التي تم التطبيق فيها.
أزمة الرصيد
وانتشرت، وقتئذ، معلومات مفادها أن الكارت كان صفقة بين التموين والمخابز للموافقة على قبول المنظومة الجديدة وكان الكارت يسمى الرشوة المنفعة أو منحة التموين للمخابز التي حققت منه أرباحًا كثيرة بحجة عدم وجود رصيد به ليتم البيع في السوق السوداء أو ضرب الرصيد وهميًا للحصول على التكلفة.
تلف الكروت
والمثير أن بعض أصحاب المخابز كان يعلن للمواطنين عن الحالات المستحقة للرغيف المدعم سواء كانوا من أصحاب البطاقات الورقية التموينية أو البدل الفاقد، ويردد أن الكارت تالف أو به كسر أو ما به من رصيد لا يكفي وتم توزيعه على المستحقين وسط غياب الرقابة الفعالة من المكاتب التموينية التي لم تستطع حل هذه المشكلة نتيجة تزاوج المصالح.
ثورة أصحاب المخابر
وتعددت أزمات الكارت الذهبى الذي أصبحت المخابز تعده حقًا مشروعًا لهم فعندما تم إلغاؤه من قبل الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، ثار أصحاب المخابز مستغلين غضب المواطنين من تناقص إنتاج الخبز، ولم يعد هناك فرصة لصرف الكارت الذهبى للمستحقين بما دفع المصيلحى إلى التراجع عن قراره ليستمر العمل بالكارت الذهبي حتى الآن وسط مشكلات طالت جميع أطراف المتعاملين معه خاصة المواطنين الذين تحول بحثهم عن حل إلى كعب داير وسط رحلة عذاب بين مكتب التموين والمخابز لصرف الرغيف المدعم.
إلغاء علني
ويروي المواطن عبد العزيز السيد حكايته مع الكارت الذهبى بعد تلف بطاقته الذكية ولديه 5 أفراد ليفشل في الحصول على حصته من مكتب تموين الصالحية لصرف 20 رغيفًا الحد الأقصى المسموح به بعد تعليمات مدير الإدارة التموينية بمركز فاقوس لتكون المفاجأة أن جميع المخابز بالصالحية بمحافظة الشرقية تم إلغاء الكارت الذهبى بها ولا يوجد مخبز واحد يصرف لمواطنين ليتم شراء الخبز الأفرنجي بسعر جنيه للرغيف أو تهريب الخبز البلدى إلى الصالحية ليتم بيع الرغيف المدعم للمواطنين بـ 50 قرشًا دون سيطرة على أصحاب المخابز.
كابوس مرعب
ولا ينكر خالد مقلد، المنسق العام لأصحاب شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقليوبية، أن الكارت الذهبي تحول إلى كابوس وما به من رصيد حاليًا يصل إلى 500 رغيف يوميًا يتم صرفه للمغتربين والمستحقين بعد الحصول على خطاب من مكتب التموين للمخبز، لافتًا إلى أن هناك تعسفًا من قبل الرقابة التموينية التي تحمل المخابز قيمة الكارت الذهبى بمبالغ تصل إلى 35 ألف جنيه و40 ألفًا في كثير من الأحيان في المحافظات التي يتم استخدامه بها مع أن كميات الخبز المنصرفة يتم تسجيلها لمحاسبة صاحب المخبز عليها.
حرمان المواطنين
ويرى المحاسب هشام كامل، وكيل أول وزارة التموين بالجيزة، أنه لا صحة لما يردده بعض أصحاب المخابز من إلغاء الكارت الذهبى أو عدم تجديده حال تعرضه للتلف وسط تعليمات مشددة للمكاتب والإدارات التموينية بمتابعة المخابز لضمان حصول المواطنين على الرغيف المدعم لحين إصدار البطاقات الذكية التموينية وتحرير المحاضر ضد المخابز التي تحرم المواطنين بالتصرف في رصيد الكارت بطرق غير مشروعة تمثل استيلاء على دعم الرغيف.
500 رغيف
ويشير عيطة حماد، رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن المستحقين للكارت الذهبي من الحالات التي حددتها وزارة التموين يتم صرف الرغيف المدعم لهم بـ 5 قروش من كمية الرصيد التي تصل إلى 500 رغيف يوميًا بما يعادل 15 ألف شهريًا وإذا كانت هناك بعض المخابز ترفض منح المواطنين الخبز المستحق فهذه قلة لا تسيء إلى جموع المخابز لكون الحصول على الرغيف من المخبز حقًا للمواطن قررته الدولة من خلال التموين وليس منحة من أحد.