3 أسباب وراء تراجع ترامب عن إعلان الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.. تخفيف حدة الانقسام في الكونجرس.. الخوف من رد فعل الحلفاء الأوروبيين.. وضغوط من كبار المسئولين في إدارته
تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، عن إعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران، واكتفى بالتهديد بالانسحاب حال عدم تعديله، بجانب الأمر بفرض عقوبات قاسية على الحرس الثوري الإيراني؛ لذا نشر موقع "واشنطن إكزامينر" أسباب هذا التراجع.
انقسام الكونجرس
رأى الموقع أن ترامب قرر التهديد فقط بالانسحاب وأعلن عدم تصديقه على التزام طهران بالاتفاق محاولةً منه لتخفيف حدة النقاشات بشأن طرق مواجهة الجمهورية الإسلامية في الكونجرس المنقسم بالفعل، منوهًا أن ترامب مضطر الآن لمواصلة الالتزام باتفاق وصفه الشهر الماضي بالمخزي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال الخميس الماضي: "نعتقد أن الاتفاق ضعيف، إنه يترك أمورًا دون معالجتها"، مضيفًا أن إستراتيجية ترامب تسمح للكونجرس بإلقاء الضوء على الأمور التي يلتزم الاتفاق النووي الصمت بشأنها.
من أهم الملفات التي يتغافلها الاتفاق النووي هو دعم إيران لتنظيمات مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وزعزعتها لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن تجاربها الصاروخية الباليستية المتكررة.
الحلفاء الأوروبيون
ربما يكون ترامب تراجع عن الانسحاب كيلا يخسر حلفاء واشنطن الأوروبيين، وفكر في تقويض طهران من خلال مطالبة الكونجرس بتعديل قانون كوركر-كاردين، - بموجبه يتابع المصادقة على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بإيران وبالاتفاق النووي الإیراني لعام 2015 المعروف بـ«خطة العمل الشاملة المشتركة»، وھي مصادقة یفرضھا الكونجرس كل تسعین یومًا- وهى خطوة تتخذها حكومة ترامب دون التشاور مع الحلفاء المصريين على الالتزام بالاتفاق.
وكان تيلرسون قال: "تعديل قانون كوركر-كاردين لا يتطلب منا التفاوض مع أي شخص".
التعرض لضغوط
ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن امرأة أثرت بشكل مباشر على رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لينسحب من الاتفاق النووي مع إيران.
وكتبت المجلة نقلا عن مصادرها، أن وزيري الخارجية ريكس تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس الأمريكيين، قد أقنعا الرئيس دونالد ترامب في يوليو الماضي بضرورة التقيد بالاتفاق الدولي مع إيران، نظرا لعدم توفر أي أسباب لدى الجانب الأمريكي تبرر نقض الاتفاق.
وأردفت المجلة أن نيكي هايلي المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، مهدت من جهتها الطريق في هذه الأثناء أمام عودة ترامب عن الاتفاق النووي، فيما كان باقي موظفي الإدارة الأمريكية يطالبون بالتعامل بحذر مع هذه القضية والتروي في التنصل من الاتفاق.
ونقلت المجلة عن مصدر مقرب من البيت الأبيض، أن هايلي قالت بالحرف في أحد المحافل في يوليو الماضي: "اسمحوا لي توضيح ما أعني. الرئيس ترامب قد ردّ بالإيجاب" على هذا الأمر، أي أمر العودة عن الاتفاق.