رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الشحات يكتب: اللا مرثية

فيتو

«إلى روح يوسف إدريس»... 

من ديوان «تنويعات على جدار الزمن» الصادر عن هيئة الكتاب عام 1993.

قل لى يا يوسف
هل كان الباب الخلفى لجسدك
مفتوحا حين أتاك الموت؟

هل جاءك فيما خلف البحر
وحط عباءته فوق جبينك
فاستسلمت له

كالطفل القابع في ركن من غرفته
قد غافله النوم من التعب اليومى

أعرف أنك مت هنا
مذ حملك الوطن
بداء الحلم 

وداء القول
وداء الرؤيا

أعرف أن الناس انقسموا
فيما قلت عن الزمن القادم
قلت بأن زمانا سوف يجىء 

يحار المرء
إذا ما اتسخت كفاه

هل يغتسل إذا ما صادفه النهر
أم يبقى متسخا بالوحل؟
نحن عشنا في وحل الأيام

ولم نبرح بؤرته
واستهوينا غناء الغربان

وخلنا السير
على الخط الفاصل
ما بين الحق وبين الظلم

هو شيمة أهل الحكمة
خلنا أن الصمت عن القهر 

وعن بطش الإنسان
هو سمة أهل العصر
القمر انطفأت جذوته

والشمس انفلتت من سكنتها
يا يوسف

نحن الآن عرايا
لم تصلح كل خيوط الأرض
بأن تصنع للجسد العارى

ثوبا تستره
نحن الآن سبايا

في دمنا كل عذابات الأرض
لأنا ضعنا
فيما بين الذات

وبين اللذات
وضعنا

فيما بين القول
وبين الفعل
فنم يا يوسف واهنأ

وأغلق
الباب الخلفى لجسدك
حتى لا يخرج منه الموت...
الجريدة الرسمية