تعليم بني سويف يقف عاجزا أمام مشكلة كثافة الفصول «تقرير»
عادت مشكلة زيادة "كثافة الفصول" لسابق عهدها لتضرب مدارس محافظة بني سويف، التي شهدت حالة من السخط والغضب بين أولياء الأمور والمتابعين للعملية التعليمية؛ بسبب زيادة تلاميذ الفصول عن الأعداد المقررة، والتي وصلت في بعض مدارس القري والنجوع إلى 80 تلميذًا وتلميذة داخل الفصل الواحد.
ما تسبب في صعوبة بالغة للمعلمين في شرح الدروس، خاصة في المدارس الابتدائية التي تأخرت أعمال الصيانة بها، ما حول عددًا كبيرًا منها إلى نظام "الفترتين" كحل مؤقت للتغلب على المشكلة.
قالت منى محروس، معلمة بمدرسة لابتدائية، إن زيادة كثافة الفصل عن معدله الطبيعي يؤدي لعدم قدرة المعلم على إيصال المعلومة بالطريقة المثلى، إضافة أن كثرة اعداد الطلبة في الفصل الواحد تؤدي إلى حدوث حالة اختناق شديد لاسيما لمن يعانون مشكلات في التنفس.
وأوضحت، أن زميلاتها المعلمات، أكدن لها أنهن يبذلن جهدًا مضاعفا في سبيل شرح الدروس وتوصيل المعلومات بشكل يسير، الأمر الذي يؤدي إلى استنفاذ طاقتهن مبكرا، إضافة إلى فقدان المعلم أو المعلمة السيطرة على الفصل وبالتالي حدوث خلل جسيم في إدارة الفصل.
وأشارت سامية محمدين، معلمة لغة فرنسية، إلى أن أكثر المتضررين من الكثافة معلمو اللغات والمواد العلمية لأنها تحتاج إلى تركيز وروية في إيصال المعلومة، وللأسف فإن اكتظاظ الفصل يحول دون وصول صوت المعلمة إلى آخر الفصل، إضافة إلى الضوضاء والإزعاج الذي لا ينتهي نظرًا لكثرة عدد الطالبات وعدم القدرة على معرفة مصدر الصوت أو الإزعاج ما يزيد الواقع الأليم تعقيدًا ويجعل المدرس يحمل همًا فوق هم التدريس.
وقال النائب عبد الحكيم مسعود، عضو مجلس النواب عن مركز ناصر، أنه يزور عددًا من المدارس بصفة دورية، ولاحظ مشكلة زيادة الكثافة، وشكاوى المدرسين والمسئولين بالعملية التعليمية، منها تأخر، كثافة الفصول، والرغبة في إجراء بعض التوسعات حتى يتسنى للمدارس استيعاب الطلبة الجدد لوجود كثافة عالية في بعض المدارس مما جعل بعض مديرى المدارس يستغنون عن حجرة الطبيب وحجرات المجالات والأنشطة وتحويلها إلى فصول دراسية لاستيعاب الطلبة.
فيما قال محمد جمال، معلم، أن مديرية التربية والتعليم بالمحافظة لجأت لنظام "الفترتين" للتغلب على مشكلة تأخر صيانة عشرات المدارس بالقري والتوابع، لافتًا إلى أنه هناك ما يقارب من 60 مدرسة لم تنته أعمال الصيانة بها مع بداية الأسبوع الراع من الموسم الدراسي، وتم إضافة هؤلاء الطلاب على مدارس أخرى، ما تسبب في عدم استيعاب طلاب المدرستين، بسبب الكثافة والزحام بالمدرسة، وضغط مدة الحصة لاستيعاب المدرستين.
من جانبها كلفت سهام يوسف، وكيل مديرية التربية والتعليم ببني سويف، مديري المدارس، بضرورة استغلال "الفراغات" بكل مدرسة لمواجهة مشكلة زيادة كثافة الفصول، في محاولة مؤقتة لخفض نسبة الكثافة، لحين انتهاء هيئة الأبنية التعليمية من أعمال الصيانة ببعض المدارس واكتمال إنشاءات وتأثيث بعض المدارس الجديد.
