رئيس التحرير
عصام كامل

وسائل الإعلام الأجنبية.. ثورة القضاة فى مواجهة "تمكين الإخوان".. 10 آلاف قاض يرفعون راية العصيان.. حماة العدالة كانوا أكثر استقلالًا فى عهد مبارك.. ولولاهم ما تم توثيق تزوير النظام السابق للانتخابات

جانب من مؤتمر الجمعية
جانب من مؤتمر الجمعية العمومية لقضاة مصر

هل يقوم الرئيس محمد مرسى بمذبحة للقضاء؟ سؤال حاولت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية الإجابة عنه، من جهتها ذكرت وكالة رويترز الإخبارية أن قضاة مصر صعدوا من لهجتهم المتحدية لرغبة جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الرئيس محمد مرسى بالسعى لتقويض استقلال القضاء من خلال شن حملة تستهدف فى ظاهرها اجتثاث الفساد.


وأشارت الوكالة إلى أن نحو عشرة آلاف من القضاة والنيابة طالبوا بسحب مشروع قانون السلطة القضائية من مجلس الشورى بحلول السبت محذرين من الدخول فى اعتصام فى دار القضاء العالى بعد مواعيد العمل الرسمية وطلب تدخل منظمات قضائية إقليمية ودولية ما لم يسحب المشروع.

وقال تقرير لوكالة الأسوشيتد برس الأمريكية الإخبارية: إنه "على الرغم من عدم موافقة المعارضة المصرية والجدل الذى أثير حول سن قانون لتقاعد القضاة إلا أن البرلمان المصرى بقيادة الإسلاميين دفع قدمًا للقانون الذى يجبر القضاة على التقاعد"، موضحة أن "نادى القضاة، لم يعترف بالقانون أو حتى المناقشات فى البرلمان حوله، وتعهدوا بأن يلجأوا إلى المنظمات الدولية، مثل الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة للتحقيق فيما وصفوه بأنه انتهاكات ضد القضاء، حيث تجمع آلاف القضاة لاتخاذ قرار بشأن استراتيجية الصراع على السلطة مع الرئيس محمد مرسى".

أضافت: أنه فى حالة خفض سن التقاعد للقضاة إلى 60 عامًا، فإن هذا سيجبر 13 ألفًا من موظفى النيابة العامة والقضاة على التقاعد، كما أن أزمة القضاء دفعت أيضًا إلى استقالات كبار مساعدى مرسى.

وقال تقرير بثه موقع "دايلى بيست" الأمريكى: إن "هناك مخاوف متزايدة فى مصر من أن الحكومة تشن حربًا ضد القضاء"، مشيرًا إلى أن "معارضى الرئيس محمد مرسى يعربون عن قلقهم من أن الرئيس على وشك أن يقوم بمذبحة جديدة ضد القضاة، مثل تلك التى قام بها الرئيس جمال عبد الناصر من قبل فى ستينيات القرن الماضى".

وأشار الموقع إلى أن الرئيس مرسى محاصر فى صراع مرير مع القضاة منذ توليه مهام منصبه فى يونيو الماضى، واتهم الرئيس وأنصاره القضاء بـ"الثورة المضادة" والتخطيط لإعادة النظام الاستبدادى السابق، وانتقل حرب الكلام إلى الشوارع، مثلما حدث يوم الجمعة الماضية عندما نزل آلاف من الإسلاميين يطالبون بتطهير القضاء، ونقل الموقع عن ناثان براون، الخبير فى القانون المصرى بجامعة جورج تاون الأمريكية، قوله: إن الرئاسة تعتقد أن القضاة سيخرجون للنيل منها، وهى نبوءة تحقق ذاتها، وعند هذه النقطة، خرجت الأمور عن نطاق السيطرة، إن القضاء مارس درجة كبير من الاستقلال خلال عقود الاستبداد فى مصر، وفى عام 2005، أطلق بعض القضاة ما يسمى بانتفاضة القضاة التى وقفت فى وجه تزوير الانتخابات ودعوا إلى مزيد من استقلال القضاء، ويرى براون أن الطريقة التى عمل بها النظام القضائى فى عهد مبارك، كان لديه قدر كبير من الاستقلال، ومن ثم فإنه يعتقد أن اعتبار القضاء بأكمله من بقايا النظام السابق وأنه يحاول إعادة النظام السابق ليس صحيحًا".

ورصد الموقع الأمريكى التوتر بين الإخوان المسلمين والقضاء منذ أن أصبح مرسى ريئسًا لمصر، ورغم أن القضاء ظل رمزًا للاستقلال أثناء الثورة، إلا أن العديد من القضاة بدا أنهم يشعرون بالقلق من القوة المتزايدة للإسلاميين الذين حصلوا على حوالى 70% من مجلس الشعب فى الانتخابات التى أجريت العام الماضى، وبعد قرار حل البرلمان، دخلت البلاد فى حالة من الفوضى، وأدى هذا إلى اتهام من الإخوان المسلمين وآخرين بأن القضاء يأوى بقايا خطيرة من النظام السابق".

وفى المقابل تقول مها عزام، المتخصصة فى الشأن المصرى فى معهد شاتام هاوس البريطانى: إنها تعتقد أن بعض القضاة أشرار، مضيفة: أن القضاء فى حاجة ماسة إلى الإصلاح، وأشارت إلى أن هناك أمورًا مختلطة بالتأكيد، فهناك قضاء نزيه ومستقل تمامًا، إلا أن العديد من القضاة كانوا فى الحقيقة جزءًا من النظام القديم ويقاومون محاولات الإصلاح، وترى عزام أن العديد من القضاة لا يريدون أن يرون ظهور حكم قوى بقيادة الإسلاميين".
الجريدة الرسمية