رئيس التحرير
عصام كامل

آثار الإسكندرية في خطر بسبب المياه الجوفية وأمواج البحر

فيتو

تزخر مدينة الإسكندرية، بعدد من الآثار الإسلامية والقبطية، والتي تشهد على عصور مختلفة بالمدينة، كانت الإسكندرية وقتها مركزا لانطلاق الأديان المختلفة وملاذا لأتباع تلك الديانات.


وبالإسكندرية عدد من الآثار الإسلامية مثل قلعة قايتباي، ومسجد أبو العباس المرسي، الذي ضم مؤخرا كآثار، ومسجد البوصيري والشوربجي، بالإضافة للآثار القبطية مثل منطقة اثار أبومينا وديرمارمينا العجائبي.

تعد منطقة أثار أبو مينا،ببرج العرب غرب الإسكندرية من أهم المناطق الأثرية القبطية، وأكبرها وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي باليونسكو، ويقع بها دير ماري مارينا العجايبي أحد أكبر وأقدم الأديرة. وتعاني من عدة أزمات ومشكلات، منها وضع اليد من البدو، والمياه الجوفية.

واطلق البدو عليها اسم أبو مينا، نظرا لوجود مدفن القديس مينا. وكانت المنطقة حتى العصور الوسطي المبكرة أهم مركز مسيحي للحج في مصر والمنطقة، وقد اكتشف هذا المكان في عام 1905 على يد عالم الآثار الألماني (كوفمان) حيث تمكن في صيف عام 1907 من الكشف عن أجزاء كبيرة منه. وفي عام 1979 قررت لجنة اليونسكو إدراج هذا المكان ضمن (قائمة التراث العالمي). وبذلك أصبح واحدا من أهم الأماكن التاريخية بمصر.

يؤكد محمد متولي،مدير إدارة الآثار القبطية والإسلامية واليهودية في الإسكندرية، أن منطقة أثار أبومينا من أهم المناطق الأثرية القبطية في الإسكندرية وله وضع خاص عند الأقباط، نظرا لوجود دير مارمينا العجائبي والمسجل على قوائم اليونسكو،وهو أهم مزار سياحي ديني يمكن زيارتة على الإطلاق بالإسكندرية وتهتم به وزارة الآثار اهتمام بالغ جدا وتعمل على حل كافة ما يتعرض لة من مشكلات.

ويضيف متولي، أن وزارة الآثار تقوم حاليا بحل مشكلة المياه الجوفية وأقامت مشروع ضخم للعمل على خفض منسوبها بالمنطقة وهي من أهم المشكلات التي تواجهها، وخاصة قبر القديس أبومينا العجائبي والتي تغمره المياه بمعدل ارتفاع 7 أمتار، بالإضافة إلى بحث تعطل طلمبات شفط المياه الموجودة بالموقع والتي تم تركيبها لشفط المياه الجوفية بهدف خفضها تدريجيًا حفاظًا على الآثار.

وأشار إلى أن منطقة اثار إسكندرية والساحل الشمالي والاثار الإسلامية والقبطية قامت بحملات لازالة التعديات على المنطقة الاثرية التي مساحتها ألف فدان حيث تم ازالة كافة التعديات على المنطقة والمتمثلة في عدد سبعة مباني للعرب بالمنطقة بالتنسيق مع المنطقة الشمالية العسكرية ومحافظة الإسكندرية ومركز مدينة برج العرب ومديرية أمن إسكندرية وقسم شرطة برج العرب.

ويلفت متولي إلى أن تاريخ المنطقة يعود للقرن الرابع الميلادي وتحتوي على عدة كنائس وأديرة ومعاصر نبيذ ومساكن وافران تصنع فيها قنينات القديس مينا وقبر القديس مينا والكنيسة الشرقية وحمامات الحمام الشمالي والحمام المزدوج وكنيسة المدفن والمعمودية وكنيسة المدفن وكنيسة البازيلكا الكبري وهي أكبر كنيسة في مصر كما أن بالمنطقة حفائر البعثة الالمانية. وتبلغ مساحة المنطقة نحو ألف فدان.

ويعاني الدير أيضا من مشكلات المياه الجوفية مثل أثار أبومينا، ويوضح مدير الآثار الإسلامية والقبطية، أن ديرمارمينا له مشروع مع أثار ابومينا لخفض المياه الجوفية خاصة عن قبر القديس مينا.

ويؤكد أن الدير له أهمية روحانيه خاصة لدى الأقباط،ويأتون إليه من كافة أنحاء الجمهورية،ويوجد به رفات الشهيد مارمينا واستقرت في مزارها القديم بالآثار نحو عام (312 – 315 م)، وبنيت أول كنيسة بمريوط بين عامي 320 – 325 م في عهد الملك قسطنطين الكبير،ولكن في عهد محمد على نهبت ودمرت.

ويكمل متولي، قائلا : وضع البابا كيرلس السادس حجر الأساس لكاتدرائية مارمينا بمريوط في عام 1961 م ولكن الإنشاءات بدأت فعلا عام 1969، وفي عام 1971 توفي البابا كيرلس السادس، تسلم تلميذه القمص مينا أفا مينا وصيته بأن يدفن في دير مارمينا، وفى الثمانينات وبعد مشروع استصلاح الأراضى المحيطة بالمنطقة الأثرية ارتفع منسوب المياه بالمنطقة مما أدى إلى انهيار بعض الأجزاء وحرصا على المنطقة تم ردم معظم الآثار تحت الأرض ومنها قبر الشهيد مارمينا لحمايتها من الانهيار، وحاليا يوجد مشروع كبير لخفض المياه الجوفية.


تعاني الآثار الإسلامية من الإهمال والتدهور،وتركها بلا أي محافظة،خاصه المساجد وتتوه الأزمة بين وزارة الآثار ووزارة الأوقاف التي تشرف بشكل فعلي على هذه المساجد.

ويري محمد متولي، أن بالإسكندرية عدد من الآثار الإسلامية،منها قلعة قايتباي وهي أهم أثر إسلامي موجود في المدينة، وهناك مشروع لحمايتها من الأخطار التي تهددها من مياه البحر. وبنيت قلعة قايتباي على مساحة قدرها 17550 متر مربع بالإضافة إلى أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية وهي عبارة عن مجموعة من الأسوار بنيت لزيادة تحصين القلعة وهذه الأسوار عبارة عن سورين كبيرين من الأحجار الضخمة التي تحيط بالقلعة من الخارج والداخل أعدت لحماية القلعة.

ويضيف مدير أثار الإسكندرية،أن مسجد أبوالعباس المرسي، دخل ضمن الآثار الإسلامية،وهم أحد أهم المساجد الأثرية، هناك مخطط يجري تجهيزه بالتعاون مع وزارة الأوقاف من أجل صيانته وترميمه، وهو مبنى على الطراز الأندلسى وبه الأعمدة الرخامية والنحاسية وأعمدة مثمنة الشكل، وأهم ما يميز المسجد الزخرفة ذات الطراز العربى والأندلسى، وتعلو القبة الغربية ضريح أبى العباس وولديه.

ومن جانبه قال محمد متولى، مدير الآثار الإسلامية بالإسكندرية والساحل الشمالى، إن مسجد الشوربجى مسجلًا بالآثار وبدأ العمل في ترميمه ولكن توقف بسبب الميزانية وسيتم إلحاقه في الميزانية الجديدة وإنجاز الأوراق اللازمة لاستئناف العمل به من جديد.

وعن أزمة مسجد الشوربجي، وتحوله لمخازن خضار وفاكهه وانهياره، قال إن مسجد الشوربجى مسجلًا بالآثار وبدأ العمل في ترميمه ولكن توقف بسبب الميزانية وسيتم إلحاقه في الميزانية الجديدة وإنجاز الأوراق اللازمة لاستئناف العمل به من جديد، لافتا أن المسجد بني في النصف الأول من القرن الثانى عشر وحتى عام 1177 هجرية أي عام 1763 ميلادية، ومن بناه كان أحد كبار كبار تجار الإسكندرية وأحد أكابر أعيانها واهتم بالأعمال المعمارية.

وفيما يخص ما تردد من أنباء عن اختفاء قطع أثرية من مسجد البوصيري وتساقط اجزاء منه، بميدان المساجد، أكد أن جميع محتويات المسجد موجودة بالكامل، وهو في عهدة وزارة الأوقاف ووقعت على أوراق رسمية بوجود جميع محتويات المسجد المدونة في المستندات، وأن جميع القطع التي سقطت عبارة عن اعمدة من الضريح الموجود بالجامع، وحلى بصحن المسجد، وجميعها غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية، مضيفا، وتم مخاطبة الوزارة بالقاهرة لإصدار تكليف بتركيب القطع والحلى التي سقطت.

وأضاف أن المسجد مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بمحافظة الإسكندرية بالقرار الوزارى رقم 614 لسنة 1999، وهو مسجد له قيمة تاريخية كبيرة، وأيضا خاضع لإشراف وزارة الأوقاف، ويجري عمل الصيانة اللازمة لنافورة قبة الوضوء بصحن المسجد تحت إشراف مفتشى آثار القلعة وإدارة الترميم الدقيق بالإسكندرية وعلى نفقة مديرية الأوقاف بالإسكندرية الجهة الشاغلة للمسجد.
الجريدة الرسمية