صفقة القرن بعد انسحاب أمريكا

دعنا من التوقيت الذي اختارته أمريكا لإعلان انسحابها من اليونسكو، والذي جاء في وقت يجرى فيه اختيار المدير الجديد لهذه المنظمة الدولية، ولنركز على السبب الذي أعلنته واشنطن لانسحابها من اليونسكو، فهذا السبب هو اتهامها اليونسكو بالانحياز ضد إسرائيل، أي أن واشنطن تعلن بوضوح وسفور أنها تتولى الدفاع عن إسرائيل، فهل ستكون أمريكا في ظل هذا الوضع تصلح أن تكون وسيطا محايدا بين الفلسطينيين والإسرائيليين في المفاوضات التى تدعوهما لها.

إن انحياز أمريكا لإسرائيل الذي جسده سبب انسحابها من اليونسكو يثير كل الشكوك في إمكانية إجراء مفاوضات جادة ومفيدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبالتالي في إمكانية نجاح هذه المفاوضات في تحقيق نتيجة، واتفاق بينهما ينهى آخر احتلال لشعب على ظهر الأرض ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي الضفة وغزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية، أي أن ما أطلق عليها صفقة القرن في ظل الانحياز الأمريكي لإسرائيل هي مجرد وهم الآن، ولذلك على الفلسطينيين أن يتمسكوا الآن بإتمام وحدتهم، وألا يدخلوا أية مفاوضات جديدة مع الإسرائيليين دون تحديد سقف زمنى لها، وبشرط أن تتم في ظل كل المرجعيات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتي تقر بالحقوق المشروعه لهم، وعلينا نحن العرب أن نساندهم في ذلك.