رئيس التحرير
عصام كامل

باحث موريتاني: جرائم قطر عابرة للحدود من الخليج إلى المحيط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف الباحث الموريتاني محمد سالم اليعقوبي، المتخصص في شئون الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل، في ورقة بحثية تفاصيل المسلسل التدميري الذي تنتهجه دولة قطر في المنطقة العربية.


ويتتبع اليعقوبي منها المسار السياسي المريب والمشبوه لقادة دولة قطر منذ انقلاب الولد على الوالد وانقلاب الوالدة على الزوج لتوريث العرش لابنها في حياة الزوج، وفقًا لصحيفة الرياض السعودية.

ويعتبر اليعقوبي في ورقته أن أهم ما اتسمت به السياسة القطرية المريبة هو خروجها عن السياق الخليجي، وسعيها للوقيعة بين الأشقاء والنيل من مكانة المملكة العربية السعودية، هذا فضلًا عن مغازلة الكيان الصهيوني سرًا وعلنًا، وصولًا لمرحلة التدمير للبلدان العربية تحت يافطة نشر الديمقراطية ودعم ثورات الربيع العربي، تمكينًا لجماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الدموية التي عاثت فسادًا وسفكت دماء.

وبحسب اليعقوبي لم تقتصر خطط قطر ومؤامراتها الخبيثة على منطقة معينة ولا على بلد معين بل إنها طالت جميع المناطق وجميع البلدان، كما دأبت على الاعتماد في الكثير من مؤامراتها على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالإضافة إلى تمويل المنشقين في دول الخليج العربي وغيرها للتأثير عليهم واستغلالهم مستخدمة مختلف التكتيكات التخريبية للمنطقة.

وظلت قطر تسعى على مدى 20 سنة لزعزعة الأمن في منطقة الخليج والمملكة العربية السعودية خاصة.

وكان أبرز دور إرهابي لقطر ضد المملكة هو تورطها في محاولة اغتيال الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بالإضافة إلى مؤامراتها المتكررة ومحاولتها نسف الصف الداخلي السعودي، ناهيك عن تهربها الدائم عن الوفاء بالتزاماتها وانتهاكها بما تعهدت به من اتفاقات كاتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي لعام 2014، والدور الخبيث الذي مثله تآمر قطر مع الحوثيين في اليمن ضد قوات التحالف.

ودأبت قطر أيضًا على انتهاج سياسية خبيثة مبينة على خلط الأوراق بما يتعلق باليمن، حيث شاركت في دعم الشرعية اليمنية قبل طردها من التحالف، ودعمت المتمردين الحوثيين في صنعاء في مسعى واضح لدعم مشروع الحوثيين الهادف لاختطاف اليمن لصالح إيران.

ولم تسلم دولة الإمارات العربية المتحدة من تآمر قطر التي استضافت مواطنيها من تنظيم الإخوان ودأبت على مواصلة دعم واحتضان المطلوبين أمنيًا من قبل الإمارات إضافة إلى تدخلها في الشئون الداخلية.

كما أن مملكة البحرين هي الأخرى عانت من التآمر القطري من خلال التشويه الإعلامي ودعم المخربين وتجنيد الإرهابيين لإثارة الفوضى ودعم "سرايا الأشتر" التي نفذت تفجيرات واغتيالات استهدفت قوات بحرينية.

وفي مصر استماتت قطر طوال 12 عامًا، منذ انتخابات برلمان 2005، لكي يسيطر الإخوان على الحكم، كما دأبت قطر على التحريض ضد مصر ودعم المنظمات الإرهابية والتخريبية ضدها خصوصًا الحركة المسلحة "حسم" التي تبنت عددًا من العمليات الإرهابية.

ولم تكتف قطر بذلك فقد دأبت على التدخل في النزاعات الإقليمية خصوصًا تلك التي تمثل عمقا إستراتيجيا لمصر فسعت لتأجيج الوقيعة بين مصر والسودان، وبين السودان وأريتريا، وبين أريتريا وجيبوتي وغيرها من مناطق التأثير على الأمن المصري والعربي.

أما في ليبيا فإن دولة قطر ظلت منذ سنة 2009 تخطط لتدمير هذا البلد وبدأت تنفيذ مؤامراتها سنة 2011، وتحالفت في هذا السبيل سياسيًا وعسكريًا مع فرنسا وإيطاليا وبريطانيا منذ نوفمبر 2010 "عملية اجتياح الجنوب".

وكان دور قطر بارزًا في أحداث 17 فبراير من نفس السنة حيث بدأت تغذي الثورة بالسلاح وتدعمها بالوجود العسكري المكثف إلى جانب الثوار.

وعملت حكومة حمد بنشاط من أجل استصدار القرار 1973/2011 القاضي بالضربات الجوية ضد ليبيا، وهي بهذا تتحمل المسئولية الكاملة عن ما آلت إليه الأمور في هذا البلد.

واشتهرت السياسة القطرية في أفريقيا خاصة منطقة الساحل والصحراء منذ وصول الأمير حمد لسدة الحكم، برحلات مكوكية وزيارات التي كان بعض الأفارقة يطلق عليها "جولات الشنط" إشارة إلى المليارات التي تضخها قطر في بعض النخب والجهات الحكومية والسياسية، غير أن تلك الهبات السخية تخفي وراءها إرادة واضحة للتغلغل في أفريقيا خاصة منطقة القرن الأفريقي والساحل من أجل تحقيق أهداف تخريبية تخدم الأجندة القطرية.

والمتتبع لسياسة قطر في منطقة الساحل والصحراء وغيرها سيتبين بسهولة المسلك التدميري الذي دأبت هذه الدولة على انتهاجه منذ فترة غير قصيرة والمتمثل في تدعيم الإرهاب وتمويل وتسليح المنظمات الإرهابية وتوفير الإيواء والملاذات الآمنة واستضافة الهاربين ودعمهم بالمال والسلاح وتنظيم العصابات الإجرامية وميليشيات السجناء والمطلوبين والتورط في جرائم الحرب بمفردها وبالشراكة مع إيران وتركيا وبتنسيق أمريكي في عهد أوباما.

وفي المغرب العربي نجد دولة قطر تسعى بكل الوسائل للتأثير على أقطاره من خلال تمويل الإخوان المسلمين ودعم أحزابهم وجماعاتهم في الأقطار المغاربية وتمويل منابرهم الإعلامية، كما دأبت قناة الجزيرة القطرية على بث تقارير مشوهة للوضع المغاربي وقد حاولت في بعض المرات تحويل تونس إلى معسكر لتدريب المرتزقة.
الجريدة الرسمية