رئيس التحرير
عصام كامل

عندما تستيقظ مصر ينام الثلاثي المخرب «تركيا وإيران وقطر»

صور أرشيفية
صور أرشيفية

دخلت مصر دوامة المخطط الغربى منذ عام 2011 بوجود حالة من الفوضى داخل الشارع المصرى بهدف التقسيم إلى دويلات صغيرة. ولكن مصر تمكنت من التغلب على هذه المؤامرة وعادت مرة أخرى لكي تستيقظ وتؤدي دورها في حماية الأمن القومي العربي.


وباعتراف من الدولة المصرية نفسها أغفلت القاهرة منذ عام 2011 وحتى وقت قريب دورها الريادي في المنطقة وأهملت العديد من الملفات الإقليمية التي كانت ترعاها بحكم تركيزها في الشأن الداخلى المصرى ولكن استثمر الثلاثى المخرب «تركيا وإيران وقطر» استغلال ما يحدث في مصر للعبث في الملفات الإقليمية والعربية في محاولة إيجاد لنفسها دورا مهما كل منهم لخدمة مصالحه بعيدًا عن القضية الرئيسية.

وبعد غياب طويل منذ 2011 قررت مصر العودة من جديد من خلال لعب دور فعال في العديد من الأزمات السورية والليبية فضلًا عن القضية الأم للعرب وهي القضية الفلسطينية وعملت على هذه الملفات في صمت دون أطماع أو طموحات خاصة ورفعت شعار وحدة التراب العربي والحفاظ على استقلاله واستقراره خاصة عندما تولت المخابرات المصرية هذه الملفات واستطاعت أن تحقق تقدمًا غير مسبوق فيها.

المصالحة الفلسطينية

لا يمكن أن تحل القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى أو الفلسطينى الإسرائيلى وإنهاء الاحتلال لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف دون إتمام مصالحة «فلسطينية فلسطينية»، وعملت المخابرات العامة المصرية على هذا الملف بعدما عبثت فيه كل من إيران وتركيا وقطر بالمال السياسي الذي ساعد على الإنقسام الفلسطينى ولكن التدخل المصرى في هذا الملف واستضافة القاهرة للحوار بين الأطراف المتخاصمة انتهى بمخرجات هامة للشعب الفلسطينى قبل أي شئ آخر.


استطاعت مصر إلى تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وعقدت جلسة مصالحة في غزة بين حركتى فتح وحماس برعاية مصرية وسط فرحة عارمة من أبناء غزة ونجحت مصر في إقناع الحركتى إلى عقد حوار بناء في القاهرة انتهى بالتوقيع على المصالحة الفلسطينية بين الحركتىن وتولى السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق مهامها كاملة في غزة دون تدخل. وانخراط حماس في المجلس الوطنى الفلسطينى نظرًا لتواجد عدد كبير من أعضائها في المجلس التشريعى وبذلك يكون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو المتحدث الفعلى باسم الشعب الفلسطيني في جميع المحافل الدولية دون أي اعتراض دولى.

ومن المؤكد أن عملية المصالحة سوف تساعد في حلحلة أي تحركات متعلقة بالقضية الفلسطينية وإنهاء الحصار وإقامة الدولة الفلسطينية وسط أمنيات بتنفيذ ما وعد به الرئيس الأمريكى الجديد ترامب بعقد صفقة القرن التي لم يعلن عن ملامحها حتى الآن، مضلًا عن الهدف الداخلى المتعلق بتخفيف الاعباء على أهالي غزة الين يعيشون في 40 كيلو متر طوليًا تقريبًا.

سوريا

وفيما يتعلق بالأزمة السورية والاتهامات الموجهة للرئيس السورى بشار الأسد بقتل شعبه وتدميره والاتهامات الموجهة إلى المعارضة المسلحة بالخيانة والعمالة لصالح دول غربية وإقليمية وعربية أيضًا كان الشعب السورى هو الخاسر الأوحد على أرض وطنه التي أصبحت ساحة للاقتتال بالوكالة وخسر عشرات الآلاف من الأبرياء الذين فقدو أرواحهم فضلًا عن نزوح الآلاف من الشعب السورى داخليًا وخارجيًا وتوصيف الشعب السورى كشعب لاجئ لأول مرة.

ولم تقف مصر مكتوفة الأيدي أمام هذا الملف الهام وبدأت في التدخل فيه بحكمة وعقلانية خاصة بعد أن تم سحب الملف السورى بأكمله من العرب وأصبح في أيدى غير عربية تبعث به ولا تراعى الشعب أو وحدة التراب السورى.

وشعرت مصر أن سوريا جاء عليها الدور لتقسم إلى ثلاثة دويلات حسبما هو مخطط لها. واستطاعت مصر لعب دور فعال في المؤتمرات الدولية المتعلقة بهذا الشأن وأن تكون هناك منصة للمعارضة السورية من القاهرة التي تتسم بالعقلانية والحكمة فضلًا عن تواصلها مع جميع الفصائل السورية والعمل على مسافة واحدة منهم دون تمييز.

وكانت استضافة المخابرات العامة المصرية اليوم ثلاثة فصائل من المعارضة السورية «جيش الإسلام، وجيش أبابيل، وأكناف بيت المقدس» وتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار بجنوب العاصمة دمشق برعاية مصرية وبضمانة روسية على أن يبدأ تنفيذ هذا الوقف في الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم بتوقيت القاهرة الموافق الثانى عشر من أكتوبر 2017".

كما تم الاتفاق في الإعلان على الاستمرار في فتح المعابر المتواجدة في جنوب العاصمة دمشق لدخول المساعدات الإنسانية، والتشديد على رفض التهجير القسري لسكان هذه المنطقة، مع التأكيد على فتح المجال أمام أي فصيل آخر من المعارضة الموجودين جنوب العاصمة للانضمام لإعلان وقف إطلاق النار هناك.

الجريدة الرسمية