بعد 20 عاما من هدفه في «الحضري».. جورج ويا يجلس على عرش ليبيريا
قبل ما يزيد عن 20 عاما، وبالتحديد في أبريل عام 1997، كان ملايين المصريين يلتفون حول شاشات التليفزيون لمتابعة مباراة منتخبهم الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1998 في مواجهة منتخب ليبيريا، صاحب المستوى الضعيف في المجموعة التي ضمت إلى جانب مصر وليبيريا (تونس وناميبيا).
كان المنتخب المصري يُمني النفس بفوز ساحق على ليبيريا خاصة بعد هزيمته من تونس، إلا أن الرياح جاءت كعادتها بما لا تشتهي السفن!
ظهر نجم ليبيريا «جورج ويا» في قلب الدفاع وهو ما أربك خطة المنتخب المصري بقيادة المدرب التاريخي محمود الجوهري.
سارت وتيرة المباراة لصالح المنتخب المصري.. جاء الشوط الأول حماسيا، وصل المنتخب المصري أكثر من مرة إلى مرمى ليبيريا، إلا أنه لم يتمكن من التسجيل!
في إحدى هجمات منتخب مصر عادت كرة مرتدة لأقدام لاعبي ليبيريا، في ثوان وصلت إلى مرمى الحضري: «كنا نهاجم مرمى ليبيريا وارتدت الهجمة علينا بشكل سريع حتى أصبح ويا في مواجهتي مباشرة وعلى الجانب الآخر يسانده مهاجم ثان، ماذا أفعل؟ قررت أن أكون مغامرا وأستخدم ذكائي على أمل خداعه.. طمعته في الكرة حتى يمرر لزميله المنفرد ولكنه عاقبني بالتسديد في الزاوية الضيقة، علي الاعتراف.. جورج ويا كان أذكى مني، ولكنه كان أفضل لاعب في العالم".. يقول الحضري عن أسطورة ليبيريا جورج ويا.
قبل تلك المباراة بسنوات، عرف جورج ويا طريقه إلى الشهرة العالمية، وفي ذات الوقت وبخطى ثابتة عرف طريقه ليخلد اسمه في ذاكرة المصريين.. واحدًا ممن أقصوا حلم الوصول للمونديال.
زاد تألق «ويا» وتنقل بين العديد من الأندية الأوروبية وتألق بشكل كبير مع منتخب بلاده وحصل على الكرة الذهبية.
ومع مرور السنوات تمكن «ويا» من تحقيق حلم راوده منذ أن كان طفلا، في أن ينجو ببلاده من ويلات المعارك والاضطرابات السياسية التي كادت أن تودي بحياته هو وعائلته عندما كان صغيرا يحبو أولى خطواته في الحياة.
حمل الطفل جورج أحلاما عظيمة داخله لم يفصح عنها لأحد، حلم بأن يكون رئيسا لبلاده، حلم بأن يعبر ببلاده إلى مراحل الاستقرار وأن ينجو هو ومن معه من الطوفان.
قبل 3 أيام فقط من جلوس ويا على عرش ليبيريا كانت مصر أيضا على موعد مع المجد، حينما نجح المنتخب المصري في الوصول من جديد إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، بعد غياب 28 عاما عن آخر مشاركة في مونديال إيطاليا 1990.