رئيس التحرير
عصام كامل

هل يؤثر سد النهضة على مياه الشرب في بيوت المصريين؟

سد النهضة
سد النهضة

الأنهار الدولية ليست منحة لأحد، وأن يكون هناك دولة منبع لا يعطيها الحق في أن تتصرف كما تشاء، ربما لذلك وضعت الأمم المتحدة قانونا خاصا للأنهار الدولية مشترطة التعاون بين كافة الدولة لإقامة أي مشروعات عليه حتى لا يضر الآخرين، هذا القانون الذي ضربت به سد النهضة عرض الحائط.


«السد» بكل المقاييس كارثة، وخطر يضرب المصريين في أهم مورد لها لكن السؤال إلى أي مدى يصل خطره، وماذا يعرف المصريين عن الخطر المتوقع بالضبط، العلم أفضل الطرق لمواجهة الشائعات لذلك فإن التضخيم أو التقليل من شأن هذا البناء يضر القاهرة في الحالتين.

«مش هنلاقي الميه في الحنفية»، هذا هو التصور لدى شريحة كبيرة من المصريين عن خطر السد، حتى أن بعض المسئولين يروجون لتلك النظرية حين تنقطع المياه في أي منطقة في ربوع مصر، وإن كانت الحقيقة لا تشير إلى ذلك من قريب أو بعيد.

هل يؤثر سد النهضة على مياه الحنفية؟
قبل البدء في الإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة حصة مصر المائية وطرق استخدامها ومصارفها، وتشير إحصاءات وزارة الري المصرية أن الموارد المائية لمصر تتنوع بين حصتها من نهر النيل والبالغة 55،5 مليار متر مكعب، وتمثل 72.6٪ من جملة الموارد المائية المتجددة، بينما تقدر مياه الأمطار والسيول والمياه الجوفية وكذلك مياه الصرف الزراعى والصحى التي تم تدويرها ومياه البحر المالحة بنحو 20.9 مليار متر مكعب.

مصارف تلك المياه
تلك الحصة يتم صرفها في عدة مصارف لكن يستحوذ قطاع الزراعة على نصيب الأسد، فيستهلك وحده ما يمثل 81% من إجمالي الاستخدامات بحصة تصل لـ62 مليار متر مكعب سنويًا، أما قطاع مياه الشرب فيستهلك سنويًا 10 مليار متر مكعب وباقي المياه البالغة 3 مليارات متر مكعب هي مياه مهدرة.

تأثير سد النهضة الحقيقي
بتلك التقسيمة وضع خبراء المياه تصوراتهم لآثار سد النهضة على مصر والتي كان أولها تأثر قطاع الزراعة بما إنه صاحب النصيب الأكبر من المياه، وتشير دراسة أعدها الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، أنه إذا ما قررت إثيوبيا أن تملأ بحيرة السد في ثلاث سنوات فقط فإن ذلك يعني تبوير 4.6 ملايين فدان، أي أكثر من 51،5% من الرقعة الزراعية الحالية.

«السد العالي» أيضًا سيكون متضررا من هذا السد، إذ أن تراجع منسوب بحيرة ناصر نتيجة حجب المياه يعني تعطيل توربينات السد الذي ينير 20% من بيوت القاهرة، أما بالنسبة لمياه الشرب فلن تتأثر نظرًا لحصتها القليلة من الأساس.
الجريدة الرسمية