رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. على مسئولية رئيس جمعية المغتربات بكفر الشيخ.. انتشار تعاطي «الهيروين» بين طلاب الجامعة والمدارس.. «مناديب» لتجار السموم داخل الكليات.. الكافيهات «بؤر التعاطي».

فيتو

شهدت الآونة الأخيرة ظاهرة كارثية تمثلت في انتشار المخدرات بين فتيات وشباب الثانوي والجامعات، حيث أصبحت تُباع تلك المواد المخدرة داخل الكليات من خلال موزعين من الطلبة أنفسهم، بينما انتشر تدخين السجائر بين طلاب المدارس الإعدادية.


وكشفت فريدة عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية المغتربات، والتي كان لها باع طويل مع العديد من الفتيات بمحافظة كفرالشيخ، واللائي أدمن «الهيروين»، لمناقشة أسباب انتشار تلك الظاهرة، والأسباب التي دفعت الفتاة أو الشاب لتعاطى المخدرات، وما هو الدور الأمني لمواجهتها.

إدمان البنات

قالت " فريدة عبد العزيز" رئيس مجلس إدارة جمعية المغتربات، عضو المجلس القومي للمرأة بكفرالشيخ، إن ظاهرة إدمان البنات انتشرت بشكل ملحوظ في كفرالشيخ، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها؛ انتشار الكافيهات بشكل فج بالمحافظة وخاصة المتواجدة على الطريق الدولي دون رقابة.

وذكرت: «تلك الكافيهات تقدم المخدرات كما تقدم الأكل والشرب، وعلى مسئوليتى الشخصية تلك الكافيهات تقدم الهيروين، ويوجد بنات يتعاطين الهيروين أخبرننى بذلك، وأغلب حالات البنات المدمنة التي تتحدث معى فوجئت بهن يتحدثن عن إدمان المخدرات وكأنه شيء عادى وطبيعى ولا يتقبلن النصيحة أبدًا، والكارثة أننى فوجئت أن البنت بتشم الهيروين مرة واحدة يعنى مش ترامادول وحشيش ثم هيروين في البداية، لا هي بدأت بالهيروين مباشرة».

كافيهات الطرق

وتابعت، عبد العزيز، حديثها: «ممكن يكون أحد أفراد الأسرة مدمن للهيروين ولا أحد يعرف من الأسرة الإ بعد مرور وقت طويل، عندما تبدأ الأعراض في الظهور وهى المرحلة النهائية للإدمان، واكتشفت أن ابنة صديقتى مدمنة للهيروين ووالدتها لا تعلم شيئًا، وسعر تذكرة الهيروين من 150 إلى 200 جنيه، وسمعت قصصا من بنات بجامعة كفرالشيخ، أنها تضطر للسرقة من أجل الحصول على المال وشراء المخدرات، أو تفعل أي شيء غير مشروع لتحصل على الهيروين وأعرف بنات تزوجت عرفيا من أجل الحصول على تذكرة هيروين».

طلاب المدارس

وأردفت، عضو المجلس القومى للمرأة، قائلة: «طبيعة شغلى تحتم عليا دخول المدارس، ورأيت بعينى طلاب المرحلة الابتدائية يدخلون الحمام ليدخنوا السجائر دون وجود أي رقابة من المدرسة، يلى ذلك طلاب وطالبات الثانوي والجامعات، فلقد اجتمعت مؤخرًا مع العشرات من المدمنين من تلك الفئة العمرية بداخل جامعة ومدارس كفرالشيخ، أما مدارس التعليم الفني فهي الكارثة الكبرى، كلما مررت من أمام أي مدرسة فنى نجد الطلاب أمام المدارس، جميع المدارس الفنية في الشوارع دون استثناء، أين وكيل وزارة التربية والتعليم ومديرو الإدارات؟ لماذا انقطعت الصلة بين المدرسة والأسرة؟ هؤلاء المسئولون عن التعليم هم أنفسهم شركاء فيما وصل إليها هؤلاء الشباب».

الزواج العرفي 

وتضيف «عبد العزيز» لـ«فيتو»: «تحدثت مع بنات تزوجن عرفى لكى يحصلن على المخدرات للأسف، خاصة داخل الكليات، كما أنه يوجد الكثير من الأمهات التي أصبحت تشتكى بضياع مصوغات ذهبية من المنزل لتكتشف بعد ذلك أن ابنتها مدمنة، وكانت تسرقها لتحصل على المخدرات، وفتاة أخرى تكذب وتحصل على أموال بحجة دروس وسكاشن وشراء كتب وهكذا، ويوجد بعض البنات ارتكبن فظائع وهن غير مدركات من أجل الحصول على " شمة هيروين " كما سردن لى، فالقصص مأساوية ونحن حقيقى في كارثة كبرى».

العلاج

وناشدت عبد العزيز، صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن يراقب ويتابع مستشفيات معالجة الإدمان، قائله: «فوجئت أن عدد من الحالات التي ذهبن للعلاج تركوا المستشفى بعد أيام من دخولها، وعندما سألنا المستشفى أجابت أن البنات أرادت ترك المستشفى بإرادتها، وهذا خطأ كبير، فمن شروط المستشفى أن يدخل مريض الإدمان للعلاج بإرادته، ولكن لايمكن أن نطبق هذا الشرط على الخروج لأن سحب مادة الهيروين أو المخدر عمومًا من الجسم تصحبه آلام شديدة، وهو ما لن تتحمله البنت أو الشاب فيتركوا المستشفى فورًا، فكيف تتركهم المستشفى يخرجون لما كانوا فيه، وإذا كان لا مفر لابد أن يوضع شرط أن يكون الخروج من المستشفى بموافقة الأهالي وليس بموافقة المدمن أو المدمنة، لأن المادة المخدرة تظل 6 شهور إلى عامين حتى تنسحب من الجسم تمامًا، وللأسف بعض الحالات بعد أن تركت المخدرات لشهور انتكست مرة أخرى وعادوا للإدمان أسوأ من الأول».

موزعو السموم

أوضحت، عبد العزيز، خلال حديثها لـ«فيتو»، أنها من خلال الحكايات التي سمعتها من البنات، اكتشفت أنهن يحصلن على تذاكر الهيروين من زملاء لهن بالجامعة، وأن تجار المخدرات لديهم موزعون من الطلبة داخل الجامعات، وسط غياب أمني تام، مضيفة: «أغلب مدمنى المخدرات من الطبقة الغنية القادرين على دفع الكثير من الأموال، ولقد تم تكوين جروبات سرية مع فتيات مدمنة لمحاولة الاستماع لمشاكلهم والعلاج، وتبين أن كثيرا من الأسباب وراء اتجاه الفتيات للإدمان أساسها الأسرة».

التفكك الأسرى

وتابعت، رئيس جمعية المغتربات: «للأسف أغلب المشكلات التي تطيح بالبنت للهاوية ترجع لكثرة المشكلات بين الأب والأم، وغياب المتابعة من الوالدين، فمثلًا الأم تقول "أنا واثقة في بنتى وعارفة بتعمل إيه"؟ لا حضرتك كأم لا تعلمى شيئا عما تفعله ابنتك فكل منكما في عالم بعيد عن الآخر، وبالتالى فالفتاة لا تجد أمامها سوى صديقاتها التي تسير وراءهن دون وعى أو تفكير، وأغلب البنات التي اتجهن لتناول المخدرات عرفن هذا الطريق من خلال زملائهن من النوعين».

الحملات الأمنية والتوعية

واختتمت، رئيس جمعية المغتربات بقولها: «سيتم معالجة الفتيات مجانًا في مستشفيات تابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، ولكننا نناشد الأمن بعمل حملات أمنية مكثفة على الكافيهات خاصة المتواجدة على الطريق الدولى، وكشف العناصر السيئة بالجامعات الموزعة للهيروين وغيره، وللعلم يمكن للأمن أن يقوم بذلك بكل سهولة، وأيضًا أن يتبنى الإعلام هذه الكارثة بشكل جاد ومستمر وتوعية الأسر وتواصل المدارس مع الأهالي والرقابة المشددة من القيادات التعليمية على الطلاب ومتابعة سلوكهم كما كان يحدث في السابق، فهذا الأمر قضية قومية فماذا بعد تدمير شباب وفتيات المستقبل، أرجوكم أغيثوا بناتنا وشبابنا إذا ضاع هؤلاء لن يتبقي شيء لنا».

مستشفيات المحافظة

وفى سياق متصل، فقد أكد محمد علام، باحث ومدرب بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لمجلس الوزراء، أنه يوجد مستشفيات كثيرة لعلاج الإدمان بمحافظات الإسكندرية والقاهرة والمنوفية والغربية، والمنيا، والمشكلة الحقيقية تكمن في رغبة المدمن أو المدمنة في التعافى والعلاج بشكل كامل، ومن أهم شروط العلاج بتلك المستشفيات هو أن يذهب المريض المدمن بكامل رغبته للعلاج وان يستمر في العلاج برغبته الكاملة لأن الإدمان أساسه علاج نفسى وهو ما يجعل شرط العلاج نابع من إرادة حقيقية للمريض، بخلاف ذلك فالعلاج مجاني، كل ما يفعله الشخص هو الاتصال على الخط الساخن 16023.

كما أن علاج الإدمان نوعان؛ أما أن يكون "ترددى" وهو أن يذهب المريض للمستشفى ويعود لبيته ثم يذهب للعلاج وهكذا، أو " دائم " وهو أن يبقى المريض داخل المستشفى حتى يتعافى، ولكن للأسف عدد المدمنين أصبح كثيرا جدا وقوائم الانتظار طويلة وعدد الأسرة باتت غير متكافئة مع أعداد المدمنين.

وتابع: وبالتالى فإن المجتمع وتحديدًا أسرة المدمن لا بد أن يكون لها دور كبير في عملية علاج المدمن حتى لا ينتكس مرة أخرى وللعلم "الانتكاسة" تعيد المدمن لمرحلة أسوأ مما كان عليها، ولذلك دائمًا نقول أن الوقاية خير من العلاج ولدينا ندوات توعية داخل جامعة كفرالشيخ نهاية الشهر الجارى.

رد التعليم

من جانبه، نفى، صلاح عثمان، وكيل وزارة التربية والتعليم، وجود حالات إدمان داخل المدارس أو تدخين سجائر، قائلا إنه إذا وجد طلاب يتعاطون مخدرات أو يدخنون سجائر خارج اليوم الدراسى فالمدرسة ليس لها شأن بذلك، متابع: "ولكن مهمتنا تنحصر في توفير المعلمين وانتظام اليوم المدرسى".
الجريدة الرسمية