رئيس التحرير
عصام كامل

بعد لقائه بقادة «النصرة».. رحلة «حمزة بن لادن» من إيران إلى سوريا

فيتو

تقارير إعلامية مدعومة بمصادر استخباراتية أشارت إلى حضور حمزة بن لادن نجل مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، لسوريا للاجتماع بقيادات جبهة النصرة وزعيمها أبو محمد الجولاني، وسط غياب أي معلومات عن كيفية وصول بن لادن الابن من المعقل المحصن "تورا بورا" في جبال أفغانستان إلى سوريا دون أن يلاحظ أي جهاز استخباراتي ذلك من أجل أهداف جديدة في سوريا.


"فيتو" ترصد سيناريو حضور "بن لادن الابن" من "تورا بورا" إلى "عقيربات" بإدلب عاصمة جبهة النصرة في سوريا.

البداية
الأربعاء الماضي 4 أكتوبر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مقتل 12 قياديا ميدانيا من جبهة النصرة وإصابة زعيم التنظيم محمد أبو بكر الجولاني في سوريا نتيجة ضربة جوية للطيران الروسي، وجاء الإعلان الروسي تزامنا مع اتهامات موسكو للولايات المتحدة بدعم الجماعات الإرهابية، بل وذهب إلى نقل الطائرات الأمريكية لقادة تنظيم "داعش" من سوريا إلى أماكن مجهولة، وهو ما يشير إلى لعبة سوريا بين واشنطن وموسكو في سوريا.

ظريف وتميم
ليس مصادفة أن يستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الدوحة، مع إعلان موسكو توجيه ضربة إلى معقل جبهة النصرة، وكأن الجميع يرتب إلى إعادة تنظيم الإرهابيين في سوريا، حيث قطر متهمة بتمويل ودعم جبهة النصرة وعلاقة الجزيرة بـ"الجولاني" الجميع يعرفها، كما أن إيران استضافت وأعدت حمزة بن لادن في معسكراتها لتهيئة لقيادة القاعدة ومن هنا يظهر خيط بين حضور "بن لادن الابن" إلى سوريا بعد تصريحات أطلقها زعيم القاعدة المقبل يدعو فيها للجهاد ضد "العدو الصليبي والروافض" في سوريا.

بن لادن الابن
دعا "بن لادن الابن" في 15 سبتمبر الماضي، المسلمين في عموم أقطارهم للانضمام إلى الجهاد في سوريا في مواجهة من وصفهم بـ "العدو الصليبي" و"الروافض"، وقال حمزة بن لادن الملقب بـ"أبي معاذ": "لكي يستطيع أهل الشام صدّ هذا العدوان الصليبي الرافضي العالمي لا بد من تكاتف المسلمين".

ظهور "أبي معاذ" في سوريا مع تراجع سطوة جبهة النصرة ووجود انشقاقات في صفوف رفقاء "الجولاني" فتح العديد من التساؤلات من وراء وجود "بن لادن الابن" في سوريا في هذا التوقيت وكيف وصل إلى معقل القاعدة دون ملاحظة من أشرس وأقوي المخابرات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الروسية والأمريكية والإيرانية، أم حدث ذلك بتواطؤ من قبل إحدى هذه الأجهزة خدمة لهدف ما يتم تحضيره في سوريا، وهو ما تكشف صفقة سابق بين "النصرة" وحزب الله في لبنان وأخرى في سوريا.

هذه الدعوة لحقت بها تسجيل صوتي لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، الخميس الماضي 28 سبتمبر الماضي، يحث فيه أتباعه على "الصبر والثبات" في وجه أعدائهم في سوريا والعراق، في إشارة إلى العمليات العسكرية ضد التنظيم التي ينفذها التحالف الدولي ضد داعش.

بن لادن في إيران
نرجع قليلا للوراء فقد نشأ "بن لادن الابن" وتربى في إيران، حيث انتقل حمزة ووالدته وبعض أفراد أسرة بن لادن إلى إيران في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، وذلك بعد تفاوض بين "القاعدة" وطهران التي احتوت رموز "القاعدة" وأسرهم سنوات عديدة، كان من ضمنهم حمزة بن لادن، وفي إيران قضى عشر سنوات قبل العودة إلى أفغانستان، حيث تكونت رؤية وفكر ومنهج حمزة عبر فريق خاص كان مكلفًا بمتابعته قبل وبعد ذلك مع مجموعة خاصة ضمن طالبان إلى جانب الرعاية الإيرانية الخاصة.

وظهر "بن لادن الابن" في مقطع فيديو عام 2008 أثناء إقامته في إيران داعيًا إلى تدمير بريطانيا وحلفائها وكذلك الهجوم على الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك.

إيران وراء أبي معاذ
متخصصون ومراقبون للحركات الإسلامية وتنظيم القاعدة يرون أن أسامة بن لادن قد يكون نقل من "تورا بورا" إلى إدلب السوري، عبر جهاز مخابرات وهذه لا تتوفر إلا في أربعة أو خمس دول هي إيران والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتركيا وقطر.

ولفت المراقبون إلى أن إيران هي المستفيد الأول من حضور "بن لادن الابن" إلى سوريا لإعادة ترتيب جبهة النصرة، وأن هذا القرار بنقل حمزة بن لادن جاء بموافقة قطرية، باعتبار الدوحة الراعية الرسمية لرفقاء الجولاني.

تقرير رسمي
ودلل المراقبون على ذلك بتقرير للجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية "سابراك" أصدرته في يوليو 2016، ويقول إن مراقبين لنشاط تنظيم القاعدة، رأوا بأن التسجيل الأخير لحمزة بن لادن عبارة عن "إشارات لاستمرار الرعاية الإيرانية لنجل بن لادن بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث استضافت طهران حمزة بن لادن ووفرت له الحماية وفقًا لعدد من وكالات الاستخبارات العالمية".

وفي تحليل لـ"سابراك" للعلاقة التي تؤكد رعاية إيران للقاعدة، إلى 113 رسالة كتبت بخط يد أسامة بن لادن، ورفعت المخابرات الأمريكية السرية عنها في 16 مارس الماضي أي قبل نشر التسجيل الصوتي، وتتضمن "توجيهات في كيفية تعامل تنظيم القاعدة مع إيران، حيث ذكر بن لادن فيها بأن إيران المسار الرئيس لرجالهم ومعلوماتهم ورهائنهم وأوصى كذلك بعدم تشكيل جبهة ضدها مما يؤكد قوة الروابط بين تنظيم القاعدة والجمهورية الإيرانية".

أخيرا يبقى حضور "بن لادن الابن" في سوريا، لافتا في ظل تغيرات ميدانية تحدث ومقاربة الصراع على لفظ "داعش" أنفاسه الأخيرة لتبقى القاعدة العنوان الأخير للحرب في سوريا بين أطراف الحرب السورية.
الجريدة الرسمية