رئيس التحرير
عصام كامل

دليلك الكامل لـ«العاصمة الإدارية الجديدة».. ملف خاص

فيتو

أعد الملف: محمود يونس - محمد شحاته- أحمد عبدالمحسن - أحمد ممدوح - محمد صابر- دينا عز الدين- إسلام المصري- عبدالرحمن محمود



الحلم أصبح حقيقة، بسواعد وإصرار المصريين، بعد افتتاح فندق «الماسة كابيتال» باكورة مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، بالتزامن مع احتفالات ذكرى الـ44 لانتصارات أكتوبر، ويعد الفندق أحد أكبر وأفخم الفنادق على مستوى العالم، وأحيا حفل الافتتاح نخبة من أبرز النجوم العرب والمصريين، على رأسهم الفنان تامر حسنى، ونانسى عجرم، وحسين الجسمي.

العاصمة الإدارية الجديدة إنجاز جديد يضاف لتاريخ المصريين وشاهد على قوة إرادتهم وتحدى كل الصعاب، وخلال أقل من عامين تظهر ثمار المشروع بافتتاح أحد أفخم الفنادق العالمية، وطرح باكورة شقق وفيلات الحي السكني بالعاصمة الإدارية خلال الأيام القليلة القادمة.



إطلاق شرارة المشروع
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، خلال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ خلال مارس 2015، ليكون انطلاقة اقتصادية قوية لمصر المستقبل، وتبلغ مساحة العاصمة الجديدة 180 ألف فدان، والمرحلة الأولى منها على مساحة 40 ألف فدان، والأسبقية الأولى بمساحة 10 آلاف فدان، وهى مساحة أكبر من مدينة "مدينتى"، وتعادل تقريبًا كلا من مساحة الشروق والشيخ زايد.

وتقع العاصمة في موقع عبقري، في منطقة وسط بين محافظة القاهرة، ومنطقة قناة السويس، وعلى محاور طرق جيدة ومهمة جدًا مثل طريق القاهرة السويس الصحراوى، وطريق القاهرة العين السخنة الصحراوى، والطريق الدائرى الإقليمى، والطريق الدائرى الأوسطى، وغيرها.



مخططات عالمية للمدينة الجديدة
مخطط العاصمة استوحيت فكرته من القاهرة القديمة التي يخترقها نهر النيل، ولذا تم التخطيط لإنشاء نهر أخضر بالعاصمة الإدارية، وعلى جانبيه تقع الأحياء السكنية، ومساحة الحى السكنى الذي يتم تنفيذه حاليًا، تبلغ ألف فدان، ويشتمل على 25 ألف وحدة إسكان (عمارات – فيلات – تاون هاوس)، بها كل الخدمات، والتنفيذ تم بواسطة شركات مقاولات مصرية كبرى، وتشطيب الوحدات على أعلى مستوى، وتخطط وزارة الإسكان فتح باكورة حجز تلك الوحدات خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وتضم العاصمة الجديدة منطقتى تجمع محمد بن زايد الشمالي ومركز المؤتمرات، ومدينة المعارض، والحى الحكومى والحى السكنى و3 مدن طبية ورياضية وذكية، ومقر لمجلس النواب، ومقرات للسفارات الأجنبية في مصر، ومقرات للجامعات والمدارس، وأرض للمعارض، وحديقة مركزية كبيرة تعتبر من أكبر الحدائق في الشرق الأوسط، ومطار مدنى يحمل اسم "مطار العاصمة" وهو ما تم الانتهاء منه بالفعل.

كما تضم العاصمة الإدارية أكبر مجمع حضاري في الشرق الأوسط، يتم إنشاؤه بمبادرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويشمل أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة، إضافة إلى مركز ثقافي يضم أقدم المخطوطات، وكتب التراث ليكون ملتقى الحضارات في مصر.
  


تنفيذ خطوط الغاز ومحطات الوقود
ولتغذية المدينة بمصادر الطاقة، انتهت وزارة البترول من تنفيذ خطوط الغاز للعاصمة الإدارية لتشغيل محطة الكهرباء التي تم إنشاؤها بالمدينة والبالغ قدرتها الإجمالية نحو ٤٨٠٠ ميجاوات وبلغ تكلفة تنفيذ الخط نحو مليار جنيه ومن خلاله يتم ضخ ٢٠٠ مليون قدم مكعب غاز.

وتخطط شركات التعاون ومصر البترول وموبيل وتوتال إنشاء العديد من محطات البنزين لخدمة العاصمة الجديدة، وقالت مصادر بالهيئة العامة للبترول، أنه سيتم إنشاء ٧ محطات بنزين بالتعاون مع شركة المقاولون العرب وسيتم الانتهاء من هذه المحطات تباعا حتى مطلع العام المقبل.

وتتراوح مساحة المحطة من ٥٠٠ إلى ألف متر بتكلفة تصل لـ٣ ملايين جنيه مزودة بطلمبات حديثة إلى جانب استيعابها سعات تخزينية للوقود بشكل مضاعف، علاوة على الانتهاء من تنفيذ مستودع بدر بالقاهرة الجديدة خلال العام المقبل لتسهيل حركة نقل المنتجات البترولية إلى العاصمة الإدارية.

ونفذت البترول محطتي ضغط وشبكات غاز أرضية لتوصيل الغاز إلى كافة العقارات بالعاصمة الإدارية بتكلفة إجمالية بلغت مليارا ونصف المليار جنيه.

 

شبكات طرق العاصمة الإدارية
ولتيسير حركة النقل والمواصلات للعاصمة الإدارية، نفذت وزارة النقل خطة لصيانة وتطوير «القاهرة - السويس»، والذي يعد الشريان الرئيسي للعاصمة، وشملت ازدواج الطريق، ورفع كفاءته، وصار من أفضل الطرق المصرية، وأكد الدكتور هشام عرفات وزير النقل، على أن عملية التطوير التي شهدها طريق القاهرة السويس هي الأكبر في تاريخ الطريق وشملت تطوير ٧٠ كيلو مترا منه وإنشاء ثلاث حارات في كل اتجاه بالإضافة لإنشاء مراكز الخدمة.

قطار مكهرب لخدمة السكان
كما وقعت وزارة النقل ممثلة في الهيئة القومية للأنفاق عقد تنفيذ القطار المكهرب مع شركة (أفيك – كريك) الصينية، ويهدف المشروع الذي يتكون من 11 محطة إلى خدمة أهداف التنمية في عدة مناطق سكنية وصناعية، وذلك من خلال الربط بين مدن السلام، والعبور، والمستقبل، والشروق، وبدر، والروبيكى، والعاشر من رمضان، على أن يصل في مرحلة تالية إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

وأشارت الدراسات التقديرية إلى أن المشروع من المنتظر أن يساهم في نقل نحو 350 ألف راكب يومًيا، إلى جانب توفير نحو 2.3 مليار جنيه سنويًا كقيمة للوفر في الوقت والطاقة واستهلاك الوقود، وتشغيل وسائل النقل العام ووسائل النقل الأخرى وإنشاء وصيانة الطرق.
 


خطط نقل الوزارات
وتخطط الحكومة للانتقال للعاصمة الإدارية، من خلال نقل 18 وزارة من وسط القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة خلال عامين، وفي مقدمتها وزارات الإنتاج الحربي، العدل، والأوقاف، الإسكان، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، التموين والصحة، إلى جانب نقل رئاسة الجمهورية ومبنى مجلس الوزراء، ومبنى للبرلمان.

ووضعت وزارة التخطيط إستراتيجية منظمة لنقل الوزارات والدواوين الحكومية للعاصمة الإدارية الجديدة وفقا لتكليفات مجلس الوزراء، وذلك بالتنسيق مع الوزارات والهيئات الحكومية المقرر نقلها، ويتم الآن تهيئة المناخ المناسب لنقل تلك الوزارات والهيئات بشكل لا يحدث ارتباكا في سير العمل بها، وفي الوقت ذاته يضمن تلبية احتياجات الموظفين باعتبارهم جزءا أصيلا ومهما في المنظومة الإدارية.

وقالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، إن هذه الخطوة تأتي في إطار السعي لتطوير الجهاز الإداري للدولة، وفقًا للأنظمة الإدارية الحديثة والمميكنة، ومواجهة أزمة الزحام والتكدس المروري في القاهرة.

وتوقعت مصادر أن يتم النقل الفعلي للوزارات منتصف العام المقبل، بعد الانتهاء من إنشاءات المقرات الجديدة، وبعد الانتهاء من الحي السكني الخاص بالعاملين وموظفي الوزارات المقرر نقلها في الحي الحكومي، وشكلت الوزارة لجنة للإشراف على شئون العاملين، المقرر نقلهم إلى العاصمة الجديدة؛ لتسهيل عملية النقل وتوفير جميع الخدمات اللازمة لهم بالمقرات الجديدة.

وتابعت: الوزارة تحصر جميع أصول الوزارات والهيئات الحكومية الحالية التي سيتم هجرها بعد عملية النقل لاستغلالها بالشكل الأمثل، والتي تعتبرها الدولة ثروة عقارية قومية يمكن استغلالها، ولم تستبعد المصادر استغلال بعض هذه الأصول في أنشطة سياحية أو ثقافية وتجارية واستثمارية كل حسب موقعه وإمكانياته، مؤكدا سعي عدة بنوك عربية وأجنبية لاستئجار بعض المقار الحكومية التي سيتم إخلاؤها.
  


دوائر شرطية جديدة للتأمين
ولتأمين العاصمة الجديدة، وضعت وزارة الداخلية التدابير اللازمة لذلك، وأفاد مصدر أمني بإن الإدارة العامة للمرور بالتنسيق مع مديريات الأمن ( القاهرة - السويس - الإسماعيلية) اتخذت كافة الإجراءات المطلوبة في هذا الشأن.

وأشار المصدر، إلى أن الحوادث التي تقع بالطرق المؤدية إلى العاصمة الإدارية من بينها طريق " القاهرة - السويس" يتم تكثيف الخدمات الأمنية والدفع بأقوال أمنية عليها، فضلا عن شن إدارة المرور حملات رادارات لبيان التزام السائقين بالسرعات المقررة، وحملات للكشف عن تعاطى السائقين مواد مخدرة.

وأوضح المصدر بأن مشروع العاصمة الإدارية سيكون نقلة نوعية في تخفيف الازدحام عن القاهرة التي تعج بالمصالح الحكومية، حيث يتردد على القاهرة من نطاق الأقاليم والقاطنين بها قرابة 20 مليون شخص يوميا و5 ملايين مركبة، مما يتسبب في الضغط والتكدسات الدائمة في الشوارع، مشيرًا إلى إن نقل الوزارات والمصالح الحكومية إلى العاصمة الإدارية سيكون الحل السحرى لكافة الأزمات والازدحامات بالطرق.

وأضاف المصدر أن هناك مقترحا بإنشاء إدارة مختصة تتولى تأمين العاصمة الإدارية، ويتم تقسيمها إلى دوائر شرطية، ويتم تدعيمها بعدد من المركبات والضباط والأفراد من مختلف قطاعات الوزارة تنسيقا مع الجهات المختصة بالدولة.


عواصم العالم الجديدة «قطار التنمية»
والتجربة المصرية في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة سبقتها إليها عدد من دول العالم للانطلاق إلى المستقبل، ولعل من أقدمها وأبرزها كازخستان والبرازيل ونيجيريا والمغرب وماليزيا.

"أستانة" معجزة كازخستان
المدينة تعد نموذجا مثاليا للربط بين الحضارة الأوروبية والآسيوية وحاضنة لاستثمارات كبرى في الدولة الإسلامية الأكبر مساحة في العالم وأحد أخصب الأراضي بمصادر الطاقة، وحصلت أستانة عام 1999 على لقب مدينة العالم من اليونسكو كما اعتبرت عام 2003 من خلال عدد من وكالات التصنيف العالمية العلامة المميزة لدولة كازخستان، ولتكلل نجاحاتها باستصافة أكبر حدث رياضى في آسيا "دورة الألعاب الآسيوية 2011" وهى الدورة التي وصفها الكثيرون بأنها لن تتكرر كثيرًا لنجاحها المبهر.

بوتراجايا حلم ماليزيا
رغم التطور الهائل للدولة الماليزية بعد النهضة التي قادها الرئيس الملهم مهاتير محمد في أواخر القرن العشرين، أصبحت كوالالمبور إحدى المراكز الاقتصادية والسياسية المهمة في العالم بعد أن نجحت ماليزيا في حجز مكانها بين النمور الآسيوية، ولإبعاد العاصمة كوالالمبور عن أي حوادث سياسية قررت الحكومة الماليزية إنشاء عاصمة "إدارية" منفصلة لتفريغ كوالالمبور لمهامها الاقتصادية والسياحية حيث نقلت كافة الوزارات والهيئات إلى بوتراجايا ماعدا وزارة السياحة التي مكثت في العاصمة القديمة مركز السياحة الآسيوية المعروفة للجميع.

انتهى البناء في العاصمة الجديدة بوتراجايا عام 2010، وتقع على مساحة 46 كيلومترا مربعا وتبعد 20 كيلو مترا جنوب كوالالمبور وسيتم توصيلها عن طريق قطار أحادي السكة متطور بالعاصمة الجديدة وباقي أرجاء ماليزيا، وتمكنت العاصمة الجديدة من احتلال مكانة هامة في العالم بعد أن جعلتها الحكومة الماليزية مقرًا رئيسيًا للقاءاتها مع الوفود الدبلوماسية العالمية كما استضافت فعاليات هامة كالقمة الإسلامية في 2003.



مواطنون للحكومة: اهتموا بالرياضة في العاصمة الجديدة
وعلى مستوى المواطنين بالشارع، رصدت «فيتو» ردودهم عن «تتمنى تعيش في العاصمة الإدارية الجديدة وإيه المطلوب فيها؟»، وجاءت الردود كالآتى:

قال علي، إنه يتمنى أن يتوفر بها أماكن رياضية مميزة، لأنها قليلة جدا بمدن مصر، مشيرا إلى أن مصر تمتلك الكثير من المواهب المميزة.

وتمنت مي أن يتوافر بها طعام مجاني للمواطنين وتتسم بـ«الرقي»، مضيفة أن رقي تصميمها يجعلها تجذب السياح لزيارتها.

وأضاف أحمد أن مظهر العاصمة الخارجي «جميل»، ولكن يجب تسهيل كافة الإجراءات الحكومية بها، وتوفير كافة مقومات الحياة الأساسية.
الجريدة الرسمية