رئيس التحرير
عصام كامل

مزاعم إسرائيل عن حرب أكتوبر في الذكرى الـ44.. «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يشعر الإسرائيليون في ذكرى السادس من أكتوبر بحالة من المرارة والألم، بالتزامن مع مشاهدتهم للشعب المصري يحتفل ويرقص، ويحاول الإسرائيليون كل عام إخفاء شعورهم بالمرارة بالادعاء أنهم حققوا مكاسب في حرب أكتوبر 1973م ووصلوا إلى مشارف القاهرة ودمشق.


انتصار ساحق
وزعم الكاتب الإسرائيلي، يسرائيل هارئيل، أنه بعد مرور 44 عامًا على حرب أكتوبر 1973 لا يزال محفورا في الأذهان أن الحرب انتهت بانتصار ساحق للمصريين.

وأشار الكاتب في مقال نشر في صحيفة "هاآرتس" العبرية، إلى أن الوعي الإسرائيلي يركز على ذلك رغم وصول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أبواب دمشق والقاهرة- بحسب زعمه-.

وادعى: "على مر السنين، التقيت بأكاديميين مصريين وضباط وإعلاميين وعسكريين لم يقاتلوا في هذه الحرب بسبب صغر سنهم. معظمهم مقتنعون بأن جيشهم فاز، وحاولت أقنعهم بما حققه الجيش الإسرائيلي لكنهم رفضوا"، في محاولة منه إلى تزييف الحقائق والتاريخ، والتقليل من خسارة تل أبيب في حرب أكتوبر.

ولفت إلى أن يوم السادس من أكتوبر من كل عام يعد عطلة رسمية في مصر، نظرا لأنه يرمز إلى "النصر المصري المجيد".

الكلام ذاته ردده الكاتب الإسرائيلي، مناحم رهط، وقال إن يوم عيد الغفران -حرب السادس من أكتوبر- هي العطلة الوحيدة بالإجماع، موضحا أنه يذكرهم طوال الـ45 عاما الماضية بالهجوم المفاجئ لمصر وسوريا على بلاده.

الوصول لمداخل القاهرة
وزعم الكاتب الإسرائيلي، في مقال نشر، في موقع "نيوز1" العبري، أن حرب أكتوبر انتهت بانتصار مجيد عندما اقتربت قوات الاحتلال من مداخل القاهرة ودمشق.

وأشار إلى أن يوم الغفران له وضع خاص بين جميع الأعياد اليهودية، موضحا أنه الوحيد في الأعياد اليهودية التي يحترمها الجمهور بأسره، دون أي إكراه وبشكل طوعي.

وتابع: في إسرائيل من المستحيل أن يتم إفساد حرمة اليوم، مشيرًا إلى أن الأجانب الذين يعيشون في إسرائيل ينظرون في دهشة إلى الهدوء المطلق الذي يشمل أيضا وسائل الإعلام وجميع فروع الاقتصاد والصناعة والتجارة والترفيه.

جاسوس مصري
كما زعم تقرير عبري قبل أيام، أن الاحتلال الإسرائيلي حصل على معلومة من جاسوس مصري لم تكشف هويته حول حرب 1973.

وأوضح التقرير الذي نشر في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن هذه المعلومة أنقذت إسرائيل في حرب أكتوبر، مشيرة إلى أن الجاسوس المصري الذي أبلغ إسرائيل بالمعلومة لم يكن أشرف مروان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في 12 أكتوبر عام 1973 في ذروة الحرب اجتمع مجلس الوزراء الأمني "الكابينت" مع كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي ورئيس الموساد زفي زامير لمناقشة مسألة عبور قناة السويس.

ولفتت إلى أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير ووزير الجيش، موشيه دايان، ووزراء آخرون وكبار قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمن فيهم رئيس الأركان ديفيد إلازار، وجدوا صعوبة في اتخاذ قرار العبور.

خلاف الموساد والجيش
ورغم تلك الادعاءات أظهرت التقارير أسباب فشل إسرائيل في الحرب والتي منها الخلاف بين الجيش والموساد. وأوضح تقرير إسرائيلي أنه لم يكن وليد حرب أكتوبر 1973م.

وبحسب تقرير صحيفة "هاآرتس" العبرية، وفقًا لوثائق سرية فإن رؤساء المخابرات العسكرية اتهموا الموساد، برئاسة إسر هاريل، بالعجز وزرع خوف لا داعي له.

وأضافت الوثائق أن الصراعات بين الموساد والمخابرات العسكرية "أمان" لم تكن سرًا ولكنها تفاقمت خلال حرب 1973م، التي أثبتت مدى عمق الخلاف بين رؤساء الاستخبارات العسكرية والموساد.

ولفتت إلى أن مصطلح "الموساد" كان يستهدف التنسيق بين الأوساط الاستخباراتية التي تعمل بموجبها هيئة الاستخبارات، وبعد استقالة مؤسس المؤسسة، روفن شيلوه، ترأس هاريل الهيئيتين وكان مسئولا أيضا عن الشاباك أيضًا.

تأخر حشد القوات
ومن جهة أخرى، تحدثت تقارير أن أبرز أسباب الهزيمة الإسرائيلية هو تأخر القيادات العسكرية لجيش الاحتلال في حشد قوات الاحتياط وفي النهاية فرض السلام على إسرائيل بعد خسارتها في الحرب.

فيما تحدث بعض المشاركين في الحرب أن أحداث المزرعة الصينية كانت الأصعب على الإسرائيليين خلال الحرب.

ودليل الفشل الصهيوني ظهر خلال تقرير أكد أن السادات رفض مبادرات سياسية لرئيس وزراء الاحتلال خلال حرب أكتوبر، جولدا مائير.

وأضاف التقرير أن جولدا مرتبطة في الذاكرة التاريخية بأنها غير محبة للسلام وكان بإمكانها منع حرب أكتوبر ولكن بالتدقيق سيتضح أنها تعرضت لعدم الإنصاف.

وادعى التقرير الذي نشر في صحيفة "معاريف" العبرية، أن جولدا سعت للوصول إلى تسوية سياسية مع الرئيس الراحل أنور السادات.

وأضاف التقرير العبري أنه بعد مرور 44 عامًا على حرب 1973 تعد جولدا أكثر الشخصيات التي كيل لها الاتهامات بسبب اندلاع الحرب، ولكن الواقع أنها أرادت الحل السياسي ورفضت الحرب أكثر من المصريين ومن السادات بالذات.

وأشارت إلى أنه ليس السادات فقط الذي أجرى نشاطات سياسية، جولدا أيضًا فعلت ذلك وقدمت مقترحاتها الخاصة، فقط من أجل نوايا السلام، وفي موقع جولدا التذكاري، نشر موردخاي جازيت، الذي كان المدير العام للحكومة وقتها، 17 اقتراحا للسلام في شكل رسائل شفهية - فضلا عن مقترحات مكتوبة، لكن السادات رفض التطرق إليهم ليكون له ذريعة بعد ذلك لشن الحرب على إسرائيل.

يشار إلى أن التقارير العبرية التي نشرت حول السلام المزعوم الذي تبنته جولد مائير، كان يهدف لبقاء الأوضاع على ما هي عليه في سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي رفضه الرئيس الراحل أنور السادات، وخطط لحرب أكتوبر بدهاء أشادت به العقول العسكرية على مستوى العالم حتى طهر سيناء من الدنس الإسرائيلي.
الجريدة الرسمية