رئيس التحرير
عصام كامل

أسعار الكتب الجامعية نار.. الكتاب يصل إلى 150 جنيها..«بين السرايات» تستغل الأزمة للترويج للملازم.. الحرمان من أعمال السنة يجبر الطلاب على الشراء

جامعة القاهرة
جامعة القاهرة

"مضطرين نشتري عشان ننجح"، هكذا وصف طلاب كلية الآثار بجامعة القاهرة ما يتعرضوا له من "استبداد" من قبل بعض الأساتذة في أقسام الكلية وفرض مبالغ كبيرة عليهم كرسوم الكتب والملازم في العام الدراسي الجامعي الجديد 2017-2018، وهو ما أثار غضب الطلاب واستيائهم لاعتماد بعض الأساتذة على أسماء من قام بشراء الكتب لوضع درجات أعمال السنة، وأصبح الطلاب مضطرين للشراء رغم ارتفاع السعر.


100 جنيه للحجز
النظام السائر في كلية الآثار بجامعة القاهرة لشراء الكتب يبدأ من حجز الكتب بسعر من المفترض أن يكون سعرا رمزيا، لكن ما يحدث مختلف تماما عما يجب حدوثه، فحجز الملزمة للمادة الواحدة قد يصل إلى 100 جنيه بالإضافة إلى مبلغ إضافي يتم دفعه أثناء استلام ملزمة المادة بعد النزول، فيصل سعر الكتاب الواحد بعد الحجز والإضافة إلى 150 جنيها، فأصبح الطالب مطالبا بدفع 150 جنيها في المادة الواحدة، ونظرا لأن الطالب يتلقى 6 مواد في الترم الدراسي أصبح متوسط المبلغ الذي قد يحتاجه خلال الفصل الدراسي الواحد يصل إلى 900 جنيه، بالإضافة إلى أدوات الأقسام العملية مثل قسم الترميم التي تصل تكلفتها إلى 500 جنيه كحد أدنى.

استغلال بين السرايات
استغلت مراكز بين السرايات ما يعانيه طلاب كلية الآثار من ارتفاع أسعار الملازم وعدم تحملهم المبالغ الكبيرة التي سيضطرون إلى إنفاقها على ملازم الفصل الدراسي الواحد، فأصدروا عروضهم لجذب الطلاب لشراء الملازم، حيث أعرب "سنتر النسور" المشهور بين طلاب كلية الآثار عروضه بواقع 100 جنيه لملازم مقرر "الميد ترم"، و120 جنيها أخرى لملازم امتحانات نصف العام، فأصبح من يتعامل مع سناتر بين السرايات يصل إجمالي الرسوم التي يدفعها خلال التيرم الدراسي الواحد إلى نحو 220 جنيها فقط أي توفير 680 جنيها مما ينفقون من حجز ودفع لملازم وكتب أساتذة الجامعة.

لم يسلم الطلاب أيضا من استغلال أسواق "تحت بير السلم"، فبعض الأسواق كسوق الأزبكية استغلت الأزمة التي يواجهها الطلاب وبدأوا في بيع النسخ القديمة من المقررات الدراسية بكلية الآثار، حيث وصل الكتاب الواحد بسوق الأزبكية إلى 50 جنيها أي أقل ضعفين من المبلغ الذي يدفعه الطلاب بالحرم الجامعي لشراء الكتب من الأساتذة الجامعيين، بل يمكن للطالب أيضا "المفاصلة" في سعر الكتاب وتقليل الثمن عن 50 جنيها، فأصبح الطالب يلجأ لهذا النوع من شراء الكتب نظرا لعدم قدرته على شراء الكتب من مصدرها المعتاد.

أعمال السنة
مشكلة أخرى تواجه الطلاب أثناء العام الدراسي وهي وضع درجات أعمال السنة على أسماء الطلاب الذين بادروا بحجز الكتاب من مكتبة الحرم الجامعي، فهي السياسة المتبعة من معظم أساتذة كلية الآثار وهي أن يقوم الطالب بحجز الكتاب وترك اسمه في مكتبة الجامعة ويأخذ الدكتور الأسماء في نهاية المطاف ويضع درجات أعمال السنة على أساس الأسماء التي قامت بحجز وشراء الكتاب من الحرم الجامعي، فأصبح الطالب مضطرا آسفا إلى الخضوع لأسعار الجامعة الهائلة حرصا منه على الحصول على جميع علاماته كاملة حتى لا يرسب في المادة أو يتعمد الدكتور تقليل علاماته لعدم إقباله على حجز الكتاب من الحرم الجامعي، وأكثر من يقع في هذه الأزمة هم طلاب الفرقة الأولى الذين يحرصون كل الحرص على تجميع أقصى قدر من العلامات والدرجات للحصول على تقدير مرتفع في عامهم الجامعي الأول.


 ويلجأ بعض الطلاب لحل فيما بينهم وهو وضع الكتب المطبوعة العام الماضي على CD، ووضعه في مبنى خدمة المجتمع بالحرم الجامعي ويقوم الطلاب بطباعة الكتب من هذه الأسطوانة، فيصل سعر الكتاب الواحد كحد أقصى إلى 60 جنيها أي بتكلفة أقل بواقع 90 جنيها فرق عن مكتبات الحرم الجامعي التي استغلت الطالب أيضا وقامت ببيع النسخ القديمة من كتب المقررات الدراسية بسعر 100 جنيه بدلا من 75 جنيهًا، كتجارة خاصة بهم بعيدا عن الأساتذة، ولم يكن للطالب حول ولا قوة فأصبح مضطرًا للخضوع إلى هذا الكم من الاستبداد لرغبته في الحصول على الكتب قبل امتحانات منتصف الفصل الدراسي والحصول على أعمال السنة كاملة.


الجريدة الرسمية