لا دايم إلا الله
سبحان مغير الأحوال، قبل نحو ثلاثة أعوام وقف وزير خارجية سابق وراحل للمملكة العربية السعودية في اجتماع قمة شرم الشيخ يعترض على مجرد تلاوة خطاب موجه من الرئيس الروسي بوتين إلى القادة العرب في قمتهم، واليوم يزور عاهل السعودية الملك سلمان موسكو بنفسه وفى صحبته وفد كبير، وهى الزيارة الأولى لملك سعودى لروسيا منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد سبق هذه الزيارة التى تستحق بحق وصف "التاريخية" زيارة قام بها ابن الملك سلمان وولي عهده حاليًا، مما يعنى أن الترتيب للتقارب الروسي السعودي يتم منذ فترة ليست بالقصيرة.
على كل حال أن زيارة خادم الحرمين إلى موسكو هي نقطة تحول في العلاقات الروسية السعودية، حتى وإن كانت المصالح هي التي قادت الملك سلمان إلى موسكو، ودفعت الكرملين للاهتمام الواضح بهذه الزيارة، نحن إزاء تغير واضح وكبير في خريطة العلاقات الدولية، خاصة في منطقتنا، تغير يحول خصوم الأمس إلى أصدقاء اليوم، وهذا التغير لا ينفصل عن ذلك التغير الذي يحدث أيضًا في الداخل السعودي، والذي توج مؤخرًا بالسماح للمرأة بقيادة السيارات، والسماح بحفلات الغناء في السعودية..
ولذلك علينا في مصر أن نكون مستعدين لهذه التغيرات التي تحدث وسوف تستمر تحدث في منطقتنا، والتي تتناول علاقات دول المنطقة الدولية والإقليمية، يجب أن نرصد وبشكل دقيق مايحدث حولنا، وندرسها ونقيمها ونستنتج ما سوف يترتب عليها وتحديدًا فيما يتعلق بمصالحنا وأمننا القومي، اليقظة تجاه المتغيرات ضرورة للأمن القومي لنا الآن.