كما تدين تدان
بعد وفاة مهدي عاكف رأيت فيديو على اليوتيوب، أصابني بالذهول، لأنني رأيتُ آية من آيات الله سبحانه، وعرفتُ صحة المقولة الشهيرة "كما تدين تدان" رأيت في هذا الفيديو لقاءً سريعا بين عمرو موسى وعصام العريان أثناء حكم الإخوان، ومبارك وقتها كان سجينا، يعاني من المرض والشيخوخة، ولأن الشفقة أخذت بعمرو موسى لذلك قال للعريان عضو مكتب إرشاد الإخوان والقيادي الكبير في حزبهم: "ما تفرجوا يا دكتور عصام عن حسني مبارك، الرجل دخل على التسعين من عمره وهو مريض" فرد العريان بصلف وغرور وجبروت وكأنه بالونة منتفخة: "مبارك لن يخرج من السجن إلا للقبر وده كلام نهائي".
يا سبحان الله، دخل العريان في عالم الغيب وعرف النهايات، وتجرأ على الله سبحانه، وقال لنا من عالم الغيب، وكأنه اطلع عليه: "لن يخرج من السجن إلا للقبر وده كلام نهائي"، فخرج مبارك من السجن ودخله العريان، ولم يدخله العريان وحده، لكن دخل معه مرسي وبديع وعاكف والشاطر وتلك الطغمة التي كانت تحكم مصر، ثم عندما أصاب المرض مهدي عاكف قامت الدولة بنقله إلى مستشفى قصر العيني الفرنساوي ليتم تداركه بالعلاج، فيظل في المستشفى يتلقى العلاج، ثم نزل قضاء الله على عاكف الذي وصل إلى التسعين..
مات عاكف الذي قضى عمرا مديدا يكدح في الحياة الدنيا، ظل على الأوراق مقيدا على ذمة السجن، وفي الواقع كان على ذمة المستشفى، فيكون قد خرج من السجن إلى القبر، ومبارك خرج من السجن إلى بيته، وقبلها خرج عصام العريان من الحكم ليدخل إلى السجن، ولا يعلم أحد إلا الله سبحانه متى سيخرج العريان وكيف، وهل سيخرج على قدميه أم على نقالة تذهب به للمقابر؟ فعلم ذلك عند الله الملك القدوس الذي يُؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، المهم من هذا المشهد أن ما توعد به عصام العريان مبارك حاق بهم، فناله مهدي عاكف، ولكن هل وصلت هذه الرسالة إليهم؟ لا لم تصل ولن تصل فقلوبهم الخربة غير مهيأة لاستقبال الرسائل.