رئيس التحرير
عصام كامل

مدير إدارة الكوارث البيئية : نجحنا في التصدي للسحابة السوداء والفلاحون استفادوا من قش الأرز

فيتو

  • نتابع ملف السحابة السوداء وحصاد الأرز في الفترة الحالية
التحرك في كل لحظة هو واجبهم الأساسي، إنقاذ البيئة التي نعيش فيها من الكوارث المحتملة مهمتهم التي لا تقبل الفصال، وفريقهم هو الملجأ في كل مصيبة، ذلك تلخيص لإدارة الأزمات والكوارث البيئية بوزارة البيئة والتي تكشف مديرتها كوثر حفني في حوارها مع فيتو آلية العمل وكيف ينقذون الإنسان المصري من غضب الطبيعة


في البداية ما مهمة إدارة الأزمات والكوارث بالتحديد؟
ببساطة هي التصدي لأي أزمة تؤثر على البيئة سواء ماء أو هو أو تربة، ومهمتنا الحد من تلوث البيئة من خلال عدة إجراءات وتنسيق مع جهات أخرى معنية.

وما اّلية وضع الخطط لمواجهة الأزمات المختلفة؟
الخطط توضع من خلال سيناريوهات لكل أزمة وذلك يقوم عليه فريق عمل، والأزمة عامة تنقسم لثلاث مراحل قبل وقوعها وأثناء حدوثها وبعد انتهائها، ولكل خطوة استعداد وتجهيز معدات ودراسات لمعرفة خطرها، ومن خلال تلك الأليات يتم التعامل.

ما أبرز التحديات التي تواجهها إدارة الكوارث؟
أبرز التحديات هي التعاون، فإدارة الأزمات عمل جماعي تعتمد على التنسيق مع الجهات المختلفة وذلك يساهم في سرعة الاستجابة، كما يوجد قاعدة بيانات بجميع الجهات التي يتم التعاون معها، كما أن أبرز التحديات هو ضرورة استعدادانا على مدار اليوم، فلا نعترف بالإجازات فمثلًا تلوث بقعة زيت في الغردقة كان في آخر أيام شهر رمضان الكريم وهكذا.

وما أبرز الملفات التي تقوم عليها الإدارة في الفترة الحالية؟
ملف السحابة السوداء وحصاد الأرز الذي ينجم عنه كميات كبيرة من قش الأرز لذا طوال العام ندرس الخطط التي سيتم السير عليها لتلافي حدوث أزمات ونتعامل مع هذا الملف منذ عام 2000 وكل عام نخرج بنتيجة نهائية للموسم من حيث الايجابيات والسلبيات التي يتم دراستها وتلافي تقرارها في الموسم التالي ومحاولة تنمية الايجابيات.

كيف يتم التحضير لموسم حصاد الأرز؟
قبل بدء الموسم يتم تحديد كمية الأرز التي تم زراعتها ومن خلالها يتم تحديد كمية قش الأرز الذي سينتج فكل فدان أرز يخرج 2 طن قش وبالتالي يتم تحديد حجم التحدي الذي سيتم مواجهته، ففي هذا العام هناك زيادة 600 ألف فدان عن العام الماضي، ثم يتم البدء في وضع الاستعدادات من خلال معدات تدوير وفرق متابعة.

ما المحاور التي يتم الاعتماد عليها لمواجهة السحابة السوداء؟
أولًا السحابة السوداء لها أسباب كثير وليس قش الأرز وحده لذلك فالدراسة تحدد أيضًا مصدر كل تلوث سواء من المصانع أو المخلفات أو عوادم المركبات أو قش الأرز، وتشمل خطة التصدي جمع وكبس وتدوير قش الأرز، والسيطرة على المصادر الأخرى للتلوث سواء المقالب أو المصانع أو العوادم، وذلك كله من خلال فرق عمل منتشرة من خلال غرفة عمليات إدارة الأزمات والكوارث، وفيما يخص قش الأرز فيتم أيضًا توعية الفلاحين قبل بدء الموسم بالآثار السلبية لحرق قش الأرز والتأكيد على أنه ثروة يمكن أن يجني من خلاله عائدا ماديا مرتفعا.

ما أبرز أسباب السحابة السوداء خاصة في تلك الفترة من العام؟
السحابة السوداء ترجع لبعض الأسباب فبخلاف موسم حرق قش الأرز توجد عوامل مناخية، ففي فصل الخريف مثلًا تكثر السحابة السوداء بسبب وجود تباين كبير بين درجات الحرارة بالنهار والليل مما يؤدي لوجود طبقة الانعكاس الحراري التي تجعل عمود الهواء أو تهوية الأرض الصاعدة لأعلي في أقل ما يمكن فبالتالي يكون تقليب الهواء منخفضا مما يسبب ثبات التركيزات لمدة طويلة حيث توجد علاقة عكسية بين سرعة الرياح وتلوث الهواء، وثاني العوامل هي العوامل التيبوغرافية للقاهرة الكبري فهي في شكل قمع حيث توجد الدلتا في الأعلي وتقع في ملتقي الدلتا فهي في جزء تستقبل الملوثات القادمة من الدلتا ومن الناحية الغربية والشرقية يحدها هضبة المقطم وهضبة الهرم ويزيد التركيز ليلا وتقل في الصباح حيث تزيد درجة حرارة الأرض وتيارات الهواء ترتفع ويحدث تقليب يقلل من تركيز التلوث.

كيف يتم التنسيق مع فرق العمل والدوريات التابعة للوزارة في المدن المختلفة؟
يوجد نظام تتبع للسيارات التابعة لفرق العمل كما يتم رصد نقاط الحرق من خلال القمر الصناعي وإحداثياته فبمجرد رصد موقع حرق يتم إبلاغ أقرب سيارة للتوجه له في أسرع وقت حيث يتم العمل على 6 محافظات بالدلتا وتقسم الدوريات على المراكز كما يوجد تنسيق بينهم وبين الحماية الميدانية، كما أن غرفة العمليات المركزية تقوم بالمراقبة الكاملة وتحديث المستجدات.

هل توجد سبل أخرى للرصد؟
توجد محطات رصد للهواء لقياس المؤشر كل ساعة حيث تنتشر بجميع محافظات ومدن الجمهورية وتأتي التقارير إلكترونيا بتركيز التلوث في كل منطقة.

هل يوجد تعامل محدد مع المصانع في أوقات تركيز تلوث الهواء؟
يتم وضع خطط مع الشركات ففي الأوقات التي توجد بها عوامل جوية تساعد في تركيز التلوث يتم تنفيذ تلك الخطط حيث يتم تقليل الإنتاج فبدل عمل الأفران على 100% يعمل على 60% أو 50% ونلقى استجابة لأنهم أصبح لديهم خبرة وتكون تلك الخطط مسبقة قبل الحدث.

هل يوجد تفاعل ملحوظ من قبل الفلاحين والجهات الأخري؟
يوجد حاليا إقبال أكبر من قبل الفلاحين لاستغلال قش الأرز خاصة في ظل ارتفاع أسعار السماد بعد ارتفاع سعر الدولار فذلك يوفر له الكثير، وسعر طن قش الأرز يزيد كلما يتم استغلاله ويزيد الوعي بالمنتجات التي يمكن إنتاجها من خلاله لدرجة أننا وجدنا أن كمية قش الأرز التي تم تجميعها من قبل الفلاحين أصبحت أكبر من التي تقوم الوزارة بجمعها بالإضافة لمصنع البحيرة لاستغلال قش الأرز في عمل الورق حيث يستوعب كميات كبيرة منه هذا بخلاف المصانع التي تستخدمة كنوع من أنواع الوقود.

هل تلك النتائج تعني انتهاء أزمة السحابة السوداء نهائيا؟
لا يمكن الجزم بذلك ولكن المعدل بالمقارنة بالسنوات السابقة قد قل بالإضافة إلى أن عدد المحاضر زاد بسبب تكثيف فرق العمل التي ترصد المخالفات على من يقوم بالحرق، حيث تم عمل أكثر من 2390 محضر منذ بداية سبتمبر، والإجراءات القانونية بالنسبة لحرق قش الأرز يتم عمل محاضر ويتم تقديمها للنائب العام طبقا لما ينص عليه قانون البيئة من 5 آلاف إلى 100 ألف جنيه للغرامة.

ما أبرز الملفات الأخري التي يتم التعامل معها ؟
يتم العمل على خليج السويس وتحسين الوضع البيئي له، وبالنسبة للسدة الشتوية يقل منسوب نهر النيل فالتركيز يصبح أعلي وتتأثر السفن والعائمات السائحية بذلك ما يؤدي لزيادة الملوثات.

مادور البيئة بالنسبة للسيول؟
كوارث السيول المسئول الرئيسي عنها وزارة الري لأن السيول مصدر من مصادر المياه وتؤثر على معدلات المياه في مصر وتتدخل البيئة بدورها في حالة تأثير السيول على منشآت صناعية نجم عنها تأثير على البيئة أو تلوث، كما نتابع المحميات الطبيعية في فترة السيول حيث لا تؤثر على زوار المحميات أو العرب الموجودين في بعضها، ويتم عمل التوجيهات اللازمة وإغلاق المحمية أن لزم الأمر، والأزمات المستعصية مثل ما حدث في رأس غارب نقوم بدور أكبر من دورنا فعندما احتاج المسئولون عن التعامل مع الوضع لمعدات ساعدت البيئة من خلال التنسيق مع شركات البترول التي تمتلك تلك المعدات لمساعدة مسئولي الري لإعادة تأهيل المكان فعندما يتعلق الأمر بالمستوي الوطني كل يجب أن يعمل بأقصى قدر ممكن.
الجريدة الرسمية