رئيس التحرير
عصام كامل

«الهوسا بوابة إيران للسيطرة على أفريقيا».. طهران تطلق فضائية موجهة للقبيلة.. عدد أبنائها 80 مليون فرد.. انتشارها وسط وغرب القارة السمراء يفتح شهية نشر التشيع.. والزكاكي ذراع جديد لدولة الملا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن محاولات التقدم الإقليمي وتصدير الأيديولوجيات باتت منهجا لدى إيران، التي أطلقت مؤخرا قناة "هوسا تي في" الموجهة لواحدة من أهم العرقيات في أفريقيا فضلا عن استهدافها نشر التشيع في غرب ووسط أفريقيا، فما هي تلك العرقية التي تستهدفها طهران؟ وما هي أماكن انتشارها؟ فيتو ترصد أبرز المعلومات عن قبائل "الهوسا":


قريش أفريقيا
وهوساوة أو (الهوسا) هي أحد شعوب أفريقيا تعيش في منطقة الساحل الأفريقي، وهي من أكبر المجموعات البشرية في غرب أفريقيا، وتعرف الهوسا” بأنها «قُرَيش أفريقيا» من حيث تأثيرها سياسيا وانتشارها فضلا عما يتميز به أفرادها من صفات الشجاعة والفروسية وحب العلم والكرم، حتى تردد أن الواحد منهم على استعداد لتقديم عينيه لمن يطلبهما، لكنهم في الوقت نفسه يرفضون المساس بكرامتهم.

الانتشار
يعد الموطن الأصلي لتلك القبائل جبل الهواء في النيجر إلى منطقة جوس بلاتو في وسط نيجيريا، ومن بحيرة تشاد مرورًا بإمبراطورية السونجاي القديمة على طول وادي نهر النيجر، وتضم المنطقة كلا من السنغال وجامبيا وغانا وسيراليون وليبيريا وساحل العاج وتوجو ومالي والنيجر ونيجيريا، بالإضافة إلى تشاد والسودان، كأهم مناطق انتشار شعب الهوسا.

80 مليون
وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عددهم تجاوز 80 مليون شخص موزعين بين أفريقيا والدول العربية وبعض دول الخليج، وانتقال قبائل الهوسا من مكان إلى آخر يتم بصورة سلسة بحثا عن العمل في الزراعة وتربية المواشي وصيد الأسماك.

وتوجد قبيلة الهوسا في شمال نيجيريا وتحدها جمهورية النيجر وتمتد إلى منطقة جوس بلاتو بوسط نيجيريا جنوبا، ومن بحيرة تشاد شرقا إلى مدينة جني بجمهورية مالي غربا.

أكبر التجمعات
والهوسا أكبر التجمعات العرقية النيجيرية إذ تبلغ نسبتهم حسب بعض التقديرات ربع سكان نيجيريا، ويمارس أغلبية سكان قبيلة الهوسا الزراعة ومن أبرز مدن القبيلة مدينة كانو وهي مركز الإشعاع الإسلامي والثقافة العربية، وكذلك سوكوتو وكادونا وكاتسنا.

وتسيطر القبيلة على الشأن السياسي النيجيري سواء في العهد المدني أو في العهود العسكرية، كما تهيمن على المؤسسة العسكرية النيجيرية حتى الآن.

الهوسا تاريخيا
وكان للهوسا تاريخ كبير حيث توجد في غرب أفريقيا بها ممالك الهوسا القديمة التي كانت تعرف باسم “Hausa Bekwai” أي ممالك الهوسا السبع وهي: 1. كانو، 2. زاريا، 3. كاسنا، 4. رانو، 5. جوبير، 6. دورا، 7. زمفرا، ولكل مملكة عاصمة في نفس المدينة حاملة الاسم وهي مدن مسورة لحماية المدينة من الغارات والهجمات المتبادلة بين تلك الممالك لمحاولة السيطرة على بعضها وهذه المماليك كانت تعرف ببلاد الهوسا وهي منطقة شمال نيجيريا وجنوب جمهورية النيجر وفي عهد جهاد الشيخ عثمان دان فوديو ضمَّت تلك الممالك السبع إلى خلافة سكوتو.

اللغة
وتنتشر اللغة العربية والدين الإسلامي بمناطق الهوسا بشكل لافت للنظر، وهي قبيلة محترمة لتاريخها الإسلامي وأسس المجدد الداعية عثمان دان فوديو فيهم مملكة سوكوتو الإسلامية في القرن التاسع عشر الميلادي وورث عرشه ابنه محمد بلو الزعيم السياسي والعالم ألف في اللغة العربية والشريعة الإسلامية مصنفات ومؤلفات عدة.

حزب الله في أفريقيا
وإيران تدعم وتقف وراء الحركة الإسلامية في نيجيريا "شيعة أفريقيا" بقيادة إبراهيم الزاكزكي المنتمي لقبيلة الهوسا، ويشكل ذراع إيران في شمال نيجيريا وغرب أفريقيا، حيث يعمل على نشر المذهب الشيعي، وهو رائد نشر المذهب في بلاد عرفت بعراقة الحضور الإسلامي (منذ القرن الثامن للهجرة) وعُرفت أيضا باعتناق غالبية مسلميها للمذهب المالكي، وبدأ التشيع السياسي يظهر في نيجيريا بفضل مساعي الزكزاكي وعمله على نشره داخل البلاد بعدما قرأ تراجم إنجليزية لكتب شيعية كانت توزعها السفارة الإيرانية مجانا. لذلك، كله، اعتبر الإعلام الإيراني، الزكزاكي "زعيم شيعة نيجيريا"، كما أشارت بعض وكالات الأنباء الإيرانية، إلى تأكيد الزكزاكي، التزامه بالمنهج الفكري للمرشد الإيراني على خامنئي.

رضيع إيران
وفي فبراير 2015 كرمت الحكومة الإيرانية تزامنا مع الاحتفالات بالذكرى الـ36 لثورتها، إبراهيم الزكزاكي، خلال فعالية حضرها عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين.

وخلال الأشهر الماضية حاولت إيران، عبر دورها المُعلَن كزعيمة للشيعة، تبرير التدخل في الشئون الداخلية لنيجيريا على أساس أنها الضامن الشرعي لأمن أتباعها الشيعة. على وجه الخصوص، استخدمت طهران مقتل أكثر من 300 شيعي من قبل الحكومة النيجيرية خلال مظاهرة في ديسمبر 2015 ذريعة لتبرير دعمها المستمر لمجموعة شيعية متطرفة مستوحاة من إيران، “الحركة الإسلامية في نيجيريا”، وزعيمها إبراهام زاكزكي مسجون حاليًا من قبل الجيش النيجيري.
الجريدة الرسمية