رئيس التحرير
عصام كامل

في الصعيد «الستات متعرفش وسائل منع الحمل».. «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على الرغم أن محافظة أسيوط يوجد بها 246 منشأة تابعة لوزارة الصحة في كل منها إدارة لتنظيم الأسرة وقسم للمرأة وتضم 11 مستشفى مركزيًّا وعامًا، و32 مركزا لصحة الأسرة، و11 مركزًا صحيًّا عامًا، و167 وحدة صحية وطب أسرة، وثلاثة مستوصفات عامة إلا أن معظمها توقف نشاطه في متابعة القرى والنجوع وحث المواطنين على تنظيم وتحديد النسل والتقليل من زيادة الإنجاب.


وطبقا لإحصاءات مركز المعلومات ودعم القرار بمحافظة أسيوط، فإن عدد مراكز تنظيم الأسرة ازدادت بنسبة 1.3% ووصلت لـ298 مركزا وﺗراوﺣـت أﻋــداد اﻟﻣﺗـــرددات ﺧــﻼل العام الماضى نحو 35 ألف سيدة في الشهر الواحد منهن نحو 30 ألف ﻣﺳﺗﻌﻣﻼت وﺳﺎﺋل ﻣﻧﻊ اﻟﺣﻣل ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا في الارتفاع المتصل في نسبة الإنجاب.

وأكد مركز اتخاذ القرار في بيانا له أن نسبة الإنجاب ازادات أكثر من 2.5% خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، خاصة في الريف واحتل ﻣرﻛز وﻣدﯾﻧﺔ أﺳﯾوط اﻟﻣرﻛز اﻷول ﺑﯾن ﻣراﻛز اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن اﻟﺗﻘدﯾري، ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﺗل ﻣرﻛز اﻟﻐﻧﺎﯾم اﻟﻣرﻛز اﻷﺧﯾر ﻣن ﺑﯾن ﻣراﻛز اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرات اﻟﺳﻛﺎن.

وارتفع عدد المواليد خلال العام الماضي بنسبة 6.8 % حيث كان ١٣٦٩٩٨ وأصبح ١٤٦٢٩٤ ﻣوﻟودا وارتفعت الزيادة الطبيعة لـ 2.66% نظرا لانخفاض أعداد الوفيات وزيادة المواليد.

رصدت "فيتو" آراء السيدات بشأن تنظيم الأسرة وسر زيادة نسبة المواليد وعدم الاتجاه لتنظيم الأسرة وجاءت أبرزها:

قالت كريمة حسن منصور 48 ربة منزل مقيمة قرية العتمانية بمركز البدارى ولديها 8 أبناء: تلك الوحدات لم نسمع عنها شيئا سوى في التليفزيون منذ أيام سوزان مبارك ولا ندرى ما هي وسائل منع الحمل فالكثير منا لا يخرج من المنزل ولا يأتي إلينا أحد للمشورة والإرشاد للطرق الصحيحة لتنظيم النسل".

وقال حسين عبد العزيز عامل اجرى بقرية عرب مطير بأسيوط 28 سنة ولديه 5 أطفال، إن البحث عن السبل التي تؤدى إلى تنظيم الاسرة أو تقليل الخصوبة عار لايمحى من أذهان الأهالي لمن يبحث عن ذلك مؤكدا أن من يريد ذلك فهو غير قادر على الإنجاب من ناحية ولا يستطيع الانفاق والتكفل بمصاريف ابناءه من ناحية أخرى ففي الصعيد "العيال عزوة".

وأضاف: من عجائب زيادة الإنجاب تلك الواقعة التي حدثت العام الماضى حينما اشتعلت النيران في منزل العم عبد الرحيم نصر الدين المقيم بقرية نجوع المعادى وهو اب لـ14 ابنا ما بين البنات والصبيان، فلجأ الرجل إلى عد ابناءه بالأرقام عندما عثر عليهم خوفا من أن تلتهمهم النيران في لفتة إلى أنه لم يعرف أسماءهم أو يتعرف عليهم.

في قرية عرب مطير التابعة لمركز البدارى بأسيوط والتي تشهد حالة كبيرة من نسبة الفقر والتسرب التعليمى كون أن اغلب المواطنين لا يلجئون لتقييد أبنائهم في سجلات الحكومة خوفا من إدخالهم الجيش وخوفا من طلب الفتيات للتعليم، ارتفعت نسبة الجهل والأمية تماما حتى وصلت لـ70% مما يجعل السيدات والرجال لا يعلمون عن تنظيم الأسرة أي معلومات فكل ما لديهم الانجاب وخاصة أن البطالة تسيطر على الشباب ويعمل الكثير منهم في الفلاحة فلا يجد متاح لديه سوى الزواج ومضاجعة زوجته لتنجب طفلا عاما تلو الآخر.

في تلك القرية تجد أن أغلب الأسر تتراوح ما بين 8 أو 15 فردا في حالة مادية سيئة متسربين من المدارس وغير مقيدين بدفاتر الحكومة.

ويؤكد جمال راتب مدير عام بجامعة الأزهر، أن القرية تقع بجانب قريته ويسيطر عليها الجهل في أغلب النواحى وترتفع نسبة الإنجاب بشكل ملحوظ بين أبنائها وبناتها اللاتى تتزوجن قاصرات لذلك "عيال بتخلف عيال" فهناك أمهات لم تتجاوز سن الـ15 عشر عاما ولديها طفل واثنان فضلا عن أن سيدات القرية يعملن في الزراعة ويعشن أسفل الجبل لذلك لا تجد أي قافلة لتنظيم الاسرة تمر من هناك وهناك منازل لم يدخلها حتى الكهرباء فكيف لهن أن يعلمن شيء آخر سوى الإنجاب وملء المنازل بالأطفال.

ومن أبرز الأسر هناك عائلة مهنى التي تتميز بارتفاع نسبة الأطفال بها فالوالد لديه أكثر من 10 أبناء وكل ابن أنجب نحو 8 أبناء آخرين وأكثرهم مسربين من التعليم لضيق ذات اليد وقلة الموارد التي يسيطرون عليها بالمعيشة في حياة بدائية تعتمد على الزراعة وتربية الماشية حتى زادت أسرة واحدة أكثر من 40 حفيدا خلال 10 أعوام.

وقالت عطيات السيد 53 عاما ربة منزل مقيمة قرية السوالم البحرية التابعة لمركز أبنوب بأسيوط: زيادة الإنجاب ليست عائق في المعيشة ولكنها سند موضحة أن البيت يسع من الحبايب ألف والأرض محتاجة عزوة وكل عيل بييجي برزقه وربنا بيوسع عشانه، وكمان الخلفة بتضمن للست إخلاص جوزها؛ لأن بيكون كل همه أولاده وبتكون أمواله رايحة ليهم دايما، تغلبه بالعيال يغلبها بالمال.

ومن جانبه أكد حسام مصطفى عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، إن أمانة أسيوط في صدد دراسة خطة محكمة لعودة العمل الميداني للوحدات الصحية ومراكز صحة المرأة للحد من الزيادة السكانية وسيتم تقديم استجواب لوزير الصحة عن طريق إيهاب منصور رئيس الكتلة البرلمانية للحزب بمجلس النواب عن الإهمال الذي تشهده الوحدات في الفترة الأخيرة.

وأضاف مصطفى أن أمانة المرأة بالحزب طبعت 10 آلاف نسخة ورقية عن الصحة الإنجابية لتوزيعها على السيدات بالمنازل في القرى والنجوع لرفع الوعى لديهن بضرورة تنظيم النسل.

وتوكد نصرة محروس مدرسة ولديها 9 من الأبناء، أنها رغم تعليمها إلا أن الجهل ما زال يسيطر على حياة معظم المتعلمات في القرى، خاصة أن الأزواج يستخدمن عدة أساليب في الضغط على زوجاتهن لزيادة الإنجاب فما بين منعهن من تناول حبوب منع الحمل أو استخدام الوسائل وأما ضرب السيدات أو اللجوء لتهديدها بالزواج عليها مرة أخرى أن لم تنجب له أولاد آخرين أو تطليقها.

وأشارت إلى أن الوالدة أو الحجة الكبيرة لديها كلمتها الصارمة على رجال الأسرة فهى التي تحدد متى تتوقف السيدات عن الحمل ومن يتزوج بأخرى وتأمر وتنهى ليكون لديها عائلة كبرى تتجاوز الـ 30 حفيدا في بعض الأسر.

وعلى جانب آخر أشار حسين عاطف من مركز أسيوط، إلى أنه لديه طفلين، ولن يدمر حياته أو حياة أسرته بمبدأ أن "العيال عزوة" الذي يسمعه من أهله، وسيكتفي بهم، معللًا أن الطفلين في ظل تلك الظروف الاقتصادية الحرجة كافيين نظرًا لمصروفاتهم ودراستهم ومتطلباتهم هم وزوجته.

وعلق عاطف أن من يقوم بالزواج فقط في تلك الأيام سيكون "مجنون"، فكيف لشاب مرتبه 2000 جنيه أن يدبر حياة تشمل إيجار وفواتير خدمات ومواصلات وتعليم وصحة وخلافه مطالبا الدولة بالاﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻰ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗوﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ وﻓواﺋد ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﺳل وﺧﺎﺻﺔ في القرى من خلال وسائل الإعلام أو قوافل التوعية، وﺗوﻓﯾر اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺻﺣﻰ ﻣن الأطﺑﺎء واﻟﻣﻣرﺿﺎت ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ الإﻧﺟﺎﺑﯾﺔ، ﺗوﻓﯾر اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ الاﺳﺗﺧدام اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻧﺳل ﺑﺄﻗل ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﻣﻛﻧﺔ أو ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ إن أﻣﻛن.

وفي بيان رسمي أعلن ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، اهتمام الحكومة بالزيادة السكانية، وأهمية العمل على خفض معدلات الخصوبة وتفعيل دور تنظيم الأسرة، واختص بذلك القرى النائية التي تعاني من الكثافة السكانية العالية، من خلال برامج الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وسيتم الاستعانة بالمؤتمرات والندوات لتغيير السلوكيات الإنجابية ونشر المعلومات الصحية.

كما أوضح محمد زين، وكيل وزارة الصحة، إن أربعة مراكز بمحافظة أسيوط استفادت بحملة "تنظيم الأسرة" سبتمبر الماضي، وذلك للتوعية بأهمية تنظيم الأسرة والدور الإيجابي لها على الأسرة والمجتمع، معلنًا حضور 3795 ربة منزل للحصول على وسائل تنظيم الأسرة.
الجريدة الرسمية