رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «تيما» تطلق أول جلسة تصوير من داخل مقابر أثرية ببورسعيد

فيتو

في لافتة مختلفة من نوعها جمعت بين عبق التاريخ الأثري الأوروبي، وفلسفة أن الحياة زائلة، فاجأ "تيما" وهي فتاة موديل من بورسعيد، بعمل أول جلسة تصوير بأسلوب حديث في مقابر "الكومنولث" الأثرية ببورسعيد.


وبمجرد أن نشرت "تيما" الصور على صفحتها الشخصية، تناقلت الصور مجموعة من الصفحات على فيس بوك، وحققت الصور صدى كبير بين الأوساط البورسعيدية.

وأشاد متابعو فيس بوك بالفكرة بشكل كبير، مؤكدين بأن الإقدام على عمل "فوتوسيشن" في المقابر الأثرية، لتسليط الضوء عليها ولفت إليها الأنظار، فكرة مختلفة وتستحق الإشادة.

وتنشر " فيتو" صور الموديل " تيما" خلال " الفوتسيشن" في مقابر الكومنولث الأثرية، حيث ظهرت كما لو كانت من أميرة من طبقة الأعيان الأوروبيون في فيلم أجنبي قديم، وارتدت فستان أسود طويل وحملت في يدها شمسية، وكان يبدو على وجهها الحزن والتأمل، كما لو كانت ذاهبة لزيارة أحد المتوفيين في القبور.

سبب الاختيار
وقالت " تيما" في تصريح خاص لـ " فيتو"، أن سبب اختيار تلك الفكرة الجريئة في عمل جلسة تصوير، هو توصيل رسالة للجميع بأن بورسعيد بها أماكن تراثية وأثرية ذات قيمة كبيرة ولابد من تسليط الضوء عليها أكثر ووضع تلك الأماكن على خارطة الأماكن السياحية".

وعن شعورها وهي بداخل المقابر الأثرية أثناء التصوير قالت " شعرت بأني في زمن آخر، فتصميم تلك المقابر والمسافات بين كل قبر وأخر وانتشار الزرع والخضرة بذلك التصميم، جعلنى أشعر بأن تلك المقابر خرجت بي خارج حدود الزمن وسافرت بي عبر التاريخ".

وتابعت " تيما" " تسليط الضوء على الأماكن التراثية في وطننا والتي من الممكن أن يكون بأقل الإمكانيات، فبلدنا جميلة وتستحق مننا الكثير".

تاريخ الكومنولث
ويعود تاريخ مقابر الكومنولث ببورسعيد، إلى الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث دفن فيها عدد من ضحايا الحرب، وتم تدوين أسمائهم داخل تلك المقابر.

ويعتبر الطابع المميز في تصميم تلك المقابر الطابع الأوروبي القديم، حيث أن جميع أرضية تلك المقابر مغطاة بالحشائش الخضراء، وتنشر في تلك المقابر أنواع نادرة جدا من الأزهار، والتي تم إستيرادها من خارج مصر من أجل تلك المقابر خصيصا.

وتضم مقابر الكومنولث ببورسعيد 1094 قبرا من بينهم 983 من ضحايا الحرب العالمية الأولى و111 من ضحايا الحرب العالمية الثانية من بينهم، جنسيات مختلفة من بريطانيا ومن فرنسا، ومن نيوزيلندا، ومن جنوب أفريقيا، ومن الهند وعدد من الجنسيات المختلفة أيضا.

كما تتنوع ديانات الموتي في تلك المقابر فمن بينهم المسلم، والمسيحى، واليهودى، والهندوسى، ومدون على كل مقبرة اسم المتوفى، وجنسيته وديانته، وتاريخ ميلاده، وتاريخ وفاته.

ويزور تلك المقابر أهالي الضحايا من الجنسيات المختلفة عند زيارتهم لمصر فقط، وبالرغم من تاريخ تلك المقابر إلا أنه للأسف لا يوجد اهتمام من المسئولين بها أو الترويج لها سياحيا والتي من الممكن أن تجلب المئات من السياح سنويا لزيارة تلك المقابر.
الجريدة الرسمية