رئيس التحرير
عصام كامل

أغرب طقوس تشييع الموتى بالصعيد.. «تقرير»

فيتو

لا يزال الصعيد الجواني يحتفظ بالكثير من العادات والتقاليد التي يمتاز بها أهالي قنا، عند مرور الجنازة، حيث يقف المسيحي والمسلم معًا ويغلق أبواب المحال والصيدليات وإغلاق الأغاني والوقوف لتحية الميت وأهله أثناء مرور الواجب وقراءة الفاتحة وتراتيل الإنجيل احترامًا لقدسية الموت.


"فيتو" ترصد عادات أهل الصعيد في قنا عند مرور الجنازة سواء كان الميت مسلما أو مسيحيا، وما يفعله المسلم والمسيحي دون اتفاق بينهم إلا شيء واحد "قدسية الموت".

قال عمر محمد "صاحب مغسلة" بمركز أبو تشت: عند مرور الجنازة يتم إغلاق الأبواب ونخرج في الشارع احترامًا للجنازة وفي بعض الأحيان نخرج لحمل النعش خاصة إذا كانت ملابسه طاهرة.

وأضاف "عمر" في تصريحات خاصة لـ"فيتو": "معظم المحال بالمركز تقوم بهذا الفعل سواء مسلم أو مسيحي ويتم إغلاق جميع أنواع الأصوات المبهجة من تلفاز أو كاسيت احترامًا لقدسية الجنازة.

وأكد محمد عبد الفتاح أبو حوسة "صاحب محل تجاري": أول شيء نقوم به إغلاق أبواب المحال وبعدها نقوم بالمشاركة في الجنازة حتى المدافن ونقوم بقراءة الفاتحة للميت ويتم الدعاء له بأن يغفر ذنوبه.

وتابع: ومن يخالف تلك الأعراف والتقاليد التي تربينا عليها في الصعيد فإن هذا الشخص يصبح منبوذا ولا يمت للأعراف الصعيدية والأخلاق في شيء.

وقال عبد الناصر سليمان "صاحب محل تجاري": الجميع يخرج للمشاركة في الواجب سواء كان هذا الشخص قريبا أو غريبا، وهنا أعراف الصعيد تختلف عن أي مكان آخر والناس هنا تحتفظ بعاداتها وتقاليدها.

صيدليات الأقباط
ولا يختلف الأمر كثيرا في مدينة نجع حمادي حيث يقوم أصحاب الصيدليات وخاصة الأقباط بإغلاق أبواب الصيدلية حتى مرور الجنازة ومنع أي أصوات ويتم إغلاق التلفاز والراديو، ولا يتم فتح الأبواب إلا بعد مرور الجنازة بفترة تتعدى النصف ساعة تقريبًا.

يقول الدكتور صوئيل نادر "صاحب صيدلية" أنه عند مرور الجنازة لا نفرق إذا كان الميت مسلما أو مسيحيا وإنما الجميع هنا يحترم قدسية الموت، ويقف الجميع احترامًا وتقديرًا للميت، وإذا كنت على معرفة به أخرج للمشاركة وتأدية واجب العزاء أما إذا كان من أهل البلدة فأخرج فقط للتحية وإغلاق الأبواب.

وأضاف موريس حشمت "صاحب صيدلية" قرى الصعيد الجواني هنا تختلف عن أي مكان في العالم والجميع هنا يقف تقديرًا لحرمة الموت، وإغلاق الأبواب ومنع الشراء والبيع في تلك اللحظة حتى نهاية مرور الجنازة بفترة طويلة.
الجريدة الرسمية