مايسة شوقي تعرض متطلبات الخدمات الصحية في مؤتمر تطوير الرعاية
قالت الدكتورة مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان، إن الأسرة المكونة من الزوج والزوجة هما قادران على تفهم الأزمة السكانية ويتطلب ذلك إعداد إستراتيجية إعلام سكاني الضابطة للتوعية والعمل على خفض أعداد المواليد، وذلك بالتنسيق مع 48 جهة شريكة تعمل في ضوء الإستراتيجية القومية للسكان 2015/2030.
وأضافت في كلمتها خلال مؤتمر الجمعية المصرية للرعاية الصحية، المنعقد على مدار بضعة أيام في أحد فنادق القاهرة، أن تقرير تعداد السكان أقر أننا قاربنا من 95 مليون نسمة داخل مصر، والجميع يسمع أن الزيادة السكانية خطر على الأمن القومي فالحكومة تستورد ثلثي استهلاكنا من القمح لكي يكفي الاحتياجات وخفض معدلات المواليد يجعلنا نشعر بثمار التنمية الاقتصادية.
والزيادة السكانية ينتج عنها التسرب من التعليم وزواج الأطفال وكذلك التفكك الأسري والطلاق وتسرب الأطفال من التعليم والأطفال في وضعية الشارع.
وعرضت نائب الوزير محاور الإستراتيجية السكانية: التعليم ودعم وتنمية قدرات الشباب وتمكين المرأة والإعلام وتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، وأن هناك 40% من السيدات يحصلن على خدمة تنظيم الأسرة من القطاع الخاص، عبر الصيدليات أو أطباء النساء والتوليد لذلك فدراسة توفر وسائل تنظيم الأسرة في القطاع الخاص أمر بالغ الضرورة في الوقت الحالي.
وتقدم الخدمة الصحية في مصر من خلال مستويات على رأسها تعزيز الصحة وهي أرفع درجات الخدمة الصحية ثم الوقاية من الأمراض، والمسوح الصحية، والخدمات العلاجية، والتأهيل الصحي لمرضى الأمراض المزمنة، وعرضت رؤية تخصص الصحة العامة الذي يؤكد على ضرورة الاهتمام بخدمات تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وهي مبادئ حاكمة لإستراتيجيات الصحة في الدول المتقدمة.
وقالت نائب وزير الصحة، إنها أعدت خطة لرفع الوعي الصحي والمجتمعي لمواجهة الزيادة السكانية والارتقاء بخصائص السكان وتعتمد على الإعلام المباشر وغير المباشر، الموجه لكافة فئات المجتمع، من خلال سفراء التنمية في الإعلام وهم أساتذة جامعات وخبراء سكان، وتم بث 55 ساعة بث مجاني مجانية دون أية تكلفة في القنوات التليفزيونية الحكومية والخاصة والإذاعة،وتم كذلك الانتهاء من إنتاج وبث ٩٠ رسالة إذاعة توعوية.
أما الإعلام المباشر فيشمل طلبة الجامعات من خلال مبادرة الرائد الجامعي في الجامعات المصرية، وبدأت العام الماضي مع 1200 طالب من 12 جامعة مصرية، ونواصل العمل العام الجاري مع 12 جامعة أخرى، ومن خلال طلاب جمعية تطوير أداء طلاب الطب في مصر وقوامهم 70 ألف طالب بالجامعات المصرية.
ومن أهم ما تحتاجه مصر الآن هي إستراتيجية إعلام سكاني تتبنى رسائل إعلامية موحدة ومدققة تخاطب فئات المجتمع، تدعم تعبئة مجتمعية عريضة، وتبني جسور الثقة مع المواطنين وليعرف كل منهم دوره في احتواء القضية السكانية.
وقالت إن مركز معلومات مجلس الوزراء أصدر تقريرا "وصف مصر بالأرقام" في أول ٢٠١٧ يشير إلى وجود 71.9 ألف طبيب بشري، و15.78 ألف طبيب أسنان، وعدد أعضاء هيئات التمريض 128.89 ممرضا وممرضة، ومتوسط السكان لكل طبيب 1252.9 نسمة، ومتوسط السكان للتمريض 698.9 نسمة لكل عضو هيئة تمريض، وعدد المستفيدين من التأمين الصحي 52.81 مليون نسمة، ونسبة المستفيدين من التأمين الصحي مقارنة بعدد السكان في 2016، بلغ 57.3%، وهذا التقرير يؤكد التباين الواضح في أعداد الأطباء والتمريض في بعض المحافظات ما يؤثر على إتاحة الخدمة الصحية.
وتشير توصيات البحث العلمي إلى ارتباط زيادة المواليد بانخفاض التغطية بالخدمات الصحية ونقص خدمة تنظيم الأسرة وعدم كفاية أو إتاحة وسائل تنظيم الأسرة.
من ناحية أخرى، فإن معدل الخصوبة الكلي لكل سيدة يزداد في المناطق التي ترتفع فيها نسبة وفيات الأطفال الرضع، ووفيات الأطفال دون الخمس سنوات، وهو ما يتطلب بذل المزيد من الجهد في خفض هذا المؤشر لوصوله إلى مرحلة الثبات.
وتخوفت الدكتورة مايسة شوقي من تدني الوضع التغذوي للسيدات في مرحلة الحمل، واللاتي يعانين من الأنيميا بنسبة ٢٧٪، ويعاني منها كذلك الأطفال دون الخامسة بنسبة ٢٨٪، والمراهقين بنسبة ١٩٪، وهذا وفقا للمسح الديموجرافي المصري ٢٠١٤، وأضافت أنها تتوقع ارتفاع أمراض سوء التغذية بعد ارتفاع أسعار الغذاء، وحذرت من أن سوء التغذية يؤثر سلبيا على التحصيل الدراسي والقدرات الذهنية لتلاميذ المدارس.
وأكدت نائب وزير الصحة والسكان، أنه بالاستناد إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإنه بمتابعة أعداد المواليد خلال أول ٦ شهور من العام الجاري، فيما يتعلق بالنقص أو الزيادة، حيث كان شهر يناير به نقص عن يناير السابق بـ7767 نسمة، وفبراير انخفاض 22781 نسمة، ومارس 21380 نسمة، بينما زاد عدد المواليد خلال شهري أبريل ومايو الماضيين مقارنة بالعام السابق، فأبريل زاد المواليد فيه 2533 نسمة، و29610 نسمة، ثم عاد الانخفاض مرة أخرى في يونيو بواقع 4922 نسمة، وفي يوليو الماضي انخفض المواليد 24706 نسمات، وتعتبر هذه النتيجة مخالفة للتوقعات، وتتطلب دراسة الأسباب التي أدت إلى ذلك لتداركها لاحقا.
وعرضت نائب وزير الصحة والسكان، بعض من خصائص السكان مثل الأمية في مصر، ونسبة مساهمة الشباب والمرأة في العمل، ونسب البطالة والإعالة، وهي في مجموعها عوامل محددة لضبط معدل الخصوبة الكلي لكل سيدة، وتؤثر في قدرة المواطنين على استيعاب التوعية الصحية، والقدرة على تبني مفاهيم سكانية إيجابية والالتزام بها.