«كلمة في حق المصريين» في ذكرى انتصار أكتوبر.. مدير القتال البريطاني: رجال عباقرة قدرتهم تفوق الآلات.. رئيس إسرائيل الأسبق: صبورون وتعلموا كيف يقاتلون.. وزير الحرب: لا نملك قوة لإعادتهم للخلف
فاجأ المصريون العالم أجمع بنصر أكتوبر المجيد، فاستطاعوا إعادة مكانتهم أمام العالم، وأجبروا العدو على الاعتراف بقدرتهم فائقة الحدود، وكانت كلمة السر الحقيقية لقوتهم هي الاتحاد والإيمان بالعقيدة والهدف، وليس الاعتماد على الآلات والمعدات.
عبقرية ومهارة
أجبرت قوة المصريين الجنرال «فارا هوكلي» مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني، على الاعتراف بأن مصر استطاعت أن تعلم العالم دروسًا ليستفيد منها.
وأشاد «هوكلي» بالجنود المصريين المقاتلين بكل جلد، قائلا: إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التي يقومون بتشغيلها، فالإنجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا، وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجئة تامة للطرف الآخر، رغم أنها تمت تحت بصره، وتكملة لهذا أظهر الجنود روحًا معنوية عالية في عداد المستحيل.
اقرأ..المتحدث العسكري يستعرض ملحمة النصر بفيديو «ذاكرة أكتوبر»
الشعور بالضآلة
وبفضل الملحمة التاريخية، اعترف «أروي بن أري» مساعد قائد إسرائيل بجبهة سيناء في الحرب، أنه والجنود الإسرائيليين شعروا بالضآلة أمام المصريين، بجانب إحساسهم بالفشل والكآبة، حيث قال: «في الساعات الأولى لهجوم الجيش المصري كان شعورنا مخيفا، لأننا كنا نشعر أننا نزداد صغرًا والجيش المصري يزداد كبرًا والفشل سيفتح الطريق إلى تل أبيب».
وذكر أيضََا: «خيم على إسرائيل ظل الكآبة ومنذ فجر ذلك اليوم حتى غروب الشمس، كان مصير إسرائيل متوقفا على قدرة صدها لهجوم مصر وسوريا، وخلال 25 عاما منذ عام 1948 حتى 1973 لم تتعرض إسرائيل لخطر الدمار بصورة ملموسة كما حدث في ذلك اليوم المصيري».
كلمة حاييم هيرتزوج
وفي مذكراته حول حرب أكتوبر، قال «حاييم هيرتزوج» رئيس إسرائيل الأسبق: «لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل 6 أكتوبر، وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا، فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون، بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم، لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدأ العالم الخارجي يتجه إلى الثقة بأقوالهم وبياناتهم».
تابع.. بانوراما حرب أكتوبر وعروض فنية في الشرقية احتفالا بذكرى النصر
قوة إعادتهم
كما اعترف وزير الحرب الإسرائيلي «موشيه ديان» في ديسمبر 1973 أن حرب أكتوبر كانت بمنزلة زلزال تعرضت له إسرائيل، وأن ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون، وأظهر لهم ما لم يروه من قبل، وأدى كل ذلك إلى تغيير عقلية القادة الإسرائيليين.
وكتب موشيه في مذكراته يقول: إننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى، مشيدا بالدقة التي استخدم بها المصريون الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.
وأكد أن عليهم الاعتراف أنهم ليسوا أقوى من المصريين، وأن حالة التفوق العسكري الإسرائيلي قد انتهت إلى الأبد، وأن النظرية التي تؤكد هزيمة العرب في ساعات، إذا حاربوا إسرائيل تعتبر نظرية خاطئة، مؤكدا انتهاء نظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر.