رئيس التحرير
عصام كامل

حماس.. الغدر طبع وإرث!


قبل عامين، وفي شهر فبراير صدر حكم قضائي مستعجل بأن حماس حركة إرهابية، وبعد عامين وقبل يومين رأينا رئيس المخابرات المصرية السيد خالد فوزي في غزة معلنا إتمام المصالحة. ليست مصالحة مع مصر، بل مع فتح، وعودة حكومة الوفاق الوطني، لإدارة شئون القطاع الذي عانى الجوع والظلام وعصابات الإرهاب، تقودها حماس وهنية نفسه، طيلة عشرة أعوام، كان أبرز أعمالها الهجوم على حدود مصر الشرقية واقتحامها وقتل وخطف ضباطها وجنودها والاشتراك في التآمر على مصر لحساب تركيا وقطر وإسرائيل، وتنصيب الإخوان على كرسي الحكم، واستلام وثائق الجيش المصري من الخائن الجاسوس محمد مرسي، فضلا عن اقتحام السجون وتهريب مساجين حزب الله الإرهابي، ومع الفوضى وإطلاق المساجين الجنائيين روعت البيوت والشوارع المصرية وأحرقت الأقسام، وسرقت سيارات الشرطة، بل سرقت سياراتنا، وبيعت في أسواق غزة، وفتحت أنفاقا بالآلاف لتوصيل واستقبال الإرهابيين والذخائر والعبوات الناسفة.


طفح الكيل بنا وأقسمنا كشعب أننا لن ننسى "وساخاتهم" وخياناتهم!

هذه مشاعرنا الطبيعية، ولن تتبدل، ولن ننسى، ولكن ليس مطلوبا من الدولة أن تسفر عما تشعر به، وليس من العقل أن يعبر القادة عن أحاسيس الغضب والسخط والحذر كما نفعل نحن الكتاب وعامة الشعب، لأنهم لو فكروا بالطريقة ذاتها التي نفكر بها، ونرى من خلالها أن العدو يبقى عدوا إلى الأبد، والصديق يبقى صديقا إلى الأبد، فلن يكونوا قادة بل رعايا يحتاجون من يرشدهم حيث تقع المصالح العليا للوطن.

لم ينس العالم أبدا قول تشرشل إنه مستعد للتحالف مع الشيطان إذا كان التحالف معه يحقق المصالح البريطانية، وفي عالم السياسة لا تصمد المبادئ كثيرا أمام المصالح، إذ لا عداءات إلى الأبد ولا صداقات إلى الآخرة، إنما توجد مصالح حتى اللحظة الأخيرة من عمر الإنسان.

نحن بالقطع لم نتحالف مع حماس، فمصر أكبر، وهي تقود وتجرجر الأقزام من ذيولهم. لقد فشلت حماس تماما في إدارة القطاع وجوعت المليون فلسطيني، وتمردت على الشرعية الفلسطينية في رام الله بالضفة، وخنقتها إسرائيل في المياه وفي الكهرباء وفي التشغيل وفي المعابر، ولم تتنفس غزة إلا من رئة مصر في رفح، وفي كل مرة كان جزاؤنا قتلى وجرحى بسبب خونة وإرهابيين خرجوا علينا من معسكرات الإرهابي القسام.

لا تتوقع الأجهزة الأمنية المصرية، أو الدولة العميقة على وجه أصح، أن ينسى المصريون دماء الشهداء من الجيش والشرطة على يد حماس، ولا الدولة العميقة ذاتها سوف تنسى، لأن تاريخها هو الفعل المناسب في الوقت والمكان المناسب، ليكون الثأر فادحا لمن خان!

رد الفعل الشعبي الرافض لحماس طبيعي ومفهوم، وليس مطلوبا من أحد النسيان، بالعكس لا بد ألا ننسى، لكن علينا أيضا إذا كنا لا نثق في حماس الإرهابية، أن نواصل الثقة المطلقة وبلا اجتزاء فيما تخطط وتعمل له الدولة العميقة العريقة.

أثق في أجهزة بلادي الأمنية، وهي لها رؤية ولنا مصلحة، ولقد استلمنا بعض كلاب الخيانة منهم، وأنفاق التهريب يتم إغلاقها، وهنية تعهد بألا يأتينا من غزة إلا الخير.. وأنا ما زلت لا أصدقه!

بل لا أصدق أنهم سيتيحون لحكومة الحمد الله فرصة النجاح.

قلوبهم إخوانية وهواهم إيراني وخزائنهم قطرية، والغدر في الجينات.. طبع وإرث.
الجريدة الرسمية