رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح حافظ يكتب : من قتل السادات؟

فيتو

في كتابه (معارك لها تاريخ) الذي يحوى مجموعة مقالات صلاح حافظ وحوارا أجراه معه الصحفى رشاد كامل وسبق نشره بمجلة صباح الخير عام 1984 قال الكاتب صلاح حافظ عن اغتيال الرئيس أنور السادات (6 أكتوبر 1981):

أعتقد أن السادات كان يمكن أن يحكم مصر أكثر من ذلك لو أنه استمر في الخط الديمقراطى الذي رسمه في البداية، لكن جاء مصرعه لارتداده عنها وبطشه بها.

إن هذا البطش بالديمقراطية كان إعلانا لكل التيارات السياسية في مصر بأنه إذا أردتم أن تناضلوا في سبيل أفكاركم فاقتلونى أولا.

كان يرى أن الصحفيين أفندية ولاد..... والمحامين خونة وطلبة الجامعة عيال مش متربية.. لقد أعلن السادات معاداته لكل الطوائف وأيضا سخطه.. وعندما يعلن السادات هذا فهو يقول يانا يا أنتم.

إن السادات لم يكن رجلا مجنونا أو عاجزا فكريا أو جاهلا سياسيا، إنما بنى حساباته السياسية على ما يسمع عنه أو يعرفه.. إذن فالذي قتل السادات هو من قدم إليه معلومات بنى عليها ضربته الأخيرة.

نضع في الصدارة هنا النبوى إسماعيل وزير الداخلية، ولن أقول أنه كذب على السادات لكنه أدخل في روعه أن الشعب بكل طوائفه معه ولا يوجد معارض باستثناء قلة مأجورة مما خدع السادات.

القاتل الثانى في رأيى هو مجموعة الانفتاح والمستفيدة منه، التي ظلت تعطى السادات تقارير وردية عن ثمار هذا الانفتاح حتى أن جميع السلع الغذائية معفاة من الجمارك ثم تباع للمستهلك بأضعاف ثمنها.

أصبح صاحب الدخل المحدود لابد أن يحول وظيفته إلى مصدر ارتزاق فأصبح كل شيء بثمنه عند الموظف.

إذا كنت اتهمت نبوى إسماعيل فأنا لا أعفى أيضا باقى شخصيات الحكومة لأنها لم تنبه السادات وكان بإمكانهم أن ينقذوه من النبوى.

والقاتل الثالث هو موسى صبرى صديقى الحميم، فهو رجل إذا آمن بشيء يندفع جدا ولا يخشى النتائج لدرجة أنه يقول لخصومه إنه ساداتى أكثر من السادات نفسه.

وموسى كانت عنده عقيدة أن السادات عظيم ووطنى، ولزمالة السادات لموسى في المعتقل قبل ذلك مما ساهم في إقناع موسى للسادات بأن مواقفه صائبة.

هاجم خصوم السادات وانتقدهم وصورهم للسادات على أنهم مغرضون، وكنت أتوقع منه غير ذلك لشدة ثقة السادات فيه.

وأخيرا قتل السادات هذه الجماعات المتطرفة الحمقاء الخطيرة جدا على مصر وعلى مستقبلها، وهى عندما قتلته لم يكن بسبب السياسة ولكنها قتلته بسبب ثأر شخصى لا أكثر ولا أقل.
الجريدة الرسمية