رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل تحطيم تمثال بسماتيك الأول بالمطرية قديما.. 1200 قطعة عثرت عليها الآثار تكشف اللغز.. اكتشاف الاسم الحوري والنبطي للملك.. والتوقعات تشير إلى تعرضه لحريق.. والبعثة الألمانية تنتهي من دراسته

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أنهى الدكتور ديترش راو، رئيس البعثة الألمانية المصرية لحفائر المطرية، الدراسات المقارنة للتوصل لصاحب تمثال بسماتيك الأول المكتشف بحفائر سوق الخميس بالمطرية، حيث توصل مع فريق البحث الذي يضم الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية وعالم آثار أجنبي بأن التمثال للملك بسماتيك الأول، وما أكد ذلك الاسم الحوري الذي تم العثور عليه مؤخرا بنفس مكان اكتشاف التمثال.


دلائل الإثبات
وتشير الدراسة الذي سيتم نشرها علميا في حوليات وزارة الآثار قريبا إلى أن التمثال للملك بسماتيك الأول وقد يكون تعرض لانفجار نتيجة حريق منذ سنوات طويلة حيث تناثرت أجزاؤه لأنه تم العثور على نحو 1200 قطعة خاصة بالتمثال منها الاسم النبطي والاسم الحوري للملك اللذان يؤكدان أن التمثال للملك بسماتيك الأول وليس لملك غيره، ولم يظهر على أجزاء التمثال أية آثار لاستخدام آلة حادة في تحطيمه. 

نقل أجزاء التمثال
نقلت إدارة النقل والتغليف بمركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير، بعض القطع الأثرية من موقع حفائر سوق الخميس بالمطرية إلى المتحف تمهيدا لعرضها في الافتتاح الجزئي للمتحف عام 2018، والتي تم تسجيلها تحت أرقام 143 / 4 و"144 / 3" بسجلات المتحف المصري الكبير.

وتضمنت القطع التي جرى نقلها بعض الأجزاء المكتشفة حديثا من تمثال بسماتيك الأول المعروض بحديقة المتحف المصري والذي يبلغ عددها 5 قطع، وبعض القطع الأخرى المكتشفة بموقع الحفائر.

اكتشاف الاسم الحوري
وأوضحت الأجزاء التي عثرت عليها البعثة المصرية الألمانية العاملة بموقع حفائر سوق الخميس بالمطرية من تمثال الملك بسماتيك الأول الاسم الحوري للملك والذي يؤكد أن التمثال للملك بسماتيك الأول.

تفاصيل الاكتشاف
وقالت مصادر من وزارة الآثار، إن الأجزاء التي عثرت عليها البعثة عبارة عن 3 أصابع من قدم التمثال وبعض الأجزاء الصغيرة المحطمة وجزء من ظهر التمثال تمثل العمود الفقري له ومكتوب عليها الاسم الحوري للملك بسماتيك الأول وهو ما يؤكد أن التمثال لهذا الملك، مشيرة إلى أن المتحف المصري سيتولى نقل الأجزاء المكتشفة من التمثال.

وتابعت: أن البعثة المصرية الألمانية العاملة في موقع حفائر سوق الخميس، استخرجت قاعدة تمثال الملك بسماتيك الأول، وهي من حجر الكوارتزيت، كما عثر على أرضية التمثال وهي عبارة عن بلاطات من الحجر الجيري.

النقل
وأوضحت المصادر، أن قاعدة التمثال مكتشفة منذ اكتشاف التمثال بموقع الحفائر هي وأرضية التمثال لكن تم انتشالها من المياه بمعرفة مركز ترميم المتحف الكبير، وإدارة النقل والتغليف منذ أسبوعين تمهيدًا لنقلها للمتحف الكبير بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار في جلستها المنعقدة في 7 يونيو الماضي، وتكليف المتحف المصري بنقل جميع القطع الأثرية من موقع الحفائر.

وأضافت المصادر أن البعثة المصرية الألمانية العاملة في موقع حفائر سوق الخميس لم تنتهِ من أعمال الحفائر بالمنطقة وتفتح العديد من المربعات لإجراء الحفائر بالمنطقة، لإخلاء المنطقة من جميع القطع الأثرية بمساعدة المتحف المصري الكبير.

وتعمل البعثة، وفق المصادر، بحذر شديد بالقرب من المنازل المجاورة لموقع الحفائر نظرا لارتفاع منسوب المياه الجوفية والصرف الصحي واستمرار شفط هذه المياه والحفر قد يهدد المنازل المجاورة بالانهيار، لكنها ستمد أعمال الحفائر بالمنطقة لموسم آخر لاستكمال استخراج باقي أجزاء التمثال بعد زيادة احتمالات تؤكد وجود باقي أجزاء التمثال بالمنطقة نفسها.

إعلان صاحب التمثال
وكانت وزارة الآثار أعلنت عن هوية التمثال الملكي الذي تم اكتشافه بمنطقة سوق الخميس الأثرية بالمطرية (مدينة هليوبوليس القديمة) بواسطة البعثة المصرية الألمانية الأثرية المشتركة.

ورجحت دراسات أولية أجريت على أجزاء التمثال من خلال الكتابات الهيروغليفية أن يرجع التمثال للملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين ( 664-610)، حيث وجد على ظهر التمثال نقش لأحد الأسماء الخمسة للملك (نب عا) وهو الاسم الذي يعرف في علم الآثار بالاسم النبطي.

أضخم التماثيل
ويعتبر هذا التمثال من أضخم التماثيل التي تعود إلى العصر المتأخر في مصر، ويثبت وجود العديد من مختلف التفاصيل الفنية الموجودة بالتمثال والتي كانت السمة الواضحة في عصر الأسرة السادسة والعشرين وهو ما يعرف في الفن المصري القديم بمصطلح فن محاكاة الماضي، ونحت التمثال من حجر الكوارتزيت الذي تم جلبه من الجبل الأحمر (مدينة نصر حاليا) ويبلغ ارتفاعه نحو 9 أمتار.
الجريدة الرسمية