«فيتو» تكشف: جمعية تابعة للأمم المتحدة تعلم المثليين فنون «الجنس الآمن».. مقرها بمنطقة بولاق وتستقبل الراغبين في تحليل الإيدز مجانًا.. لا تهدف لتصحيح مسار الشواذ ولكن تسعى إلى حماي
ضجة هائلة أثيرت بمصر بعد أن رفع مجموعة من الشباب علم «المثلية الجنسية»، خلال حفل فريق مشروع ليلى الـ«ميوزك بارك» وإعلان بعض الشباب تأييدهم للمثلية الجنسية، محاكاة لحامد سنو المغنى الرئيسى للفريق.
ظهور المثليين في الحفل ورفعهم أعلامهم الخاصة انقسمت الآراء حوله خلال الأيام الماضية، ما بين بعض المتعاطفين معهم باعتبارهم «مرضى»، وآخرين اعتبروا ما حدث جريمة أخلاقية تتنافى مع قيم المجتمع، وتصطدم بالمعتقدات الدينية التي تحرم فعل قوم لوط.
العقوبات القانونية التي تفرضها مصر على المثليين جنسيا، وهي عقوبات مخففة، دفعت بعض الجمعيات التابعة لمنظمات دولية للعمل تحت ستار خفي، ومتابعة حال المثليين في مصر، بل وبلغ الأمر إلى إعطائهم دروسا في كيفية ممارسة الجنس بشكل آمن من خلال جمعية «B.F» التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.
منشور على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، مخصص لمرضى «الإيدز» كان بمثابة طرف الخيط الذي التقطته محررة «فيتو» لكشف المجهول في تلك الجمعية.
«يا جماعة أي حد عايز يعمل تحليل إيدز ومن غير فلوس ممكن يتواصل معايا وعشان الناس متستغربش الموضوع بقى منتشر جدا وعشان القلق الموضوع بيحصل بخصوصية جدا وبمجهولية ومش عايز حتى أعرف اسمك ولا ساكن فين والتحليل بيتم تبع مكتب من الأمم المتحدة، ولو أي حد عنده حد مدمن ومحتاج يعالجه أنا ممكن أساعده في الموضوع ده».
تلك الكلمات وضعها «ك.ك» معالج إدمان بأحد المستشفيات الخاصة، على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لجمع عدد كبير من الشباب المصابين بالإيدز، سواء كانوا شواذ أو مدمنى مخدرات، أو من هواة ممارسة العلاقات الجنسية المتعددة.
تواصلت محررة «فيتو» مع صاحب المنشور، وأوضحت له أنها ترغب في إجراء اختبار تحليل الإيدز، وبالفعل أخبرها صاحب الإعلان، أن عنوان الجمعية تقاطع شارع «عمر بن الخطاب» في شارع المروة بمنطقة بولاق، وأن مواعيد العمل بها كل يوم ما عدا الجمعة والسبت.
بمجرد أن تطأ قدماك مقر الجمعية، تجد لافتة صغيرة على الباب تحمل اسم «جمعية B.f» جمعية مشهرة من وزارة التضامن الاجتماعى رقم الإشهار 1150 لسنة 1993، أما الداخل فكانت شقة مكونة من 4 غرف، الأولى كانت لسيدة ثلاثينية العمر، وهى المسئولة عن استقبال الأفراد، وترتيب الدخول وإعداد قوائم الأسماء وتسلم الاستمارات من قبل المترددين على الجمعية، ومساعدتهم في الاستفسارات.
أما الغرفة الثانية التي تقابلها في وجهك بمجرد دخولك من باب الجمعية، فيجلس بها مجموعة من الشباب، بعضهم بدت عليه علامات أنثوية، وجميعهم رجال يجلسون برفقة بعضهم، أما بالنسبة للغرفة الثالثة فتجلس بها الطبيبة التي تجرى الفحوصات، وتقوم بالكشف، كما أن الحوائط مدون على جدرانها إرشادات عن «الجنس الآمن».
استقبلنا في الغرفة الثانية أحد الأعضاء العاملين بالجمعية يدعى «ع»، وقدم للمحررة «مظروفًا أبيض» كبير الحجم، يحوى بداخله عدة كتيبات عن «الأمراض المنقولة جنسيا»، وكتيبا خاصا بمرض «الإيدز»، بجانب علبة «واقى ذكري».
عندما استفسرت محررة «فيتو» حول تبعية تلك الجمعية، أخبرها المعالج النفسى «ك»، أنها تابعة لمكتب الأمم المتحدة، وتهدف لنشر ثقافة الوقاية من مرض الإيدز «HIV»، حيث تستقبل «شواذ رجال، ليزبيان “نساء مثليات جنسيا”، ومدمنين”، موضحا أن الجمعية لا تمتلك فروعا أخرى في أي منطقة، وأن هذا هو المقر الرئيسى والوحيد.
«كم عمرك، الاسم مستعار، نوع الجنس، إيه سبب مجيئك للمكان، مارست الجنس قبل ذلك.. مع نوعك ولا نوع آخر، عدد المرات التي مارست فيها الجنس قبل 6 شهور» تلك الأسئلة كانت مدونة باستمارة يجب ملؤها قبل إجراء فحص الإيدز، وأجرى المقابلة مع المحررة الطبيب «ك»، فذكرت أنها قابلت صديقة لها مثلية الجنس معتادة على الممارسات الشاذة مع الفتيات، فخشيت أن تكون مصابة، خاصة وأنها قبلتها لذلك تخشى أن يكون المرض انتقل إليها، وهذا الفحص من أجل الاطمئنان النفسي.. ثم استفسرت المحررة عن إمكانية معالجة الشواذ جنسيا من هذا المرض من خلال الجمعية، فالتقط المعالج طرف الحديث قائلا: «الجمعية تخصصها وقاية فقط وتعليم المثليين والمدمنين ممارسة الجنس بشكل صحيح دون الوقوع في أخطاء تسبب لهم أمراضا خطيرة، فهم لا يهدفون إلى تصحيح أوضاع هؤلاء الأشخاص ولكن حمايتهم من الأمراض وهو الأهم، نظرا لرفض المجتمع المصرى لفئة المثليين جنسيا».
وأنهت المحررة تلك الزيارة موضحة أنها ستقوم بإجراء الفحص خلال الأسبوع المقبل، نظرا لاكتظاظ الجمعية بالشباب، كى تكون أكثر اطمئنانا، كما أنها ستخبر صديقاتها بالمجيء معها لإجراء الاختبار بشكل جماعي.