رئيس التحرير
عصام كامل

سعيد صادق: ٢-٧٪ نسبة المثليين في مصر

الدكتور “سعيد صادق”،
الدكتور “سعيد صادق”، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية

يشهد المجتمع المصري، بين الحين والآخر، قضايا حساسة تهدد القيم والأخلاق الرفيعة التي تربى عليها، حيث تصدرت الفترة الأخيرة أعلام المثلية الجنسية الحفلات والتجمعات، وانتشر فكرهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا كان لابد من الوقوف على أبعاد تلك القضية، والتعرف على خطورتها وكيفية مواجهتها من خلال حوار مع الدكتور “سعيد صادق”، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية.


> كيف ينظر علم الاجتماع للمثلية الجنسية؟
أقلية من الأقليات، مثل ذوى الاحتياجات الخاصة، أو الأقليات العرقية التي تواجه مشكلات معينة، وهناك مجتمعات تقبلها كالدول الأوروبية أو الأمريكية، وأخرى تتعامل معهم بعنف مثل إيران وأفغانستان، بينما تعاقبهم مصر بقانون عام، وهو قانون “التحريض على الفجور”.


> كم تقدر نسبتهم في المجتمع المصرى والمجتمعات المختلفة؟
لا تتعدى من 2 إلى 7% من عدد مواطنى أي مجتمع، نسبة بسيطة جدا غير لافتة للانتباه لضآلة عددهم، ولكن تركيز الإعلام معهم يظهرهم للعامة وكأنهم أغلبية!!


> ما أكثر المراحل العمرية والمجتمعات التي تظهر فيها تلك الفئة؟
سن المراهقة عند فترة تحديد الهوية الجنسية مع بدء عمر البلوغ، فالمراهق في تلك المرحلة يواجه مشكلات في التعرف على ميوله الجنسية، وبالتالى يكون عرضة للوقوع فريسة لتلك الأفكار، والسجون أيضا منابع للمثلية الجنسية، حيث يجلس فيها شخصان لمدة طويلة مع بعضهما، ولديهما الرغبة في الإشباع الجنسي، فضلا عن أنه من الممكن أن يكون بالتعود، بأن يتعرض الفرد لذلك في الصغر، ويستمر الفعل معه في الكبر، كما ظهر في فيلم “عمارة يعقوبيان”.


> ما عوامل انتشار المثلية؟
أهم العوامل اغتصاب الأطفال في الصغر، بينما فسرها البعض بأنها بسبب جينات يصعب السيطرة عليها، فيما قال آخرون إن الأمر يرجع إلى الولادة والهوية الجنسية.


> هل المثلية مرض نفسى أم عادة، وكيف تنظر إليها المنظمات العالمية؟
المثلية ليس لها أي علاقة بالمرض النفسي، ففى عام 1972 حذفت الجمعية العامة لعلماء النفس الأمريكية للمعالجين مصطلح المثلية من كتالوج الأمراض النفسية، وفى عام 1990 صرحت منظمة الصحة العالمية بأن المثلية الجنسية ليست مرضًا نفسيًا، ولا يوجد كتاب طب نفسى في مصر، اعترف به كمرض نفسي، لذلك خرج هؤلاء للعلن يدافعون عن أنفسهم، ويحاولون الحفاظ على حقوقهم.


> قدمت الجامعة الأمريكية مشروع قانون لعلاج الإيدز، ومن أهم بنوده مواجهة المثلية، ما ملامح هذا المشروع؟
هذا الكلام غير علمى تماما، المشروع بالفعل يعالج الإيدز، ولكن ليس له علاقة بالمثلية؛ لأن المثلية، كما ذكرت، ليست مرضا نفسيا بحاجة للعلاج، لكن من الممكن أن تكون مجرد عادة أو مرتبطة بجينات جسدية.


> كيف يمكن التعرف على المصاب بالمثلية في البداية؟
يصعب التعرف عليهم بالشكل الدقيق، ولكن من الممكن أن يكون ذلك من خلال تغيرات تطرأ على التصرفات، فالكثير منهم يعانى من اضطراب وقلق نفسى يظهر عليه جليا، فضلا عن أن بداية ممارسة المثلية ترتبط بالسن الصغير، والمواطنون في هذه السن أقرب إلى الاعتراف بتلك الجرائم، كما أن الغالبية العظمى من هؤلاء المصابين لديهم “البجاحة” الكاملة للاعتراف بذلك في العلن، كما نرى على مواقع التواصل، وفى الإعلام والحفلات الغنائية، ويمكن التعرف على ذلك أيضا بالكشف الطبي.


> كيف يمكن علاج المثلية رغم عدم اعتبارها مرضًا؟
لا يوجد علاج نهائى للمثلية الجنسية، ولكن من الممكن مواجهة صعودها بوضع أسس وقواعد معينة يسير عليها المجتمع بكافة أشكاله، سواء الأسرة أو الإعلام أو المؤسسات الدينية والتعليمية، لمواجهة تلك الفئة وما لديها من أفكار، أما اعتباره مرضًا، ولابد من علاجه، فلا جدوى من ذلك.


> كيف يمكن مواجهة تلك الفئة؟
يسهل مواجهة الظاهرة لدى المصابين في سن أقل من 16 عاما؛ لأن الأمر لا يزال في بدايته، وبالتالى يمكن السيطرة عليه، أما الفئة العمرية التي تتجاوز تلك السن فيصعب مواجهتها، لأنه تعايش مع الأمر وأدمنه، وتحول لوسيلة استمتاع بالنسبة له، وبالتالى يرفض أي وسيلة للعلاج.. وعدم التركيز عليهم إعلاميا ضرورة؛ لأن ذلك يخدم أفكارهم ويساعدهم على نشرها، والتقليل من المادة الإعلامية التي تتناول الجنس والنكاح، وخاصة أن ترتيب أولويات الإعلام الفترة الأخيرة في هذا النطاق، سواء نكاح الميتة أو الأطفال وصولا للمثلية، كما ينبغى إصدار كتيبات لأولياء الأمور ترصد كيفية التعامل مع أبنائهم إذا شعروا بالإصابة، وتنمية الأخلاق بين الأبناء من قبل الأسرة، إلى جانب تصحيح مسار التعليم والمؤسسات الدينية، بحيث تتطرق للمشكلات الجنسية بشكل محترم ومفيد ولائق، وتعمل على توعية المجتمع والشباب بخطورة مثل تلك الأفكار.


> هل مواجهة الظاهرة بالقانون حل؟
مواجهة الظاهرة بالقانون لا تغنى ولا تسمن من جوع، فكل الجرائم محرمة، وتصدر ضدها أحكام وما زالت ترتكب، فحبس مثلى يجعله أكثر إجراما وخطرا على المجتمع، ولكن لابد من التعامل معه بطرق أكثر عقلانية من تلك التي يتعامل بها المجتمع المصري.
الجريدة الرسمية