رحلة الذهب من أعماق «السكري» إلى الأسواق العالمية «تقرير»
أسئلة كثيرة تدور في مخيلة المصريين عن رحلة استخراج الذهب من منجم السكرى وشحنه إلى كندا لتنقيته، وهل يعود مرة أخرى إلى أرض الوطن بعد التنقية لتعزيز رصيد الذهب بالبنك المركزي أم يباع في الأسواق العالمية مباشرة، وماذا عن إجراءات التأمين؟
هذه التساؤلات وغيرها أجاب عليها الجيولوجي يوسف الراجحي المدير التنفيذي لشركة السكرى لمناجم الذهب في تصريحات خاصة لـ«فيتو» موضحا حقائق الأمور ووضعها في نصابها الصحيح.
مراحل الاستخراج
وعن المراحل الأولية لاستخراج الذهب من منجم السكرى بالصحراء الشرقية قال "الراجحي" يمر الذهب بعدة مراحل تبدأ بتكسير الخام من خلال طريقتين، الأولى تفجير الخام وإقامة مصاطب لاستخراج الخام وتصنيفه حسب درجة تركيز الذهب الخام، أما الطريقة الثانية فهي طريقة التنجيم تحت السطح للوصول إلى النطاقات الغنية بالذهب.
وتابع: بعدها تبدأ مرحلة التكسير والطحن لدرجة تسمح بمرور الذهب عبر محلول سيانيد الذي يقوم بإذابة الذهب داخل تنكات معدة لهذا الغرض بالمصنع ثم تأتى مرحلة امتزاج الذهب مع حبيبات الفحم النشط وهو نوع من الفحم النباتي المعد لهذا الغرض يمر بعد ذلك بمرحلة الاسترجاع وفيها يتم استخلاص الذهب من الفحم في محاليل ذات تركيزات عالية تليها مرحلة التحليل الكهربي، وفيها يتم ترسيب الذهب على ألواح داخل خلية كهربية.
ويتم بعدها جمع رواسب الذهب وتجفيفها في أفران مخصصة وخلطها ببعض الكيماويات اللازمة للصهر بنسب محددة ويتم صهرها وسبكها وصبها في قوالب معدة لذلك فتكون النتيجة ذهبا محملا بنسبة من الفضة وبعض الشوائب التي لا تذكر ثم توضع بعد ذلك الأرقام المسلسلة على كل سبيكة وتجري التحاليل الخاصة بها في معمل الشركة حيث أن أن متوسط الحصول على الذهب الخالص من طن صخور الذهب أثناء عمليات التنقية والفصل يمثل 1.2 جرام فقط لا غير.
لماذا كندا
وأجاب الراجحي عن سؤال: لماذا يخرج الذهب إلى معامل التنقية بكندا؟ قال: ببساطة جميع مناجم الذهب في العالم، تنتج ذهبا على هيئة سبائك وبتتراوح نسبة التركيز فيها من 93 % إلى 94 % وباقى السبيكة "شوائب" من الحديد أو الفضة أو النحاس أو الرصاص أو الزنك وتسمي"سبائك دورية".
وتابع: السبائك لا يمكن بيعها في سوق الذهب العالمية على درجة نقاء 94% بهذه الشوائب ولذا يتم تنقيتها حتى يصل التركيز في هذه السبائك إلى 99.99 %، وبعدها يتم ختم وزن السبيكة وعيار الذهب بمعامل معترف بها دوليا بكندا مؤكدا أن السوق العالمي للذهب لا يعترف إلا بالسبائك الخالصة عالية الجودة.
هل يعود بعد التنقية لمصر
ورد الراجحى عن تساؤلات الكثيرين: هل يعود الذهب لمصر بعد التنقية؟ قائلا: بعد التنقية يتم بيعه في سوق الذهب العالمى مباشرة بالدولار وبعدها يتم اقتسام الأرباح بين الدولة والمنجم، وأضاف: البنوك المصرية لا تستطيع شراء ذهب السكرى فهذا ممنوع، فالشراء يكون فقط من السوق العالمية للذهب لأنها أسواق محكومة ومنظمة تحت إشراف البنك المركزي الإيطالي، حيث متوسط التعاملات اليومية للسوق العالمي من مستثمري الذهب تصل إلى 20 مليون أوقية ذهب بقيمة 26 مليار دولار و9.5 تريليونات دولار سنويا بما يمثل 200 ضعف الموازنة العامة لمصر.
تأمين الذهب
وعن رحلة تأمين سبائك الذهب من الداخل إلى الخارج أكد "الراجحي" أنه يتم وزن السبيكة ثلاث مرات قبل أخذ العينة وبعدها يتم ختمها بثلاثة أختام، ثم تأتي بعد ذلك إجراءات شحن وتأمين الذهب إلى الخارج الذي تقوم به شركة "أمانكو" وهي الوكيل المصري لشركة بريمكس العالمية للتأمين ترافقها قوات من شرطة مرسي علم والجيش والأمن القومي وتستخدم في سبيل ذلك سيارة ألمانية الصنع مصفحة ضد الرصاص والأسلحة النارية.
وعن مرحلة الشحن" أوضح " أن جميع العمليات الخاصة بشحن الذهب إلى الخارج تتم بحضور مندوبين من هيئة الثروة المعدنية ومصلحة الدمغة والموازين بالإضافة إلى إجراءات الأمن الصارمة حيث يتم تفتيش كل من يدخل إلى حجرة الذهب بمن فيهم مدير المنجم نفسه.
وأكد المدير التنفيذى لشركة السكرى لمناجم الذهب، أنه لم يتم تهريب الذهب من المنجم فهذا مستبعد تماما حيث يوجد 92 كاميرا مراقبة تراقب كل صغيرة وكبيرة وترصد كل ما يحدث داخل المنجم.