رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أحد أبطال حرب أكتوبر يروي كواليس عبور أول ضابط للقناة «تقرير»

فيتو

«العميد يسري عمارة» أحد أبطال حرب أكتوبر 73 ويعتبر من أشهر أبطال تلك الحرب المجيدة بمحافظة بورسعيد، حيث ارتبطت شهرته بنجاحه في أسر الضابط الإسرائيلي الشهير عساف بأجوري قائد اللواء 190 المدرع الإسرائيلي وكتيبته، بجانب المشاركة في أسر أول ضابط إسرائيلي من الضفة الشرقية خلال حرب الاستنزاف، والذي أصبح بعد ذلك نائبا لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي بعد عودته لإسرائيل في تبادل الأسرى.


والتقت "فيتو" بالبطل يسري عمارة في ذكرى حرب أكتوبر العظيمة الـ43 لنتعرف منه عن مشاركته في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، بجانب تكريم الرئيس محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك له، حيث التقينا بالبطل في الميدان الذي أطلق عليه اسمه بمحافظة بورسعيد والذي يقع في أشهر منطقة بالمحافظة تكريما له.

وقال: "أنا العميد بالمعاش يسري أحمد عمارة، من مواليد مصر الجديدة، ونشأت في قرية بالمريوطة وتزوجت في بورسعيد منذ عام 1975، وحتى الآن وأولادى وأحفادي ببورسعيد وكنت في حرب أكتوبر ضمن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني تحت قيادة العميد حسن أبو سعدة".

وأضاف: "إن حرب الاستنزاف هي الأساس في حرب أكتوبر المجيدة فقد تدربنا طيلة فترة حرب الاستنزاف بشكل مكثف، وبالرغم من أن في حرب الاستنزاف كانت إسرائيل منتصرة ومستعمرة سيناء، إلا إننا كنا نتصدى لهم ونرهبهم بكل امكانياتنا بالرغم من قلة الذخيرة، حيث كان العدو على الضفة الشرقية من القناة ونحن عن الضفة الغربية".

وتابع: "للأسف عندما حفر أجدادنا القناة قاموا بوضع أطنان من الردم ناحية الاتجاه الشرقي، واستغل الإسرائليون تلك الرمال وقاموا بعمل الساتر الرملي الشهير الذي وصل ارتفاعه حتى 22 مترا؛ أي بمثابة 7 أدوار، كما أن الساتر الرملي للعدو كان فوقه 35 نقطة دفاع لهم بها ضباط وجنود وأسلحة خفيفة وأسلحة ثقيلة وذخيرة، ولديهم أيضا خزان زيت درجة حرارته 700 درجة مئوية عندما يتم فتحه والقائه في الممر الملاحى "قناة السويس" والذي عرضه 200 متر تندلع النيران في المياه، وبذلك كان الإسرائيليون يحمون أنفسهم، ويتوهمون بأنه بذلك لن يتمكن أحد من عبور القناة".

وعن قصة أول ضابط عبر القناة عام 1969 قال: "في عام 1969 صدرت أول أوامر أن نعبر الممر الملاحي لقناة السويس للضفة الشرقية لنرصد الأوضاع عند العدو أي عملية استطلاع، وتم اختيار الضابط ملازم أول رشدى عبد الله إمام كأول ضابط يعبر إلى هناك وقد عبر بدون سلاح في مهمة استطلاعية، وبالفعل وصل رشدى للضفة الشرقية ونام هناك لمدة ساعتين، ليكتشف أن الاسرائليين كلهم جبناء يختبأون في مخابئ للداخل ولكنهم يضعون سماعات كبيرة في اتجاهنا غربا لنستمع للموسيقى والصخب ونتوهم انهم على قرب من الممر الملاحي، وعندما عاد رشدى بأحد متعلقات جندى إسرائيلي حصل عليها دون أن يشعر به أحد، علمنا مدى جبن وضعف اليهود، وصدر قرار في 29 ديسمبر 1969 بتوجه دورية بقيادة أحمد إبراهيم إلى الضفة الغربية، ونجحنا في اسر أول جندى إسرائيلي: "داب دان إفدان شيمون".

وأضاف: "بعدما نجحنا في أسره، اصطحبته إلى المكان المخصص لي، وكان مصاب في فخده، وعلى الفور قام طبيب بعلاجه وتوفير له الاسعافات اللازمة، فسألنى شيمون ما اسمك أيها الضابط ؟ فقولت له أنا جمال عبد الناصر، وبعد ذلك توجه للطبيب وسأله عن اسمه فرد الطبيب وأنا أيضا جمال عبد الناصر، فقام أحد الجنود الذي كان معنا بالرد على الفور وأنا أيضا الجندى جمال عبد الناصر، وعقب ذلك نظرت لشيمون وقولت له " كلنا هنا جمال عبد الناصر"، وبالفعل تم علاجه واستمر في مصر حتى حرب أكتوبر وعاد لإسرائيل في اتفاقيه تبادل الأسري، ثم تم ترقيته هناك حتى وصل إلى منصب نائب رئيس جهاز الموساد؛ لأنه كان أحد أقارب جولد مائير رئيس وزراء إسرائيل في فترة الحرب".

وتابع: "احتفظت بالأفارول " البدلة العسكرية" الخاصة بى من حرب أكتوبر 1973 وحتى 2009 والدماء عليها كما هي فلم أغسلها نهائي حتى تظل تلك الدماء شاهدة على حب الوطن، وفي عام 2009 تواصل معى مدير إدارة المتاحف وطلب منى أن يحصلوا على تلك البدلة وجميع متعلقات الضابط الإسرائيلي الذي قد أسرته وقاموا بوضعهم جميعا في مقدمة المتحف الحربي في القلعة، كما أن مسدس عساف ياجوري أهديناه للمشير طنطاوى عندما كرمنا والذي وضعه أيضا في المتحف الحربي ليكون شاهد على التاريخ".

وأكد، "أن شباب مصر الآن أفضل حال من جيل أكتوبر لأن كل الإمكانيات متاحة لهم وأعلم أن الشباب من حقه أن يتزوج وأن يعمل ولكن عليه أن يتحمل لأن مصر تمر "بفترة صعبة"، فجيل أكتوبر تحمل ما لا يتحمله بشر فنحن كنا نقف بالساعات بالطابور أمام الجمعية التعاونية للحصول على "لتر جاز أو كيلو سكر أو دجاجة"، وعندما وقف الشعب في ضهر الجيش لدعمه في حرب أكتوبر تمكن الجيش من التفرغ لمحاربة العدو وهزميته هزيمة".
الجريدة الرسمية