رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي في غزة


اليوم رفعت صور الرئيس السيسي على المباني الحكومية في غزة، التي تسلمتها المخابرات المصرية من حماس وسلمتها لحكومة الوفاق الوطنى، تنفيذا لاتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه في القاهرة، وتحت الرعاية المصرية، وأمس اكتشفت قواتنا المسلحة واحدا من أكبر الإنفاق مع قطاع غزة، كان بالطبع يستخدم في تهريب كل شىء، ومن بينه الإرهابيين والسلاح والمتفجرات، ولذلك نامل أن تنهى المصالحة الفلسطينية ذلك الخطر القادم لنا من غزة عبر تلك الأنفاق، خاصة وأن الاتفاق يقضى بتسلم السلطة الفلسطينية معبر رفح، لكى تديره وتشرف عليه، وهو ما سوف يترتب عليه انتظام فتحه.


لكن ذلك مرهون أولا بأن تصدق حماس في تعهداتها لمصر بخصوص توفير الأمن على الحدود المصرية مع غزة، وهو ما يقتضى إنهاء كل دعم لوجستي أو غير لوجستي للإرهابيين الذين كانوا يجدون ملاذا آمنا في قطاع غزة تحت سيطرة حماس، وحتى يتحقق ذلك لابد من أن تمضى المصالحة الفلسطينية قدما إلى الأمام، دون تعطيل، أي يخلص كل الفرقاء الفلسطينيين فيها، ويتم تجاوز ما تبقى من خلافات خاصة ما بين فتح وحماس، والتي تتعلق ليس فقط بالتواجد الأمني في محيط معبر رفح، وإنما بالتواجد الأمني لحماس في قطاع غزة كله، وأيضًا ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية في الأراضي الفلسطينية، وانتخابات منظمة تحرير فلسطين، فضلا عن توقيت الانتخابات البرلمانية، وكلها خلافات يمكن تجاوزها إذا تخلصت حماس حقا من انتمائها للإخوان وتنظيمهم الدولى، وتخلصت فتح من مشاكلها الداخلية، وصارت المصالحة والوحدة تمثل مصلحة لجميع الفرقاء الفلسطينيين.
الجريدة الرسمية