رئيس التحرير
عصام كامل

تقسيم سوريا.. فخ دولي ورضاء عربي «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ثورات الخريف العربي طالت عددًا من الدول وكان لها تأثير متفاوت على الوطن العربي ككل حتى الدول التي لم يحدث بها ثورات.. ولكن استطاعت دولة مثل مصر أن تجتاز الفترة العصيبة وتشكل حكومة جديدة بعدما انحازت القوات المسلحة للشعب في حين أن الدولة السورية ما زالت منهكة في الصراعات الداخلية بسبب الأزمة التي حلت بها حتى الآن.


وتباينت الآراء بشأن ما يدور على الأراضي السورية ما إذا كانت إرادة شعب يريد التغيير أو أنه مخطط خارجي، ومنذ عام 2011 يتواصل قتل وتشريد ونزوح عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري الذي أطلق عليه في العديد من البلدان صفة لاجئ ولأول مرة.

حرب بالوكالة

أصبحت الأراضي السورية ساحة معركة لتنفيذ «حرب بالوكالة» ويلعب عدد من الدول دورًا فعالًا على أرض الواقع منها دول عربية أو إقليمية وأيضًا دولية.

وفي ظل تصاعد الأحداث بشكل مستمر وكل طرف يعلن عن انتصارات بشكل يومي سواء النظام السوري أو المعارضة وسط تواجد ما تسمى بالمعارضة المسلحة التي تدعم بالسلاح من دول أخرى بشكل غير رسمي، وتم تدويل الأزمة السورية وأصبح الحل في أياد غير عربية تتحكم في مصير دولة عربية، فكان لا بد من الانتباه.

مناطق آمنة

في مايو الماضي أعلنت روسيا عن توقيع مذكرة اتفاق على تحديد أربعة أماكن آمنة هي محافظة إدلب والأجزاء المتاخمة لها من اللاذقية وحلب وحماة وهي مناطق يسكنها أكثر من مليون شخص.

وتنص مذكرة الاتفاق الروسية، التي وقعت عليها إيران وتركيا، الخميس، في العاصمة الكازاخية أستانة، على وقف القوات الحكومة والمعارضة كل الاشتباكات بما فيها الضربات الجوية.

مخاوف

ووسط إنهاء مركزية السلطة السورية تواجدت كل من إيران تركيا بالتحديد في عملية التهدئة وتحديد أماكن بعينها تتسبب في مخاوف كثيرة للباحثين والمهتمين بالشأن السوري معتبرينها بداية لعملية هيمنة حقيقة على أرض الواقع لتنفيذ كل منهما أجندته الخاصة التي من المؤكد أنها لا تراعي مصالح الشعب السوري خاصة أن إيران لها تاريخ في احتلال الأراضي العربية من خلال احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث وأيضًا تركيا لها مشروع تريد تطبيقه.

عناد أمريكي

ومن المؤكد أن للولايات المتحدة الأمريكية دور فعال في الأزمة السورية ووسط تواجد روسيا لاعبا رئيسيا في الأزمة لن تخرج أمريكا من سوريا سوى بعد تحقيق مبتغاها تحت أي نتيجة نظرًا للصراع الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط وكل منهم يريد فرض الهيمنة أكثر من الآخر.. كما أن هناك دورا لدول عربية أخرى منها المتهم بدعم المعارضة المسلحة في الخفاء ولكن المؤكد أن هذه الكيانات المختلفة لكل منهم سياسات يريد تطبيقها بعيدة كل البعد عن وحدة التراب السوري.

تحذير من التقسيم

خرج أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس وبعد أربعة أيام يحذر من أن تكون مناطق خفض التصعيد التي أقرت مؤخرًا مقدمة لتقسيم الوطن السوري أو تفتيته إلى مناطق نفوذ خاضعة لهيمنة أجنبية، مركزًا على ضرورة الحفاظ على سوريا بحدودها المعروفة.
الجريدة الرسمية