عيد الجيش والشعب

تحتفل مصر -جيشا وشعبا- يوم الجمعة المقبل بالذكرى 44 لحرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي سطرت فيها القوات المسلحة بقادتها وضباطها وجنودها أروع الملاحم العسكرية الحديثة بمعاونة كل قطاعات هذا الشعب العريق. ونقف اليوم وفي هذه المناسبة الغالية على كل مصري مع اعتراف أوري ميلدشتين، الخبير العسكري الإسرائيلي الذي عاصر الحرب، بأن إيلي زعيرا، رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى "أمان"، يتحمل المسئولية عن الهزيمة في الحرب، لكونه كانت لديه ثقة زائدة في أن الجيش المصري لن يتمكن من هزيمة الجيش الإسرائيلي، ورفض استدعاء أعداد كبيرة من الاحتياط كإجراء احترازي ولم يعط تصورًا واقعيًا لقدرات الجيش المصري التي فاجأت القيادات العسكرية بالهجوم الكاسح والانتصار السريع والسيطرة على الأرض.

هذا الاعتراف المهم الذي بثه التليفزيون العبري قبل أيام قليلة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحديث الإسرائيلي عن تعاون مسئول مصري كبير مع تل أبيب في تلك الفترة وأثناء معركة العبور الخالدة ما أدى –بحسب المزاعم– إلى تغيير مسار الحرب، هو حديث عاجز يحاول لفت الأنظار عن هزيمة مذلة تعرضت لها إسرائيل، ونصر مؤزر حققه جيش مصر العظيم بتضحيات ودماء أبنائه الأبطال.

وتظل هذه الألاعيب الإسرائيلية مثار سخرية حقيقية في ظل اعترافات كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي والخبراء العسكريين في العالم بأن الجيش المصري حقق نصرا لا مثيل له بكل المقاييس العسكرية.

ولا بد أن نقدم كل التحية والتقدير لكل قائد وضابط وجندي في جيشنا العظيم في يوم عيد القوات المسلحة بمناسبة مرور 44 عاما على هذا العيد "نصر أكتوبر"، وأيضا لأن هذا الجيش الذي يصون البلاد من الأعداء والإرهاب العابر للحدود ويحمي الأمن القومي المصري من الفوضى والدمار هو أيضا الذي يقدم كل ما يستطيع من أجل دعم هذا الشعب العظيم من مشاركته في شبكات الطرق الممتدة في أنحاء الجمهورية والمشاريع الكبرى إلى الأمن الغذائي عبر منافذ القوات المسلحة المنتشرة في كل المحافظات.

تحية لجيل أكتوبر من أبناء قواتنا المسلحة وللأجيال التالية التي قدمت الغالي والنفيس من أجل أن يحيا هذا الشعب بكرامة، وتحية لقادة الجيش الحاليين ولكل جندي وضابط يقف في معسكره أو موقعه يحرس ثغرا من ثغور الوطن.